واشنطن - العرب اليوم
تقلّد الضابط في الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" مايك داندريا، في منصب مدير العمليات الإيرانية بالوكالة الأمنية الأهم والأكبر في واشنطن، وداندريا كان مسؤولًا لسنوات عدة عن مطاردة زعيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن، وإدارة مكافحة التطرّف في الوكالة، ناهيك عن كونه الأب الروحي لسياسة ضرب أوكار المتطرفين حول العالم باستخدام الطائرات بدون طيار، علاوة على مشاركته في إدارة برامج تعذيب المعتقلين سيئة السمعة والمثيرة للجدل والرفض الحقوقي الدولي بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001؛ ما منحه العديد من الألقاب في أوساط الاستخبارات الأميركية والدولية، التي يبقى أبرزها "أمير الظلام"، بيد أن لقبه الجديد قد صار "آية الله مايك"، ما يعكس نهجًا متشددًا وأكثر صرامةً من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تجاه طهران، ويؤشر إلى نية كبيرة لدى واشنطن في تكثيف عمليات التجسس السرية والتتبع والسطو المعلوماتي في بلد الفقيه، عبر منح إدارة تلك المهمة الحساسة لضابط صاحب كفاءة وقدرات خاصة.
ويرجع الفضل لمايك داندريا في تقويض تنظيم "القاعدة" وإضعافه إلى حد كبير، ومن جانبه، تعايش الرجل بكل جوارحه مع تلك المهمة الصعبة، وكان دخان سجائره التي لا تنطفئ تقريبًا على مدار الساعة، وينفثها بشراهة لافتة؛ هو رفيقه الوحيد في سنوات تعقب بن لادن حتى سقط أخيرًا وتم قتله في مايو/أيار 2011 في باكستان.
وينحدر داندريا من أسرة ذات جذور ممتدة في العمل الاستخباراتي، وقد اعتنق الإسلام حتى يتمكّن من الفوز بزوجته الحالية المسلمة التي كان قد التقاها أثناء عملية استخباراتية له في الخارج، بيد أن سلوكه يدل على عدم تدين مطلق، ويمتلك الرجل قدرات فنية عالية، ويشتهر بأنه شديد الفطنة والدهاء، وصاحب أساليب مبتكرة في جمع المعلومات، غير أنه شديد الفظاظة والوقاحة في التعامل مع الآخرين.
وترفض وكالة الاستخبارات الأميركية التعليق على منصب "أمير الظلام" الجديد، وتعتبر أنها غير معنية بالرد على تساؤلات بشأن مهام وأدوار سرية تخص ضباطها، ومنح مهمة ضرب إيران استخباراتيًّا لآية الله مايك، يؤكد مجددًا أن ترامب يسير بخطى ثابتة من أجل إجهاض الاتفاق النووي الموقع مع طهران برعاية سلفه السابق بارك أوباما، وهو النهج الذي بدأ ترسيخه بوضع عدد من الكوادر الجمهورية المتشددة ضمن فريق الأمن القومي بواشنطن من أجل السيطرة على التمدد الإيراني في المنطقة.
ورسمت قمة الرياض التاريخية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبحضور ترامب ولفيف ضخم من الزعماء والملوك والرؤساء؛ أول نهج دولي ممنهج لمجابهة التجاوزات الإيرانية الخطيرة، سياسيًّا وعسكريًّا، في عدد من ملفات المنطقة العربية الملتهبة.
أرسل تعليقك