الخرطوم – محمد إبراهيم
طالبت حكومة دولة جنوب السودان، المنظمات الإنسانية بالانسحاب من منطقة "مينديت"، إذ تضربها المجاعة بشدة وتعاني من أوضاع إنسانية حرجة، محذرة من التواجد في المنطقة، استعدادًا لشن حملة عسكرية كبيرة ضد المجموعات المتمردة في المنطقة.
وبرر ضابط في الجيش الحكومي لدولة الجنوب، الخطوة في تصريحات صحافية الأحد، أن قرار جوبا يهدف إلى ضمان سلامة المنظمات الإنسانية، إذ أن المناطق العاملة فيها حاليًا تحتاج إلى تطهير من جماعات المعارضة المسلحة، بقيادة نائب الرئيس السابق، رياك مشار، مضيفًا أن الهدف من تلك التوجيهات ليس منع وصول مساعدات الإغاثة للسكان المتضررين، بل خلق بيئة آمنة للمنظمات الإغاثية لإدارة عملياتها في مناطق آمنة، مدعيًا أن متمردي مشار يتسببون في الفساد في تلك المناطق، وعليه لا بد من تطهيرها.
فيما أصدر المُمثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان، ديفيد شيرر، بيانًا أكد فيه أن حكومة جوبا أصدرت تعليمات للمنظمات الإنسانية بإخلاء منطقة مينديت، مشيرًا إلى أن الهجمات العسكرية في مدينتي يولي وموتوت أوقفت أنشطة تلك المنظمات، متابعًا "في مدن أخرى غير يولي وموتوت في الأجزاء الشرقية من البلاد، اضطرت المنظمات الإنسانية إلى المغادرة، بسبب القتال بين الجيش الشعبي لتحرير السودان وجيش التمرد، وتم نهب إمداداتهما وممتلكاتهما في وقت لاحق".
كما نوه المسؤول الأممي، إلى أن الوكالات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية أُمرت بإخلاء مدينة مينديت في قلب المنطقة التي تعاني من المجاعة، بسبب خطر استئناف القتال بين الأطراف المتحاربة، مناشدًا قادة جنوب السودان لدعم المدنيين المحاصرين في مناطق الصراع والمناطق المتضررة من المجاعة في البلاد، ومشددًا أن القيادة السياسية في جنوب السودان تحتاج لدعم مواطنيها، الذين هم في حاجة ماسة في جميع أنحاء البلاد إلى وقف الأعمال العدائية.
وكانت قد أعلنت وكالات الأمم المتحدة الإنسانية، يوم 20 فبراير/شباط، أن المجاعة في الجنوب تؤثر على نحو 100,000 شخص في أجزاء من ولاية الوحدة، وذكرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن 140 ألف شخص فروا إلى البلدان المجاورة، بسبب الصراع الدائر في الدولة الوليدة.
أرسل تعليقك