القاهرة ـ العرب اليوم
روى الصحافي أحمد عامر، مدير مكتب جريدة الأهرام في ليبيا، قصة الطفل أحمد البالغ من العمر 15 عامًا، جنده تنظيم "داعش" في صفوفه، عن طريق أحد مدرسي اللغة الإنكليزية في أحد مدارس السلام التجريبية, وجاء ذلك في تصريح لعامر إلى "صدى البلد" أن والدة الطفل وتدعى أحلام حاولت بكل الطرق على مدار عامين أن تعرف طريق ابنها في ليبيا بعد أن فوجئت باتصال هاتفي من ابنها على الحدود الليبية وأبلغها رسالة من أربع كلمات "إما الشهادة أو الأسر" وبعد ذلك انقطع الاتصال، وأبلغت الأم على الفور الأمن المصري بما حدث.
ولفت إلى أنه تحدث مع والدته وقالت له إن ابنها كان في الصف الأول الإعدادي بعد فض اعتصام رابعة، وكان أحد مدرسي اللغة الإنكليزية يدعى أحمد عوض مدرس لغة في المدرسة التجريبية، يقود مظاهرات واستطاع أن يجري عملية غسيل دماغ لابنها وإقناعه بالخروج في مظاهرات في مدينة السلام وأقنع الطفل أن الأمن قتل المعتصمين.
وأوضح أن والدة الطفل بحثت عن الأشخاص الذين يترددون على ليبيا لطبيعة عملهم لمحاولة معرفة مكان ابنها، واستطاعت الوصول إلىّ وبعث لي رسالة تطلب مني مساعدتها في الوصول إلى ابنها في ليبيا ومعرفة مكانه، وبعد عدة أيام من رسالتها اتصل بها أحد الأشخاص وأخبرها بوجود ابنها في أحد المناطق الليبية.
وأضاف: "قمت بعمليات البحث عن الطفل من خلال المصادر التي أعرفها والسؤال عن الطفل في هذه المنطقة التي ذكرتها والدة الطفل، وكان الأمر غاية في الصعوبة أن نحصل على شيء، وبعد أن أرسلنا صور الطفل إلى عدة جهات للتعرف عليه وتم التواصل مع بعض الجهات الأمنية في مصر أيضًا واطلاعهم على بيانات الطفل". وتابع: "بعد ذلك اتصلت بي والدة الطفل وأعطتني رقمي هاتف مدير مكتب رئيس النواب الليبي ومستشار المشير حفتر، وعندها أبلغتها بالاتصال بهم شخصيًا لاطلاعهم على ما حدث وما تشعر به من معاناة، واستجابت إلى ذلك وتحدثت مع مستشار المشير حفتر وشعر بمعاناة الأم المكلومة".
وأكد: "بعدها أخبرنا مستشار المشير حفتر بمكان الطفل ومواصفاته، وقال أنه سيعرض أمره على المشير حفتر، وبعد عرض الأمر على المشير واطلاعه على بياناته قرر العفو عنه بسبب صغر سنه وعدم ارتكابه جرائم جنائية، وتم تسليم الطفل إلى السلطات المصرية". وأشار إلى أنه تواصل مع والدة الطفل وأخبرها بتسليم ليبيا ابنها إلى السطات المصرية على الحدود البرية للسلوم موضحًا أنه بعد تسليم ليبيا الطفل أرسلت والدته خطابًا ومناشدة إلى الرئيس السيسي بالعفو عن ابنها على اعتبار أنه وقع ضحية إلى هذه الجماعات التي تستقطب الشباب.
وكشف عامر عن مفاجأة لم يكن يتوقعها وهي أن المدرس الذي جّند الطفل ما زال يدرس للطلاب في المدرسة، لافتًا إلى أنهم اكتشفوا أيضًا أن الطفل كان من الطلاب المتفوقين في الشهادة الابتدائية بحسب الشهادات التي أطلعتهم عليها والدته.
أرسل تعليقك