الجزائر – ربيعة خريس
نفى المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، في تقرير حديث أصدر، ما ورد في التقارير الأمنية التي صدرت أخيرا عن أجهزة أمنية أوروبية، تتحدث عن تورط مهاجرين سريين من شمال أفريقيا في العمليات الإرهابية التي شهدتها دول أوروبية أخيرا. وكشف التقرير الذي جاء بعنوان "آرهب جيرانك" الذي تطرق لتحليل العمليات الإرهابية التي شهدتها كل من أوروبا وأميركا خلال الفترة الممتدة من 2014 إلى 2017، والتي بلغ عددها 51 عملية إرهابية غالبيتها وقعت في أوروبا، أن معظم منفذي العمليات أو تحديدا 73 بالمائة منهم من مواطني البلد المستهدف، أي أن 56 إرهابيا قاموا بعمليات في بلدانهم الأصلي ولهم من قبل ذلك سجلات إجرامية، وقليل منهم من تلقى الأمر من التنظيم الإرهابي "داعش".
وكشف التقرير أن نسبة المهاجرين غير الشرعيين المتورطين في العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا لا تتجاوز 6 في المائة وأغلبهم يتمتعون بالإقامة الدائمة 14 في المائة.
وتتناقض هذه الأرقام مع التقارير الصادرة عن أجهزة الأمن الأوروبية والتي تؤكد تورط المهاجرين المغاربة بصورة أكبر في العمليات الإرهابية، وهو المبرر الذي اعتمدت عليه الدول للتخلص أعباء الهجرة غير الشرعية وتقليص هجرة أولئك حتى بطرق نظامية وتسعى بعض الدول الأوروبية إلى تحويل دول المغرب العربي إلى محتشدات وهو ما رفضته الجزائر جملة وتفصيلا وهو ما كشف عنه وزير داخلية الجزائر، نور الدين بدوي، خلال الاجتماع الوزاري الـ 2 لمجموعة الاتصال بشأن مسالك الهجرة غير الشرعية بوسط البحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أن الجزائر لن تتنازل عن مصالحها الوطنية في قضية المهاجرين غير الشرعيين، في رد على محاولات دول أوروبية إنشاء محتشدات للمهاجرين الأفارقة في دول شمال أفريقيا، وقال بدوي إن الجزائر تؤدي مسؤولياتها كاملة في ظل احترام القيم والمبادئ والمعايير الدولية المطبقة، مؤكدا بأن بلادنا أصبحت مقصدا للمهاجرين غير الشرعيين، بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية في بعض الدول الأفريقية.
وكشف تقرير أن النساء يقمن بدور رئيسي مهم يتمثل في التجنيد عبر شبكات التواصل الاجتماعي، واستدل التقرير بما حدث أخيرا في ألمانيا. وسلط التقرير الضوء كثيرا على الطرق والأساليب التي أصبح الإرهابيون يستعملونها، مستدلا بالمتفجرات التي يقومون بإخفائها داخل الأجهزة الإلكترونية، والتي تستدعي تزويد المطارات بأجهزة جديدة لمسح محتويات الأجهزة الإلكترونية والتأكد من سلامتها.
وأشار المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، إلى مسؤولية الغرب في تنامي أعمال الإسلاموفوبيا في أوروبا وغيرها من الدول الغربية، فاتهام المسلمين بالقتل والتدمير في أوطان تلك الدول يعزز من الكراهية ضدهم لتزداد معها أعمال الانتقام أينما حل المسلمون في مختلف بقاع العالم. وأصبح موضوع الهجرة غير الشرعية يشكل مصدر قلق كبير للعديد من الدول الأوروبية وأيضا دول شمال أفريقيا على رأسها الجزائر، ودقت أخيرا وزارة الدفاع الجزائرية ناقوس الخطر، وأبدت تخوفها من استغلال المهاجرين من طرف الإرهابيين ومدبري الجريمة المنظمة، الذين أصبحوا يشكلون خطرا على أمن واستقرار المنطقة، وصعوبة مراقبة التدفق الهائل للمهاجرين رغم أن الجيش الجزائري يقوم بجهود كبيرة في مجال الهجرة غير الشرعية من خلال مراقبة الحدود الوطنية والسواحل البحرية، وإنقاذ العديد من المهاجرين الذين غامروا بأرواحهم على متن قوارب الموت.
أرسل تعليقك