الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
دانت الخارجية التشادية، حادثة اغتيال رئيس حركة العدل والمساواة محمد بشر ونائبه أركو سليمان، معربة عن أسفها لمقتل الشهيدين.
وأوضح البيان الصادر عن الخارجية، الخميس، أن الحادث تم تنفيذه في الأراضي التشادية بالقرب من الحدود مع السودان، عندما كان الشهيدين في طريقيهما لقواعدهما في دارفور.
وأكد البيان – وفقا لما ذكرته الإذاعة السودانية الرسمية - أن الحادث يستهدف عملية السلام في السودان، مشددة على ضرورة معاقبة الجناة بقوة من المجتمع الدولي.
ودعت أعضاء حركة "العدل والمساواة" - الذين وقعوا اتفاقاً مع الحكومة السودانية - الحافظ على استمرار الحوار والمصالحة اللذين التزمت بها قادتها الذين تم اغتيالهم.
واتهمت المتحدث باسم حركة "العدل والمساواة" المتمردة جبريل بلال، الرئيس التشادي إدريس ديبي بضلوعه في مقتل زعيمها الدكتور خليل إبراهيم في كانون الأول/ ديسمبر عام 2011، وهي المرة الأولى التي توجه فيها الحركة اتهاماً مباشراً إلى ديبي منذ مقتل زعيمها، محذرا من هجوم تنوي أنجمينا القيام به ضد الحركة داخل الأراضي السودانية.
وأضاف أن الرئيس التشادي يواصل السيناريو ذاته، في محاولة جديدة لاغتيال قيادة حركته وقيادات الجبهة الثورية، مشيرا إلى أن أنجمينا أرسلت قوات كبيرة عبرت الأراضي السودانية في طريقها إلى مواقع حركة "العدل والمساواة".
وطالب بلال القوات المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) بالقيام بدورها بالتحرك لوقف أي اعتداءات من القوات التشادية ضد حركته.
وقال مدير قناة النصر التشادية المقرب من النظام التشادي أبو بكر عبد الله برقو إن بلاده مستمرة في القيام بأدوارها تجاه العملية السلمية في إقليم دارفور.
وأضاف في تصريحات مقتضبة عبر الهاتف لـ"العرب اليوم" أن الحكومة التشادية لم تصدر تعليقا على اتهامات حركة "العدل والمساواة" بالتورط في مقتل زعيمها خليل إبراهيم قبل عامين.
وأكد رئيس حركة القوي الشعبية للحقوق الديمقراطية الدارفورية هشام نورين أن الدور التشادي كان بارزا ومحوريا في العملية السلمية في الإقليم منذ اندلاع الأزمة عام 2003، مشيرا إلى أن تشاد لعبت دورا بارزا، وظلت على اتصال دائما بكل الأطراف في إطار المجهودات الخاصة بالمبادئ الأفريقية الذي كان بموجبها الوسيط التشادي موجود في الآلية الدولية لمراقبة وقف إطلاق النار.
وقال نورين - الذي وقعت حركته اتفاقا مع الحكومة السودانية في العاصمة النيجيرية أبوجا وتحولت لاحقا إلى حزب سياسي يحمل اسم الحركة - في تصريحات لـ"العرب اليوم" إن تشاد استطاعت أن تجمع الحركات الدارفورية المسلحة في أبشي الأولى والثانية، وتم توقيع بروتوكول أنجمينا لوقف إطلاق النار لتعزيز الأوضاع الإنسانية في الإقليم الذي شكل الأساس لكل الاتفاقات والتفاهمات الخاصة بالإقليم.
وأشاد نورين - الذي يشغل منصب وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم حكومة ولاية غرب دارفور المتاخمة لتشاد - بادوار ومواقف تشاد تجاه قضايا بلاده وتجاه السلام في دارفور.
ورأى مدير إذاعة صوت أفريقيا السودانية شعيب يونس يحيى، في تعليق له على المواقف والأدوار التشادية تجاه السلام في دارفور، أن العلاقات السودانية التشادية ظلت تشهد ومنذ التفاهمات الأخيرة بينهما تقاربا واضحا أثمر عن التزام كل طرف بالقيام بأدوار إيجابية تجاه الآخر، وتمثل ذلك في وقف دعم الحركات والمجموعات المعارضة لكل طرف والتوقف عن دعمها أو إيوائها.
وأشار إلى أن التزام الخرطوم وأنجمينا شكل نقلة في علاقات البلدين، وانعكس ذلك على الجانب الاقتصادي وحرية التنقل وحركة المواطنين على حدود البلدين بالنظر إلى التداخل القبلي والمصالح المشتركة.
أرسل تعليقك