كشف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي السبت لوكالة فرانس برس ان الخارجية الاميركية لم تجدد أوراق عمل مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في الوقت المحدد، "وهذا ما لم يحدث" منذ الثمانينات.
وأكد المالكي ان "السلطة الفلسطينية تسلمت رسالة من الخارجية الاميركية قبل يومين تقول إن وزير الخارجية لم يتمكن من ايجاد ما يكفي من الاسباب للابقاء على المكتب مفتوحا".
واضاف "هذا وضع لم يحدث سابقا، وطلبنا من الخارجية الاميركية والبيت الابيض توضيحات، وأبلغونا انه سيعقد الاثنين اجتماع على مستوى الخبراء القانونيين، ومن ثم يعطون ردا واضحا للسلطة الوطنية".
من جهته، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إن عدم تجديد أوراق عمل المكتب مرتبط بـ"تصريحات معينة أدلى بها قادة فلسطينيون" في ما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية.
وقد يكون خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخير أمام الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة حيث تحدث عن إمكانية رفع مسألة الاستيطان الاسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية السبب وراء الموقف الأميركي، وفقا للمالكي.
وأدخل الكونغرس الأميركي عام 2015 بندا ينص على أنه لا يجب على الفلسطينيين محاولة التأثير على المحكمة الجنائية الدولية بشأن تحقيقات تتعلق بمواطنين اسرائيليين.
ولا يعني الإعلان إغلاق البعثة تلقائيا حيث لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهلة مدتها 90 يوما لاتخاذ قرار حول إن كان الفلسطينيون انخرطوا "في مفاوضات مباشرة وذات معنى مع اسرائيل" ما يسمح بالتراجع عن إغلاق المكتب.
ويأتي ذلك في وقت يسعى ترامب إلى الحصول على أوراق مساومة في محاولته التوصل إلى اتفاق سلام صعب المنال بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن تأمل بأن تكون "مدة اي إغلاق قصيرة،" مؤكدا "لا نقطع العلاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية ولا ننوي التوقف عن العمل مع السلطة الفلسطينية".
وأكد أنه "لا ينظر إلى هذا الاجراء بأي حال من الأحوال على أنه إشارة بأن الولايات المتحدة تتخلى عن هذه الجهود".
ويتوقف بقاء المكتب على تصريح من وزير الخارجية يجدد كل ستة اشهر.
وانتهت الاشهر الستة السابقة قبل يومين.
وأوضح المالكي "انها المرة الاولى، منذ الثمانينات، التي يتأخر فيها التوقيع على التجديد للابقاء على المكتب مفتوحا".
وتابع ان امين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الذي يمضي فترة نقاهة في الولايات المتحدة وجه رسالة الى الادارة تؤكد ان هذا الاجراء "غير مقبول، وخطوة تصعيدية وقرار سياسي يهدد بانهاء دور الادارة الاميركية في عملية السلام".
وكرر المالكي القول بان السلطة الفلسطينية "تنتظر الرد الاميركي الاثنين المقبل، على ان يعقد اجتماع خاص للقيادة الفلسطينية، بعد ذلك، لاتخاذ الموقف المناسب في ضوء ما يستجد".
ورغم عدم التجديد لمكتب المنظمة، غير ان القانون الاميركي يجيز للمكتب العمل بفريق عمل أصغر لمدة 90 يوما، وهو ما يعطي مجالا لمواصلة المباحثات، بحسب ما اوضح المالكي.
أرسل تعليقك