عمان – العرب اليوم
التقى العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، مع عدد من الكتّاب الصحافيين والإعلاميين، الاثنين، في اجتماع تناول أبرز القضايا والتحديات المتعلّقة بالشأن المحلي، والتطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية، وتطرق اللقاء، إلى زيارة العمل التي قام بها الملك إلى الولايات المتحدة، ومباحثاته مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب وأركان الإدارة الجديدة وقيادات ولجان الكونغرس، والتي وصفها بـ "الناجحة والمثمرة".
وأعرب العاهل الأردني عن تفاؤله في الاستمرار بتعزيز العلاقات بين الأردن والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أكدت أهمية ومحورية دور الأردن وضرورة دعمه في مواجهة جميع التحديات خلال السنوات المقبلة، ولافتًا إلى أن اللقاءات التي عقدها مع أعضاء الإدارة الجديدة والكونغرس كانت مفيدة للغاية في هذه المرحلة، وأن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجه الدعوة لي للقيام بزيارة رسمية في القريب العاجل".
وأشار الملك عبدالله، إلى أن اللقاءات مع الجانب الأميركي ركزت على أبرز التطورات التي تشهدها المنطقة، خصوصا ما يتعلق بالأزمة السورية وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وانعكاسات ما يترتب على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، مضيفا أن أركان الإدارة الجديدة يحترمون وجهات نظرنا في التعامل مع مختلف التحديات، ولافتًا إلى أن الأردن يحضر بصفة مراقب اجتماع أستانا بدعوة من روسيا، وأهمية الدور الروسي في التوصل لحل الأزمة السورية من خلال التعاون والتنسيق الدولي بهذا الخصوص، وأضاف العاهل الأردني أنه متفائل من بدء صفحة جديدة إيجابية في التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في هذا الشأن.
وأكد عبد الله على أهمية ضمان الاستقرار في الجنوب السوري من خلال تثبيت وقف إطلاق النار وبالتوازي مع العمل لإيجاد حل سياسي من خلال مسار جنيف ومواصلة الحرب ضد الجماعات المتطرّفة و"داعش"، موضحًا أن التركيز على القضاء على الخوارج يتجاوز سورية والعراق، ولا بد من استراتيجية شمولية لمحاربة التطرّف الذي يظهر تحت مسميات مختلفة في أنحاء متعددة من العالم، ومشدّدًا على أن "حربنا ضد الإرهاب ليست فقط عسكرية، بل حرب فكرية وثقافية وإعلامية كذلك"، وأهمية أن لا يقدم الغرب على أي سياسات من شأنها خلق شعور بالتهميش والاستهداف لدى الجاليات الإسلامية، وأنه خلال زيارته إلى الولايات المتحدة أكد على أهمية الوصول لحل للقضية الفلسطينية، حيث أن ما يحدث في فلسطين وفي القدس يعزز من قدرة المتطرّفين على التجنيد، ويؤجج مشاعر المسلمين كافة.
شدد الملك عبد الله على أن قوة الأردن تعتمد على تماسك جبهته الداخلية، وتفهّم الجميع للتحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها المملكة، والتي تتطلب وقوف الجميع معا لمواجهتها، وقال إنه "نحن قادرون على تجاوزها، فالأردن بخير وعلينا أن نكون واقعيين ومدركين للتحديات"، معربًا عن ثقته بقدرات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية ووعي المواطنين، وأن العمل متواصل لتطوير وتحسين أداء الأجهزة الأمنية وقدرات القوات المسلحة، ولافتًا إلى أن جزءا أساسيا من التحديات الاقتصادية التي تواجهها المملكة ناجمة عن الأزمات في المنطقة، مؤكدا قدرة الأردن على تجاوز هذه التحديات، عبر إيجاد فرص جديدة سواء من حيث توسعة الأسواق العالمية للصادرات الأردنية والبناء على قطاعات ناشئة، وأنه في ظل هذه التحديات الاقتصادية، وجهت الحكومة لحماية الطبقة الوسطى والفقيرة، لافتا إلى أن الحكومة تحاول جاهدة أن تنفذ برنامج الإصلاح المالي لتخفيض المديونية رغم المحددات الصعبة وتباطؤ نسب النمو والتحديات الإقليمية.
وشدّد العاهل الأردني، على المضي قدما في مكافحة الفساد على جميع مستوياته الإدارية والمالية، وقال إنه "لا يمكننا كذلك انتقاد الواسطة والمحسوبية من جهة، وممارستها كسلوك من جهة أخرى"، مؤكّدًا أهمية العمل لتنفيذ مخرجات لجنة تنمية الموارد البشرية ورفع سوية التدريب المهني، خاصة التدريب التقني المتقدم، وتناول اللقاء، دور الإعلام في التعامل مع قضايا الوطن، حيث أكد أن على الإعلام المهني وقادة الرأي مسؤولية مهمة تجاه العمل لصالح الأردن من خلال إيصال الرسالة بشكل واضح وموضوعي ينقل المعلومة الصحيحة والواضحة للمواطنين.
وأعاد الملك عبد الله ، التأكيد على أهمية أن يلعب الإعلام دورا أساسيا في ترسيخ قيم الاعتدال في المجتمع وكشف الفكر الظلامي، وفي إطار التحضيرات لعقد القمة العربية، أكد "أننا نعمل وننسق من أجل أن تكون قمة عمان بحجم التحديات"، مضيفًا أن أولويات القمة ستركز على جهود محاربة الإرهاب والتطرف، ودعم المصالحة الوطنية في العراق، ودعم إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وتداعياتها الإنسانية، وعملية السلام والقدس، ومشيدًا بالعلاقات الأخوية التاريخية بين الأردن والمملكة العربية السعودية، ومتانة وعمق العلاقة التي تربطه مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وكذلك مع ولي العهد وولي ولي العهد.
وأعرب العاهل الأردني عن تطلعه لزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى المملكة الشهر المقبل، والتي من شأنها توطيد علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين، ومواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وفيما يتصل بالشأن العراقي، قال الملك إن بناء عراق قوي مستقر مزدهر وموحد هو ضرورة للمنطقة وسند لمحيطه العربي، لافتا إلى الدور الفاعل والبناء الذي يقوم به الأردن لتحقيق ذلك، كونه يتمتع بثقة جميع المكونات العراقية، وجرى، خلال اللقاء، حوار تناول مختلف القضايا المحلية والإقليمية، ودور الإعلام في التعامل معها بكل مهنية وموضوعية.
أرسل تعليقك