الرياض ـ سعيد الغامدي
وصل إلى منفذ "جديدة عرعر" البري، في منطقة الحدود الشمالية السعودية مع العراق، أمس الجمعة، 82 موظفاً تابعين لبعثة الحج العراقية، تقلهم 8 باصات، في خطوة هي الأولى منذ 15 عاماً على إغلاق المعبر. وأوضح العميد عبد الله الأحمد، مدير جوازات منطقة الحدود الشمالية المشرف على أعمال الحج بالمنفذ، أنهم استقبلوا أمس عدداً من ضيوف الرحمن من الجنسية العراقية، الذين يمثلون البعثة الإدارية لشؤون الحجيج العراقيين، مشيراً إلى أنه قدمت لهم أفضل الخدمات والتسهيلات في وقت وجيز.
وأشار العميد الأحمد إلى أن موظفي البعثة العراقية قدمت لهم كذلك كل الخدمات منذ وصولهم لمدينة الحجاج التي يتوفر بها كل الخدمات وجميع التسهيلات من الخدمات الجمركية، ومنها الخدمات الصحية المتمثلة بالمستشفى الموسمي المجهز بكامل الأقسام والمختبرات والصيدلية وقسم المتابعة المركزة والعيادات الخارجية ومراكز التطعيم، كما زود المنفذ بإسعافات عالية التجهيز، فيما تعمل هذه المرافق على مدار الساعة بإشراف ومتابعة من الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة الحدود الشمالية رئيس لجنة الحج بالمنطقة، الذي يحرص على توفير الخدمات لضيوف الرحمن القادمين عبر منفذ جديدة عرعر البري، في ظل توجيهات خادمالحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ونائبه، اللذين يحرصان على توفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن منذ وصولهم إلى المملكة حتى عودتهم إلى أوطانهم سالمين.
وكانت مصادر عراقية قد كشفت، لـ"الشرق الأوسط"، في 24 يوليو/تموز من العام الماضي، عن بدء أعمال الترميم والصيانة للطريق المؤدي إلى منفذ جديدة عرعر، وذلك استعداداً لإعادة فتح المنفذ الذي يربط السعودية بالعراق، ويبعد عن العاصمة العراقية بغداد نحو 500 كيلومتر، بعد مضي 15 عاماً على إغلاقه، حينما سقطت العاصمة العراقية بيد القوات الأميركية، عام 2003.
وأوضح كاظم فنجان الحمامي، وزير النقل العراقي، حينها، أن وزارته، وكل الجهات المعنية في العراق، أنهت كل الاستعدادات المتعلقة بإعادة فتح منفذ جديدة عرعر، موضحاً أن كل التجهيزات في هذا الإطار انتهت. وذكر وزير النقل العراقي أنه يجري العمل على إعادة فتح المنافذ الأخرى البرية، التي تبلغ 7 منافذ برية، منها منفذ جميمة، معتبراً إعادة فتح المنافذ أمراً مهماً، يعطي تدفقاً لحركة البضائع بين البلدين، وموضحاً أن العراق بحاجة ماسة إلى كثير من البضائع والمواد الغذائية التي توجد في السعودية.
وتطرق الوزير العراقي إلى مسألة استقبال الطائرات السعودية، واستئناف حركة الطيران بشكل مباشر بين السعودية والعراق، مؤكداً أن المطارات العراقية مستعدة لاستقبال الطائرات السعودية من دون ضوابط أو قيود، مشدداً على وجود نية أيضاً لإعادة وصول السفن بشكل مباشر بين السعودية والعراق، وذلك بعد أن ظلت منقطعة منذ 50 عاماً.
وتأتي تلك الخطوات التي تتعلق بالعلاقات السعودية العراقية في مسار متسارع، حيث تم تبادل الزيارة بين مسؤولي البلدين على أرفع المستويات، فزار عادل الجبير، في شهر فبراير/شباط الماضي، العراق، كأول زيارة لمسؤول سعودي رفيع منذ عام 2003، وقام وفد عراقي بزيارة إلى الرياض، والاتفاق على إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين، في حين زار حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي، أخيراً جدة، والتقى بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما زار وزير الداخلية العراقي جدة، والتقى بولي العهد السعودي، ووزير الداخلية السعودي.
أرسل تعليقك