الجزائر - عمّــــــار قـــردود
ما من يوم يمر إلا وتسقط فيه عشرات الضحايا بسبب حوادث المرور المتزايدة، بشكل مخيف في الجزائر التي تحتل إحدى المراتب الخمس الأولى في حوادث المرور على المستوى العالمي، منهم من يصنفون في عداد الموتى، وآخرون هم الجرحى الذين تتراوح إصابتهم بين الخفيفة والمتوسطة والخطيرة، وبعض تلك الحوادث التي تتحدث بلغة المأساة لا ترصد فلغة الكارثة الإنسانية، واستنادًا إلى أرقام رسمية صادرة عن المركز الجزائري للوقاية والأمن عبر الطرق 10.206 حادث مرور، خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية، على المستوى الوطني، أدى إلى وفاة 1343 شخص وإصابة 14.500 آخرين.
وأوضح المركز في حصيلة أوردها، الخميس أنه مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2016، فقد تم تسجيل انخفاض في عدد الحوادث بــ12,49 في المائة وفي عدد القتلى بـ11,46 في المائة وفي عدد الجرحى بــ 16,43 في المائة، يذكر أن المركز الجزائري للوقاية والأمن عبر الطرق كان قد عكف منذ نشأته على تنظيم العديد من العمليات التوعوية، تناولت مواضيع مختلفة ذات علاقة بالسلامة المرورية.
وتحتل حوادث دهس البشر في الجزائر المرتبة الأولى، ويليها اصطدام السيارات فيما بينها وبالشجر والموانع، تحت تأثير السكر أو الطيش و التهور والاستخفاف بحياة الآخرين، فإلى جانب الخسائر البشرية تقدر الخسائر المادية بملايير الدولارات سنويًا، ومهما اختلفت وسائل النقل المتنوعة الأحجام أو وسائل نقل صغيرة كالدرجات النارية، التي أصبحت من أحد أهم أسباب الحوادث في الآونة الأخيرة.
تتفاوت درجات الإهمال وتجاهل الخطر المحدق بحياة المواطنين، بين غياب الرقابة على الطرقات من حيث السرعة الزائدة والتجاوز الخاطئ في الخطوط السريعة، وبين انعدام إرشادات تحدد السرعة المسموحة أو لوحات تشير إلى منحدر أو منعطف حاد أو منطقة مزدحمة، وكذلك خلو مسافات طويلة من أي تواجد ملموس لأعوان، فلا توجد مراكز سحب السيارات التي وقعت في فخ الحوادث على الطرق السريعة أو الطويلة، بالإضافة إلى استحداث مطبات ترابية على الطرقات، دون وجود إشارات تلفت نظر السائقين فتسبب الانقلابات، وبعض السائقين يحاولون الهروب من المطب فيقعون في ارتطام بسيارة أخرى أو انحراف مسار، مما يؤدي إلى الانقلاب، بالإضافة إلى الحفر المتواجدة على الطرق التي تفتقر للصيانة الدورية والمنظمة وإلى الترقيع في الغالب، وهي من مهام البلديات وإدارة الأشغال العمومية وصيانة الطرق.
مأساة متنامية يدفع ثمنها المجتمع الجزائري الذي تفوق خسائره البشرية والمادية خسائر الحروب، بسبب حوادث الطرقات التي تحظى باهتمام مؤقت لا يزيد عن أسابيع محددة كل عام، فطرقات عدة تخلو من أي تواجد لأعوان المرور، فضلاً عن خطوط طويلة لا توجد فيها متطلبات الوقاية من الحوادث من موانع في بعض المنحدرات، أو مستشفيات قريبة لإسعاف ضحايا الحوادث.
أرسل تعليقك