الجزائر – ربيعة خريس
فجَّر قرار السلطات الجزائرية القاضي بفرض ضوابط على آذان الصلاة في المساجد, وهو الأول من نوعه, يقضي بتحسين الصوت وضبط مكبرات بيوت الله. وثار النواب المحسوبون على التيار الإسلامي في البرلمان الجزائري ضده ووصفوه بـ "الخطير", ووجهوا نداء لأئمة المساجد يطالبونهم فيه بعدم تنفيذ تعليمة وزارة الشؤون الدينية.
وقال النائب عن الاتحاد من أجل "النهضة والعدالة والبناء" في البرلمان, حسن لعريبي, في بيان له, إن وزارة الشؤون الدينية هي إحدى تداعيات ضرب الهوية الوطنية والحرب المكشوفة التي تزداد انكشافًا يومًا بعد يوم على المساجد والأئمة, مشيرا إلى أن السكوت عن هذا القرار هو بمثابة " إعلان حرب على الله ورسوله ". ووجه النائب لعريبي, نداء لأئمة المساجد يطالبهم فيها بعدم السكوت عن هذه الخروقات, وشبه القرار بقانون الثامن من مارس/آذار الذي أصدره الاستعمار الفرنسي لمحاربة اللغة العربية والدين الإسلامي.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لمجتمع السلم, أكبر الأحزاب الإخوانية في البلاد, ناصر حمدادوش, في تصريح لـ "العرب اليوم" إن الحكومة الجزائرية تخوض معارك هامشي لاستفزاز الجزائريين, وهي إجراءات يمكن العمل بها في كلّ القطاعات بعيدا عن الإثارة، والواضح أنها كلّها هي تحرّشٌ بقضايا تمسّ بالشعور الديني للمواطن، سواء في قطاع التربية أو الشؤون الدينية، مع أنها ليست من أولوياتها أو اهتماماتها الآنية, موضحا أن هذا القرار يعبر عن حجم الفراغ والفوضى التي تعيشها السلطة, التي تبحث عن إشغال الرأي العام بحزئياته لإلهائه عن القضايا الوطنية الكبرى.
وأصدرت السلطات الجزائرية، الأربعاء، قرارا يُحدد ضوابط أذان الصلاة في المساجد، هو الأول من نوعه، يفرض تحسين الصوت وضبط مكبرات المساجد. ونشر القرار الأخير الذي يحدد " كيفية الآذان وصيغته " في العدد الأخيرة من الجريدة الرسمية موقع من طرف وزارة الشؤون الدينية. وحسب القرار " يراعي في الآذان تحسين الصوت، وضبط مكبرات الصوت في المسجد بشكل يحصل به السماع دون إفراط".
كما نص على أنه "لا يجوز رفع آذان صلاة الجمعة، والصلوات الخمس قبل دخول الوقت الشرعي، وفقا للتوقيتات الرسمية للمواقيت الشرعية المعدة من طرف وزارة الشئون الدينية؛ غير أنه يرفع الأذان لصلاة الفجر نصف ساعة قبل رفع الآذان الثاني". وأشار القرار إلى أن وزير الشؤون الدينية، سيُصدِر لاحقًا بطاقة فنية، تُحدد على الخصوص الضوابط التقنية المتعلقة بجمالية الأذان، وبمكبرات الصوت. وفي أبريل / نيسان الماضي، دعا وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، المؤذنين في المساجد إلى "العمل بإخلاص وأن يكون المؤذن دقيقًا عند دخول وقت الصلاة، وتجميل صوته ما استطاع "بلا تمطيط ولا مبالغة".
أرسل تعليقك