بغداد-نجلاء الطائي
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الأربعاء، استمرار تلقيها عددًا كبيرا من التقارير على مدى الأسابيع الأخيرة تفيد بمقتل مدنيين في القصف من قبل تنظيم "داعش" أو بالعبوات الناسفة في أجزاء من الموصل، مشيرًا إلى أن "التقارير تشير إلى مقتل وإصابة مدنيين في أحياء في شرق وجنوب شرق الموصل جراء هجمات داعش الانتحارية والقناصة والقصف، الذي يبدو استهدافا مباشرا للمدنيين ومنازلهم، وكذلك العبوات الناسفة التي تركها مقاتلو داعش خلفهم قبل انسحابهم من هذه المناطق".
وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شمدساني، أن "داعش" يواصل مهاجمة الفارين أو من يحاولون الفرار من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، إننا نشعر بقلق بالغ إزاء سلامة والوضع الإنساني للأشخاص الذين ما زالوا في الجزء الغربي من مدينة الموصل المحتل من قبل داعش، الذين يقدر عددهم بما يصل إلى 750 ألف شخص، التقارير تشير إلى استيلاء مقاتلي داعش على المستشفيات في غرب الموصل واستخدامها كقواعد عسكرية، إنهم يحولّون الموارد المتاحة، بما في ذلك الغذاء والماء والأدوية، إلى مقاتليهم".
وكشفت شمدساني، أنه "نذكّر جميع أطراف الصراع بضرورة التزامها بمبادئ الإنسانية والتمييز والتناسب والحيطة في تنفيذ العمليات العسكرية. يجب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للحد تماما من تأثير النزاع على المدنيين"، مضيفة أن "الغارات الجوية في الموصل تستمر في التسبب في سقوط ضحايا من المدنيين، ولكن من الصعب التحقق من عدد القتلى أو الجرحى من المدنيين، خاصة وأن المعلومات تشير إلى استمرار تمركز داعش بين المدنيين والبنية التحتية واستغلال المدنيين كدروع بشرية".
وأعربت المفوضية عن قلقها العميق إزاء تقارير، بما في ذلك لقطات فيديو، تظهر أفراداً من قوات الأمن العراقية في شرق الموصل يعتدون بوحشية على أربعة من المشتبه فيهم بالتطرف ويقتلون ثلاثة منهم في نهاية المطاف رميا بالرصاص، ورحبت المفوضية بالبيان الصادر عن رئيس مجلس الوزراء، والذي يأمر بالتحقيق في هذا الحادث ويدعو القادة الميدانيين إلى التأكد من عدم ارتكاب أية انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان، وأعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، أنه مع انحسار القتال في شرق الموصل، أُعيد يوم الأحد الماضي افتتاح 30 مدرسة بمساعدة اليونيسف، ممّا يتيح لأكثر من 16.000 طفل استئناف دراستهم، وأغلقت بعض مدارس المنطقة لمدّة عامين، ومُنعت بشكل كبير من الحصول على التعليم.
وكشف ممثّل اليونيسف في العراق، بيتر هاكنز، أنه "كانت هذه الأحياء حتّى قبل أسابيع قليلة فقط، قد وقعت تحت قبضة العنف. وها هم الفتيات والفتيان يتوجّهون إلى صفوفهم اليوم، إنّها لحظة محوريّة بالنّسبة لأطفال الموصل، كي يستعيدوا تعلّمهم وأملهم بمستقبل أفضل بعد كابوس العامين الماضيين، من المتوقّع أن يتمّ افتتاح 40 مدرسة أخرى خلال الأسابيع القادمة، بعد أن تقوم السّلطات المحلّيّة بفحصها والتّأكّد من خلوّها من الذّخائر غير المكتشفة، لكي تستوعب ما يصل مجموعه إلى 40.000 طالب، وتقوم اليونيسف بدعم السلطات العراقية لكي تعيد تأهيل وتجهيز وفتح المزيد من المدارس وفقاً لما يسمح به الوضع الأمني. تمّ استخدام كثير من هذه المدارس لأغراض عسكريّة أو أصيبت بأضرار فادحة من جراء الاقتتال مؤخّراً، المساعدة من اليونيسف تشتمل على: "توفير المياه والصّرف الصّحّي في المدارس، وإعادة تدريب المعلّمين والمربّين، وإدخال برامج التّعليم السّريع للأطفال، وحملات التّوعية ضدّ العنف، فضلا عن تجهير المدراس بلوازم تفي حاجة 120
.000 طالب في شرقي الموصل، كذلك تقوم اليونيسف وشركاؤها في مجال التّربية والتّعليم بدعم 13.200 طفلاً ممّن نزحوا ويقيمون في معسكرات خارج الموصل لكي يحصلوا على التّعليم في مواضيع الرّياضيّات والعلوم واللّغتين العربيّة والإنجليزيّة من خلال أماكن مؤقّتة للتّعليم".
أرسل تعليقك