بغداد – نجلاء الطائي
تنتظر طائرة قطرية، لليوم الرابع على التوالي، في بغداد لنقل 26 مخطوفًا قطريًا، كجزء من صفقة إقليمية ترتبط بعملية إجلاء سكان أربع بلدات محاصرة في سورية، بحسب ما أفادت به صحيفة الغارديان البريطانية، فيما تؤكد مصادر على وصول مفاوضات إطلاق سراح المختطفين القطريين إلى المرحلة الأخيرة، مشيرة إلى انه سيتم نقلهم قريبا إلى الدوحة.
ووصلت الطائرة التي يُعتقد أنها تحمل ملايين الدولارات، بحسب الغارديان، إلى بغداد نهار السبت في 15 نيسان/ أبريل بهدف نقل المخطوفين الذين ينتمون إلى العائلة القطرية الحاكمة، بحسب الصحيفة، ولكن تم تأجيل الإفراج عنهم بسبب الانفجار الذي وقع في اليوم نفسه واستهدف قافلة كانت تقل أهالي البلدتين الشيعيتين السوريتين المحاصرتين، الفوعة وكفريا، وقد أدى الانفجار إلى مقتل 126 شخصًا وجرح أكثر من 300 آخرين، بالإضافة إلى إرباك وتعقيد المفاوضات التي استمرت 16 شهرًا بين إيران وقطر وأربعة من أكثر الميليشيات قوة في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين القطرين وصلوا إلى العاصمة العراقية وهم يحملون أكياسًا كبيرة رفضوا أن يتم تفتيشها، وقال مسؤولون عراقيون إنهم يعتقدون أن الأكياس تحمل أموال الفدية التي من المقرر أن تُدفع لكتائب حزب الله العراقية، التي تحتجز المخطوفين، بالإضافة إلى جماعتين سوريتين هما هيئة تحرير الشام المرتبطة بالقاعدة (جبهة النصرة سابقًا) وجماعة أحرار الشام.
وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السوري لم يلعب أي دور في المفاوضات كما أن السلطات العراقية أكدت مرارًا عدم علمها بالجهة الخاطفة للقطريين في العراق، في حين لعبت إيران دورًا أساسيًا في خطة إجلاء 50 ألف من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، وتفاوض مسؤولوها بشكل مباشر مع قادة جماعة أحرار الشام، وكانت البلدتان محاصرتين من قبل جماعات إسلامية خلال الأربع السنوات الماضية، وبقيت المفاوضات حول ذلك تتعثر حتى تم إدخال موضوع المخطوفين القطريين في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وكان القطريون ضمن مجموعة تقوم برحلة صيد في العراق، واختُطفوا في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2015 من قبل قافلة كانت تضم 100 مسلح في الصحراء بالقرب من الحدود السعودية، ونقلت مصادر أمنية، قولها، في خبر اطلع عليه "العرب اليوم" أن "الصيادين القطريين المختطفين نُقلوا إلى منطقة قريبة من مطار بغداد تمهيدا لنقلهم إلى الدوحة على متن طائرة قطرية خاصة".
وفي نفس السياق، أفادت المصادر أن "رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أُحيط علمًا من قبل مستشارية الأمن الوطني التي اطلعت على تفاصيل المفاوضات التي جرت خلال الأسابيع الماضية بين أطراف إيرانية و(مليشيا عراقية) مرتبطة بإيران وممثلين عن حزب الله اللبناني ومسؤولين قطريين".
وكشفت المصادر عن "عنصرين أساسيين في الصفقة، وهما أن تدفع الدوحة فدية خفضت من 100 إلى 90 مليون دولار، أما العنصر الثاني فهو أن تتعهد الدوحة بالضغط على فصائل مسلحة معارضة في سورية لإطلاق أسرى من حزب الله ومن فصائل مسلحة عراقية أسروا في سورية، غير أن المسؤولين القطريين لم يقدموا إلى إيران وحلفائها ضمانات مؤكّدة حول استجابة الفصائل المسلحة السورية لإطلاق الأسرى المحسوبين على إيران"، مضيفة أن "الصيادين المختطفين في وضع صحي جيد وكانوا خلال 13 شهرًا محتجزين لدى فصيل مسلح على صلة بالحرس الثوري الإيراني، وأن إيران على إطلاع كامل على خطة الخطف وتفاصيلها"، وبحسب المصادر، فإن "فريقًا أمنيًا إيرانيًا كان مشاركًا في عمليات الإشراف على احتجاز الصيادين القطريين والحفاظ عليهم والتكتم على وجودهم، وان هناك خطًا ساخنًا بين الخاطفين وأجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية".
أرسل تعليقك