الجزائرـ ربيعة خريس
أكد مصدر دبلوماسي جزائري، السبت، أن الجزائر اقترحت، على أطراف فاعلة في الأزمة اليمينة، تشكيل قوة حفظ سلام عربية، لوقف الاقتتال الدائر منذ قرابة عامين، بالتزامن مع مفاوضات إنهاء النزاع. وذكر المصدر، الذي يعمل في وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، ورفض الكشف عن هويته، أن السلطات الجزائرية عرضت السعودية وإيران تشكيل قوة حفظ سلام عربية في اليمن، تتكون من دول لم تتورط في النزاع، وذلك في إطار مشروع واسع لحل الأزمة، ووقف الحرب.
وعن تفاصيل هذا العرض، أوضح المتحدث، في تصريح إلى وكالة "الأناضول"، أن وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، التقى أخيرًا في نيويورك، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر / أيلول الماضي، وزيرا خارجية إيران، جواد ظريف، والسعودية، عادل الجبير، وقدم لهما ذلك العرض، من أجل تهدئة الأجواء المتوترة في اليمن، مبينًا أن هذا المقترح يأتي بالتزامن مع مفاوضات حل النزاع بين الأطراف المعنية. ورفض المصدر تقديم تفاصيل دقيقة عن تعداد هذه القوة، أو طبيعة عملها. ولم يفصح عن رد فعل الجانبين السعودي والإيراني على العرض.
وأوضح الدبلوماسي الجزائري أن المقترح، الذي قدمته الجزائر، يأتي لاستكمال المساعي المبذولة (من أطراف أخرى) لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، بالنظر إلى العلاقة الطيبة التي تجمع الجزائر بكل الفاعلين في المنطقة. وكانت الجزائر قد أعلنت، عام 2015، على لسان وزير الشؤون الخارجية، عن رفضها المشاركة في عملية "عاصفة الحزم"، التي شنها عدد من الدول العربية ضد معاقل الحوثيين في اليمن.
وبرر "لعمامرة" موقف بلاده، آنذاك، في تصريح صحافي، على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب، في مصر، بأن الجزائر لديها موقف سياسي، وهو أن جيشها يحارب داخل أراضيها فقط. وحول ما تردد عن وجود تحفظ جزائري على الضربة العسكرية، قال "لعمامرة": "الجزائر لم تطرح الموضوع بنعم أو لا، وإنما تنظر إلى الموضوع اليمني، وترى أنه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عدد من المعطيات الأساسية. وأكد أن الحوثيين هم طرف أساسي في المعادلة السياسية اليمنية، لذلك فإن الجزائر تركز على ضرورة إجراء حوار سياسي، موضحً أن الجميع سيضطرون إلى العودة إلى الحوار، لأن الحوار ضروري جدًا.
أرسل تعليقك