بغداد – نجلاء الطائي
أُصيب عشرات النازحين من أهالي محافظة الأنبار القاطنين في مخيمات النزوح التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة، بأمراض جلدية وصفت بأنها خطيرة، ومع هروب الأنباريين من مناطق المعارك لم يجدوا أماكن تأويهم سوى هذه المخيمات التي تتسم عادة بظروف صحية قاسية، والتي أضحت بؤرة للأمراض والأوبئة.
ويعد الطفل العراقي مصطفى، وهو في العاشرة من عمره، من أبرز الحالات الإنسانية، حيث يقيم مع أسرته النازحة من الفلوجة في مخيم الخالدية للنازحين شرق مدينة الرمادي، وهو مصاب بالجرب الذي يعد من الأمراض الجلدية المعدية التي تحتاج إلى رعاية خاصة وعلاج دائم.
وذكر الطفل أحمد خالد، وهو نازح من الكرمة التابعة لمدينة الفلوجة "أتينا من الكرمة إلى هذه المخيمات، وجدنا أمراضًا معدية تنتشر بين العائلة بسبب الأكل والماء، ونطالب بالأدوية ومعالجة هذا المرض الذي أتعبنا بسبب الحكة المستمرة ليلًا، وجميع عائلتي أصيبت بهذا المرض الجلدي، كما انتشرت في كل المخيمات".
وأضافت أم أحمد "نحن في مخيمات الخالدية نعاني من قلة الماء النظيف، وحتى الماء الملوث لا يتوفر أحيانا، وأمراض الحكة الجلدية انتشرت في المخيم، ولدينا أطفال لا يستطيعون النوم بسبب حرارة الجو، إضافة إلى الحكة وانتشار الأمراض، ونحن نعاني في هذا المخيم". فيما قال محمد خالد، وهو أحد النازحين من الفلوجة، إن "الأمراض انتشرت بالمخيمات، وبسبب الحكة لا نستطيع النوم ليلاً، ونطالب بالعلاج لهذه الأمراض وإعادتنا لديارنا".
وتستمر سلسلة معاناة النازحين في محافظة الأنبار لتسوء ظروفهم المعيشية أكثر فأكثر مع برودة فصل الشتاء وانتشار الأمراض في المخيمات العديدة المنتشرة في المحافظة والتي لجأوا إليها هربا من مناطق تشهد عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش.
وأفادت عضو لجنة المهجرين والنازحين في البرلمان العراقي، لقاء وردي، بأن "مخيمات النازحين في الأنبار، وعددها سبعة مخيمات، تنتشر فيها الأمراض الجلدية بسبب شح المياه، فضلًا عن انخفاض درجات الحرارة، وغالبية المرضى من الأطفال والنساء". وأكدت أنه "من بين أكثر الأمراض الجلدية انتشارًا الجرب والحكة وحبة بغداد (اللشمانيا)"، مشيرةً إلى وصول نسبة المصابين بمرض الجرب إلى نحو 30 في المائة بين النازحين، خاصة الأطفال.
وكشف عضو مجلس محافظة الأنبار، يحيى المحمدي، أن انتشار الأمراض الجلدية المعدية، ومنها الجرب، بين النازحين، سببه الأساس تراكم النفايات داخل مخيمات الخالدية والحبانية وعامرية الفلوجة. وقال إن "مخيمات النازحين في الأنبار تشهد تراكمًا خطرًا للنفايات ولا يتم رفعها بسبب قلة آليات الخدمات البلدية، ما يؤدي إلى انتشار الأمراض"، مضيفًا أن "انتشار الأمراض الجلدية المعدية بين النازحين ستكون عواقبه وخيمة في حال عدم اعتماد حلول عاجلة وتوفير مستلزمات النظافة الشخصية، والأدوية اللازمة لكافة العوائل النازحة داخل المخيمات".
وأشار مدير عام الصحة في محافظة الأنبار، عبد الستار كاظم، إلى أنه تم تشكيل فرق جوالة وإرسال أطباء مختصين لتدارك الأمر وتقديم العلاج رغم الإمكانيات المحدودة. وأوضح أن جميع تلك الأمراض سببها المياه الملوثة التي تصل المخيمات وانعدام الخدمات وسوء المرافق الصحية، لا سيما مع الأعداد الكبيرة من العوائل في المخيمات.
ولم يكن حال النازحين أفضل كثيرًا في محافظة كربلاء، جنوب العراق، إذ أكد مدير شعبة الأمراض الانتقالية في المحافظة، نعيم المشهداني، أن انتشار الأمراض المعدية بين النازحين "يعود إلى أسباب منها انقطاع التيار الكهربائي وشح المياه، وقلة حصة العائلة من الماء، والتي تبلغ 500 لتر كل أسبوعين للاستخدامات كافة". وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف شخص أصبحوا مشردين في أنحاء العراق.
أرسل تعليقك