أصدر رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، تعليماته لجميع الوحدات العسكرية في مدينة عدن جنوب اليمن، بوقف فوري لإطلاق النار في وقت تزداد حدة المواجهات بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحماية الرئاسية التابعة للشرعية، في العديد من أحياء مدينة عدن.
وقالت مصادر طبية أن أعداد القتلى، ارتفع إلى أحد عشر قتيلاً، من الجانبين وعشرين جريحًا، وشدّد رئيس الوزراء على جميع القوات العسكرية بالعودة إلى ثكناتها، وإخلاء المواقع التي تم احتلالها صباح الأحد، من الطرفين دون قيد أو شرط.
ودعا رئيس الحكومة دولة الإمارات للتدخل لوقف الاشتباكات في مدينة عدن، وقال "الأمل كما نراه نحن في الحكومة معقود على الإمارات العربية المتحدة، صاحبة القرار اليوم في عدن العاصمة المؤقتة لليمن"، وأضاف "لا ينبغي أن تذهب جهود العرب ودماؤهم في اليمن إلى سقوط الوحدة وتقسيم اليمن"، ولا ينبغي لكل شريف في اليمن الصمت على ما يحري، فهناك في صنعاء يجري تثبيت الانقلاب على الجمهورية، وهنا في عدن يجري الانقلاب على الشرعية ومشروع الدولة الاتحادية، وتابع، "ما نأمله ونتوقعه مخلصين في موقف الإمارات وكل دول التحالف العربي في التعامل مع الأزمة في عدن التي تنحو شيئاً فشيئاً نحو المواجهة العسكرية الشاملة شرط لإنقاذ الموقف، كما هي شرط لإنقاذ اليمن من التقسيم والتقزيم".
وتابع «ينبغي الامتناع عن الممارسات غير الواعية في عدن، هذه خدمة مباشرة للحوثيين وإيران، وحلفائهم في المنطقة»، وأشار إلى أن ما يسمى «الانتقالي الجنوبي» المطالب بإسقاط الحكومة، «فشلوا في إثارة أبناء عدن على الحكومة عبر تدمير الخدمات والمرتبات فانتظمت الخدمات والمرتبات، لجأوا لإسقاط الحكومة عن طريق تدمير الريال اليمني ففشلوا، والفضل هنا يعود للمملكة التي رفدت خزينة اليمن بملياري دولار، اليوم يتحركون عسكرياً، باستحداث نقاط عسكرية جديدة والهجوم على معسكرات الشرعية».
وقال «يجب أن تتوقف الاشتباكات فوراً، وأن تعود القوات إلى ثكناتها، ويجب العودة إلى حوار بين أطراف الحكم في عدن، ويجب ألا يقبل الحلفاء اليوم تصفية الشرعية التي رعت التحالف لخوض المعركة مع الحوثيين».
واتهم مصدر رفيع بالحكومة الشرعية، دولة الإمارات العربية المتحدة بالوقوف وراء الصراع الدائر حالياً في مناطق متفرقة من عدن، بين قوات الحماية الرئاسية والحزام الأمني، وقال المصدر في تصريحات صحافية : بكل أسف الإمارات لعبت لعبتها وأصدرت توجيهات واضحة للمليشيات الموالية بعدن لتفجير الموقف عسكرياً.
وأضاف: تدور في الوقت الحالي اشتباكات قوية في مناطق متفرقة، لكن ولدقة توصيف المشهد أؤكد أن قوات الحزام الأمني، تحقق سيطرة نسبية في بعض دوائر الاشتباك.
من جهة أخرى قالت مصادر عاملة في مبنى الحكومة بعدن أن القوات الشرعية استعادت السيطرة على المبنى الكائن في مديرية خور مكسر قبل نحو ساعة من الآن.
وفي السياق أكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية ، أن الأوضاع الأمنية في عموم مناطق ومديريات العاصمة المؤقتة عدن تحت سيطرة القوات الأمنية والعسكرية، ودعا المصدر ذاته في تصريح لموقع "وزارة الداخلية"، مختلف فئات وشرائح المجتمع في مدينة عدن إلى ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، ولا داعي للخوف والقلق.
كما دعا المصدر، كافة المواطنين إلى عدم الاستماع والانجرار خلف الشائعات والأكاذيب المروجة والتي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار والسكينة العامة، وتمكنت قوات الحماية الرئاسية استعادت السيطرة على مبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء في مدينة عدن بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي صباح الأحد.
وقال السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء غمدان الشريف إن الحرس الرئاسي ولواء من المنطقة العسكرية الرابعة سيطر على مديرية التواهي وخور مكسر، مشيراً إلى أن الاشتباكات تدور بمختلف الأسحلة.
وقالت مصادر محلية لـ"العرب اليوم" إن الاشتباكات ماتزال مستمرة بين القوات الحكومية وقوات اللواء الأول مشاة التابعة للحزام الأمني المدعوم من الامارات في اليمن، واضافت أن الاشتباكات مستمرة في شوارع حي ريمي وجوار مقرات وزارات الخارجية و الزراعة والثقافة والتعليم الفني ومنزل وزير الداخلية وفي جبل حديد، في وقت تم الإعلان عن وقف رحلات الطيران وإغلاق مطار عدن الدولي بسبب هذه الأحداث.
وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي في بيان له، لقادة دول التحالف العربي والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بالالتزام بالنهج السلمي في المطالبة بتغيير الحكومة، واشار البيان الى التزام المجلس بالشراكة مع التحالف العربي، في محاربة مليشيا الحوثي الانقلابية، مضيفا " خروجنا اليوم سلمي ونؤكد على تجنب الاحتكاك العسكري وأية مظاهر مسلحة في الجنوب مع الحرص على عدم المساس بمؤسسات الدولة. " وتابع" نثق كل الثقة ان التحالف العربي سيتدخل بكل امكانياته لحل كافة الاختلالات لحل المشكلات حذريا، واردف " نجدد تفاعلنا الايجابي واستجابتنا الكاملة مع جهود ومساعي دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في حل هذه الأزمة"، واختتم البيان بدعوة الجميع الى الالتزام بالسلمية والحوار والبناء لغاية تصويب الاختلالات.
أرسل تعليقك