جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس الأربعاء 30 نوفمبر، دعوته إلى تحقيق السلام مع إسرائيل عبر الحوار.
وقال عباس في خطاب ألقاه أمام مؤتمر حركة فتح في اليوم الثاني لانعقاده "ستبقى يدنا ممدودة للسلام.. نحن متمسكون بسلام عادل وشامل كخيار إستراتيجي على أساس حل الدولتين، ونحن نؤكد أن سلامنا لن يكون استسلاما بأي ثمن مع الحفاظ على ثوابتنا الوطنية".
وطالب الحكومة الإسرائيلية "بتنفيذ التزاماتها.. ووقف النشاطات الاستيطانية بما في ذلك في القدس الشرقية المحتلة، والتأكيد على عدم شرعية الاستيطان".
وشدد عباس على التمسّك بـ"الثوابت الوطنية الفلسطينية" وفي طليعتها "إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين" و"تجسيد إقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل".
وأضاف أن من هذه الثوابت أيضا "إيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين استنادًا لقرار الجمعية العامة 194 وكما حدد في مبادرة السلام العربية لعام 2002" و"حل قضايا الوضع النهائي كافة استنادًا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، وبخاصة القدس الشرقية المحتلة، باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والتأكيد على رفضنا الحديث عن القدس باعتبارها عاصمة لدولتين، أو عاصمة فلسطين في القدس".
وأكد عباس "رفض الحلول الانتقالية أو المرحلية والمجتزأة، والدولة ذات الحدود المؤقتة، وما يسمى الوطن البديل، أو إبقاء الأوضاع على ما هي عليه، ورفض الدولة اليهودية".
وتعهد الرئيس الفلسطيني "العمل باتجاه مراجعة الاتفاقيات الموقعة كافة مع الجانب الإسرائيلي، نتيجة لانتهاء مددها، وتغيير الظروف وعدم التكافؤ بين الطرفين، وعدم التزام الجانب الإسرائيلي بتلك الاتفاقات".
وأضاف "سنظل نعمل بكل إصرار لتنال فلسطين عضويتها الدائمة والكاملة في الأمم المتحدة، وسيستمر سعينا ونضالنا لإنهاء الاحتلال، وتحقيق حرية شعبنا، واستقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد الرئيس الفلسطيني أن "اعترافنا بدولة إسرائيل ليس مجانيًا، ويجب أن يقابله اعتراف مماثل، ونؤكد على أن الدول التي تعترف بحل الدولتين عليها أن تعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة".
وشدد على أن "تطبيق مبادرة السلام العربية يجب أن يتم دون تعديل، وأن التعاون الإقليمي لا يمكن أن ينجح، بل وأن السلام والأمن لا يمكن أن يعم المنطقة دون حل للقضية الفلسطينية أولًا".
وجدد عباس سعيه لتحقيق مصالحة فلسطينية لإنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007 وعزمه إجراء مشاورات لعقد دورة للمجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير قبل نهاية العام الجاري.
وجاء خطاب عباس بعد يوم من انتخابه بالتزكية من أعضاء مؤتمر فتح قائدا عاما للحركة لولاية ثانية في مستهل أعمال المؤتمر الذي يعد الثاني داخل الأراضي الفلسطينية منذ عقد المؤتمر العام السادس للحركة في بيت لحم عام 2009.
وفي أول رد فعلي إسرائيلي على خطاب عباس، وصف وزير إسرائيلي بارز اليوم الخميس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه العدو الأكبر لإسرائيل، وذلك بعد يوم واحد من تهديد عباس بسحب الاعتراف بإسرائيل إذا لم تعترف بفلسطين.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتانيتس للإذاعة الإسرائيلية إن عباس "هو العدو الأكبر لإسرائيل" وأنه والسلطة الفلسطينية بشكل عام "يسعيان إلى تقويض دولة إسرائيل ومحوها عن الوجود".
أرسل تعليقك