رام الله - ناصر الأسعد
على الرغم من أن إسرائيل تحتفل بعيد رأس السنة العبرية، وتفرض إغلاقا شاملا على الضفة الغربية، فإن قواتها العسكرية واصلت ممارساتها القمعية، حيث نفذت فجر الجمعة، حملة مداهمات واعتقالات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، طالت عددا من منازل المواطنين وعاثت فيها "خرابًا".
وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينتي الخليل وبيت لحم جنوب القدس المحتلة، وداهمت منازل المواطنين قبل أن تعتقل ثلاثة شبان وتنقلهم إلى جهة غير معلومة. وقالت المصادر ذاتها إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب يحيى ناصر الزين بعد دهم منزل عائلته وتفتيشه في منطقة "شارع السلام" بمدينة الخليل، موضحة أن مجموعة كبيرة من وحدة "المشاة" في جيش الاحتلال اقتحمت مخيم العروب للاجئين (شمال الخليل)، وشرعوا بعمليات تفتيش.
وأكدت مصادر أمنية فلسطينية، أن قوات الاحتلال اعتقلت أيضا الشاب وائل أبو صوي، من بلدة الدوحة غرب مدينة ببيت لحم، عقب مداهمة منزل عائلته وتفتيشه، إلى جانب إعادة اعتقال الأسير المحرر صالح الجعيدي (25 عامًا)، عقب اقتحام منزله في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، كما اعتقلت قوات الاحتلال أمس المواطن علام أمين رايق على معبر الكرامة أثناء توجهه إلى الأردن لمتابعة علاجه الطبي. وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال داهمت فجر الجمعة عدة منازل في قرية طورة، الواقعة جنوب غربي جنين، ونفذت عمليات تفتيش بحثا عن الشابين قيس مؤيد قبها، وأنس نهاد رفيق قبها، لاتهامهما برشق حاجز عسكري طورة وأم الريحان بالحجارة، إلا أن تصدي الأهالي لجنود الاحتلال حال دون ذلك.
من جهة ثانية، أفادت مصادر في تل أبيب بأن الحكومة الإسرائيلية ستناقش خلال جلستها الأسبوع المقبل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، ومن بينها 30 وحدة في الحي الاستيطاني في قلب مدينة الخليل المحتلة، موضحة أن مخطط البناء أحيل إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي طلب منه الموافقة على البدء بتنفيذ هذه المخططات.
وأضافت المصادر، أن خطة البناء في الخليل التي ما زالت في مرحلة التخطيط، تشمل بناء 30 وحدة سكنية، وروضتي أطفال وموقف للسيارات، وهذه الخطة تحظى بتأييد غالبية وزراء الائتلاف الحكومي، بدءا من وزراء البيت اليهودي، مرورا بوزراء من الليكود ورئيس حركة "شاس" أرييه درعي، وصولا إلى نائب الوزير مايكيل أورون من حزب كلنا. وادعى المتحدث باسم المستوطنين في قلب مدينة الخليل نوعام أرنون أن الحديث لا يدور عن مصادرة أراضي جديدة لإقامة الأبنية الجديدة عليها، وإنما عن أراض يملكها المستوطنون منذ زمن بعيد، توجد في قلب الحي الاستيطاني بمدينة الخليل.
ويسود الاعتقاد في أوساط أعضاء الكنيست من الائتلاف أن نتنياهو سيقر خطة البناء هذه، وأن بعض أعضاء الكنيست أرسلوا رسائل لنتنياهو حثوه فيها على الموافقة على البناء في الخليل، وقال نفتالي بينت، وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، زعيم البيت اليهودي، إن من حق المستوطنين في الخليل البناء والتوسع مثل باقي المستوطنين في الضفة الغربية.
وإلى جانب موضوع البناء الاستيطاني في الخليل، من المقرر أن تطرح ما تسمى الإدارة المدنية خطة بناء مستوطنة بديلة لمستوطني البؤرة الاستيطانية "ميغرون"، وتطالب الحكومة بالموافقة على إقامة بيوت دائمة للمستوطنين بدل البيوت التي أخلتها سابقا.
في سياق آخر، تعرضت كنيسة القديس أسطفانوس، الواقعة داخل دير الرهبان السالزيان في بيت جمال غربي مدينة القدس، لاعتداء من قبل جناة مجهولين، خلف دمارا كبيرا في الكنيسة، إضافة إلى تكسير لوحات زجاجية ذات رموز دينية. وأصدر أمس مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية بيانا، جاء فيه إنه "من المؤسف والمغضب أن نرى أنفسنا منشغلين بشجب واستنكار مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تكررت كثيرا في السنوات الأخيرة، في حين أننا نكاد لا نرى علاجا أمنيا أو تربويا من قبل السلطات في الدولة إزاء هذه الظاهرة الخطيرة".
أرسل تعليقك