شنّت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، 8 غارات على مواقع "داعش" قرب مناطق الحويجة والقائم والموصل في العراق، إضافة إلى 10 غارات ضد مواقع التنظيم في سورية قرب مناطق البوكمال والشدادي والرقة ومنبج وتدمر، واستبعد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق الركن محمود فريحات، إعادة فتح المعابر الحدودية بين الأردن وسورية حاليا، فيما عبّر عن قلقه تجاه تقدم "الحشد الشعبي" ذات الغالبية الشيعية غرب مدينة الموصل العاصمة المحلية لمحافظة نينوى شمال العراق في الحرب الذي تخوضها ضد "داعش".
وأوضح فريحات أن الجيش الأردني يقوم بدور مضاعف على طول الحدود الشمالية الشرقية لتأمينها من الجهتين في ظل غياب الجيش النظامي السور، محذّرًا من إمكانية إقامة حزام برّي يصل إيران بلبنان في حال استمرار تقدم فصائل الحشد الشعبي قرب منطقة تلعفر في العراق في اتجاه الحدود السورية، ومعربًا عن قلق الأردن من تمدد هذه الفصائل، وأن الأردن لا يزال يساهم في الطلعات الجوّية ضمن التحالف الدولي لقصف تنظيم "داعش".
وتوقّع الفريق فريحات أن تشهد نهاية العام المقبل اللحظات الأخيرة لتنظيم "داعش" المتطرف، مبينا إلى أن "المؤشرات تكشف أن هناك تقدما ملموسا ضد التنظيم المتطرف في العراق وسورية، حيث خسر مساحات كبيرة من مناطق نفوذه، وفقد نحو نصف قياداته وربع قواه البشرية"، لافتًا إلى أن فصيل "جيش خالد بن الوليد" الموالي لتنظيم "داعش" المتطرف والمتواجد في منطقة حوض اليرموك القريبة من الحدود الأردنية، يشكل خطرا دائما ووشيكا على الأردن، ومشددا على أن القوات الأردنية له بالمرصاد وتتعامل معه بكل حذر.
وواجهت القوات العراقية سيارات ملغومة ومقاومة شرسة من مقاتلي تنظيم "داعش" في جنوب الموصل، الجمعة، في اليوم الثاني من استئناف حملة لاستعادة المدينة بعد أن توقفت المعارك لبضعة أسابيع، وكشف ضابط في قوات الشرطة الاتحادية التي انضمت إلى المعركة ، أن اشتباكات عنيفة تدور في ضاحية فلسطين في جنوب شرق المدينة لكن القوات حققت تقدما في منطقتين أخريين وأبطلت مفعول عدد من السيارات الملغومة، وقال ضابط آخر من وحدة من القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية تقاتل إلى جانب الشرطة الاتحادية إن قواته تحقق تقدما في حي الانتصار على الرغم من اشتباكات عنيفة هناك، وذكر ضباط آخرون أن قوات عراقية في شرق وشمال المدينة تطهر المناطق التي استعادت السيطرة عليها يوم الخميس قبل التقدم وإن الجيش يحاول قطع خطوط الإمداد إلى بلدة تلكيف شمالي الموصل.
واقتحمت القوات الخاصة الموصل من جهة الشرق، في أكتوبر/ تشرين الأول لكن قوات الجيش النظامي المكلفة بالتقدم من الشمال والجنوب حققت تقدما أبطأ مما أخر تقدم العملية، ورغم أن القوات العراقية تفوق بكثير المتشددين عددا إلا أن مقاتلي التنظيم استطاعوا الاندساس بين سكان الموصل مما أعاق القوات العراقية التي تحاول تفادي خسائر في صفوف المدنيين، وعلى الرغم من نقص الغذاء والمياه بقي معظم المدنيين في منازلهم بدلا من الهروب كما كان متوقعًا، وعلى الجبهة الشمالية لم تدخل القوات العراقية الموصل نفسها حتى الآن لكنها كانت تطهر يوم الجمعة المناطق التي استعادت السيطرة عليها للتو في محيط المنطقة بالإضافة لمحاولة عزل تلكيف.
وأوضح اللواء نجم الجبوري وهو قائد كبير في الهجوم في حي السادة الشمالي الذي استعادته القوات العراقية يوم الخميس أن "العدو" احتل المنطقة واستغلّها في الاستراحة وإرسال إمدادات صوب تلكيف والموصل، مشيرًا إلى أن تلكيف محاصرة من كل الجوانب الأخرى ومن القوات العراقية في الشمال.
وذكر الجبوري أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم القوات العراقية قتل 70 متشددًا وإنه يستخدم طائرات هليكوبتر أباتشي وقاذفات صواريخ وطائرات مقاتلة، واستعادت القوات العراقية نحو نصف الجانب الشرقي من المدينة التي يقطعها نهر دجلة لكنها لم تدخل حتى الآن الجانب الغربي حيث توجد أسواق ترجع إلى 2000 عام وأزقة من المرجح أن تعيق أي تقدم، وقصفت قوات التحالف الجسر الأخير الباقي الذي يصل بين شرق وغرب الموصل في وقت متأخر يوم الاثنين في مسعى لمنع التنظيم من عبور نهر دجلة.
