استغل الشاب التركي محمد آيدن، ملامحه البريئة ومظهره الطفولي، وقام بواحدة من أغرب وأكبر عمليات الاحتيال في العالم، حيث تمكّن من النصب على ما يقارب ثمانين ألف شخص وذلك عبر إنشاء موقع إلكتروني أسماه "بنك المزرعة" واعدًا المواطنين بأرباح كثيرة من خلاله
وقام الشاب الذي يبلغ من العمر سبعة وعشرين عامًا، محتال ذكي للغاية، باستغلال جهل الناس وحبهم للمال وقام بإنشاء موقعًا إلكترونيًا في منتصف العام 2016 أطلق عليه "بنك المزرعة"، وهو نظام إلكتروني على الإنترنت أشبه بلعبة "المزرعة السعيدة" التي انتشرت على موقع "فيسبوك"، وقام من خلاله بعمليات احتيال واسعة عبر وعوده للمستثمرين خلاله بالأرباح الكثيرة التي سوف تعود عليهم.
وكسب المحتال الصغير ثقة الناس، فقد كان يقوم بجمع الأموال منهم ويعطيهم بعدها نسبًا وفوائد مرتفعة جدًا، الأمر الذي دفع بعشرات الآلاف من الأتراك بأن يستثمروا أموالهم معه بهدف الحصول على ربح سهل وكبير.
توسعت أعمال آيدن، وفتح العديد من المكاتب وأسس مقرًا لبنك المزرعة في إسطنبول، وعمل على شراء العديد من المزارع التي ادعى أنها تابعه لعمله واستثماره الخاص بكل ما يخص تربية المواشي والدواجن وإنتاج البيض، حتى وصل الأمر به إلى أن يعلن عن عُملة معدنية إلكترونية ستنافس عُملة الـ"بتكوين" الافتراضية.
واستمرت أرباح آيدين في الارتفاع حتى حصل على عوائد مالية وصلت نسبتها إلى 300٪ فتحت له أبواب حياة بذخ عاشها برفقة زوجته التي لم تتجاوز من العمر عشرين عامًا، لدرجة أنه استأجر لها طائرة خاصة في إحدى رحلاتهما لأنها اعترضت على كونها لا تستطيع التدخين على متن الرحلات العادية!
وسارت الأمور على أكمل وجه بالنسبة إلى الأشخاص المساهمين في “بنك المزرعة”، حتى جاء الوقت الذي لاحظوا فيه اختفاء آيدن وانقطاع التواصل معه، واكتشفوا بعد ذلك أن محمد آيدن المحتال، كان قد سرق أموالهم جميعها وسافر خارج البلاد.
وكان آيدن قد خطط لكل شيء مُسبقًا، فبعد أن تمكن من جذب عشرات الآلاف من المستثمرين، واستطاع سرقة أكثر من 500 مليون ليرة تركية، أي أكثر من 126 مليون دولار أميركي، هاجر من تركيا إلى أميركا الجنوبية، وعلى وجه التحديد إلى أراجواي بعد أن تمكن من الحصول على الجنسية هناك.
وتحولت قصة المحتال الصغير إلى قضية رأي عام في تركيا، بعد أن انتشرت له صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تكشف عن حياة مليئة بالرفاهية والبذخ يعيشها في أميركا الجنوبية.
وتحدث المحتال الصغير بعد هروبه خارج تركيا عبر تسجيل صوتي عن قصة حياته، وكيف وأين عاش، قال فيها إنه ولد في مدينة بورصا التركية في 31 مايو 1991، إلا أن أصوله تعود إلى مدينة “جيرسون” شمال تركيا.
ويكشف آيدن خلال التسجيل، أنه كان قد قضى أهم أيام طفولته إلى جانب أعمامه الذين يعملون في الماشية في مدينة جيرسون، ودرس حتى مرحلة الثانوية، ولكن بسبب وضعهم المادي السيئ توقف عن الدراسة وسجل في التعليم المفتوح عن بُعد.
وويقول إنه ترك تعليمه وعمل نادلاً في مقهى، ثم بعد ذلك عمل في غسل الصحون في أحد المطاعم التي تعلم فيها مهنة الطبخ، كما اعترف بأنه قام بوقت سابق، ببيع نظارات ادعى أنها تمكن الأشخاص من رؤية غيرهم وهم “عراة” من دون ثياب عبر الإنترنت.
وأوضح آيدن، أنه كان قد أسس "بنك المزرعة" في أغسطس 2016، برأس مال لم يتجاوز الـ 10 آلاف ليرة تركية، وخلال أقل من شهرين فقط، تمكن من جمع أموال المستثمرين وشراء قرابة 100 مزرعة في “كاراكابي بورصة”، وقال إنه انتقل إلى إسطنبول، بعد هجوم عصابة على مكتبه وطلبها منه أموالاً وابتزازه، مما جعله يغادر مدينة بورصة بحراسة مشددة خوفاً على أموال الناس وحقوقهم حسب قوله في التسجيل الصوتي في محاولة جديدة لإقناع الناس أنه ليس محتالًا.
أرسل تعليقك