وأفاد مصدر طبي في الموصل أن أعدادًا كبيرة من المتشددين المصابين جرى نقلهم عبر النهر إلى مستشفى الطوارئ في الجانب الغربي من المدينة يوم الخميس، مضيفًا أن المتشددين يمنعون المصابين والمرضى من المدنيين من الوصول إلى المستشفى.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي، أن "قطعات المحور الشمالي تمكنت من تحرير معمل ادوية الحكماء ومجزرة بعويزة وحقول دواجن علو جنوب تلكيف 2كم بالكامل ورفع العلم العراقي فوق مبانيها"، وأضافت أن "المحور الشرقي للساحل الايسر لقوات جهاز مكافحة التطرف شهد استمرار التقدم باتجاه حي القدس الثانية والكرامة مع مواصلة عملية التطهير"،
وتابعت الخلية أنه في "المحور الجنوبي للساحل الايسر لقوات الشرطة الاتحادية باشرت بالتقدّم من خلال الفرقة المدرعة التاسعة وتمكنت من التوغل بإحياء السلام والانتصار والشيماء وتمكنت من السيطرة على عدد من البنايات ومستمرين بعمليات التطهير"، وبشأن خسائر داعش، قالت الخلية إنه "في المحور الشمالي تم تفجير 6 عجلات مفخخة وتفكيك عجلة مفخخة وقتل اكثر من 70 متطرف من قبل القطعات الأرضية وطيران التحالف الدولي، وفي المحور الشرقي لقوات مكافحة التطرف تمكنت من تدمير عجلتين مفخختين بالإضافة إلى تدمير عجلتين محملة بأحاديتين وقتل اكثر من 50 متطرفا"، وتابعت أنه "المحور الجنوبي للساحل الايسر لقوات الشرطة الاتحادية وفق مع 9 كانت نتائج الفعاليات تدمير 15عجلة مفخخة وعجلة كبيره تحمل رشاش".
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي أجراه مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، على دعم بلاده لوحدة العراق وسيادته، مهنئًا بالانتصارات التي تحققها قواتنا البطلة في حربها ضد تنظيم داعش المتطرف في عمليات الموصل"، ومعربا عن "دعم تركيا للعراق وتأكيده على سيادته ووحدة أراضيه وان تركيا تضع كل امكانياتها مع العراق في حربه ضد هذه الفئة التي تسيئ للإسلام الحنيف"، وأن "تركيا تتطلع الى نصر عراقي قريب جدا في الموصل وستكون رسالة لمن يريد استهداف العلاقات الأخوية بين البلدين، مشددًا على أهمية الاستمرار بمكافحة المنظمات المتطرّفة في العراق وسورية عبر التكاتف والتعاون لان وحدة واستقرار دول الجوار أولوية عليا لدينا"، فيما أكد العبادي على "أهمية السيادة العراقية وإزالة أسباب التوتر والتجاوز بأسرع وقت وحلها بالطرق المؤدية لتركيز الجهود على محاربة الإرهاب والتعاون البناء بمختلف الأصعدة ووفقاً لعلاقات الإخوة وحسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة".
وأشار أردوغان إلى "أهمية تعاون شعوب المنطقة ضد الإرهاب الذي يريد تدمير المنطقة مبينا ان الدستور العراقي لا يسمح باستخدام الأراضي العراقية من أي جهة للإساءة لدول الجوار"، مبيّنًا "أننا نعمل لتوفير الامن والرفاة لكل مكونات الشعب العراقي وان تكون كل المناطق تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية الوطنية"، وقالت الرئاسة التركية، ان رئيس الوزراء التركي علي بن يلدرم سيزرو العاصمة العراقية بغداد في شهر كانون الثاني المقبل.
وذكرت مصادر في الرئاسة بحسب وكالة الاناضول التركية للأنباء، أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، لافتًا في اتصال هاتفي جرى بينهما، مساء الجمعة إلى أن الزيارة التي يخطط رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إجراؤها إلى العاصمة العراقية بغداد، خلال كانون الثاني المقبل، تعد فرصة مهمة لتبادل وجهات النظر، وتعزيز العلاقات الثنائية"، وأضافت أنه كما بحث الرئيسان "العلاقات الثنائية بين البلدين، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب"، وأعرب أردوغان والعبادي عن أملهما في أن يكون 2017، وسيلة لجلب السلام والاستقرار إلى دول المنطقة، وفي مقدمتهما تركيا والعراق"، وشهدت العلاقات العراقية التركية توتراً منذ أشهر وتبادلاً للاتهامات بين مسؤولي البلدين على خلفية تواجد قوات تركية بمعسكر بعشيقة شمال مدينة الموصل رغم اعلان بغداد برفض تواجدها ودعوة أنقرة مراراً الى سحبها.
أرسل تعليقك