نادية مراد تروي حكايتها خلال الاستعباد الجنسي الداعشي
آخر تحديث GMT05:20:57
 العرب اليوم -

تودُّ أن ترى الرجل "الوحش" الذي اغتصبها يخضع للعدالة ويحاكم أمام الجميع

نادية مراد تروي حكايتها خلال الاستعباد الجنسي "الداعشي"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نادية مراد تروي حكايتها خلال الاستعباد الجنسي "الداعشي"

الأيزيدية العراقية نادية مراد
بغداد ـ نهال قباني

كشفت الأيزيدية العراقية نادية مراد، الفائزة بجائزة "نوبل للسلام" لهذا العام، عن التجربة التي عاشتها كأسيرة استعباد جنسي لدى تنظيم "داعش" المتطرف إلى أن أصبحت ناشطة في مجال حقوق الإنسان، وذلك في مقال جديد لها نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.

بدأت مراد مقالها قائلة: "كان سوق الرقيق يفتح أبوابه في المساء، وكنا نستطيع سماع الضجة في الطابق السفلي حيث كان المسلحون يسجلون أسماءنا، وعندما بدأ الرجال بدخول الغرفة التي تم احتجازنا بها، صرخت جميع الفتيات كما لو كان انفجارًا عنيفًا وقع، لم توقف صرخاتنا ولا توسلاتنا أياً من الجنود الذين وقفوا يحدقون بنا، وبدأوا في أخذ الفتيات الجميلات أولًا، ويسألونهن عن أعمارهن، ويفحصن شعرهن وأفواههن، وسألوا الحارس عما إذا كانت هؤلاء الفتيات عذارى أم لا، ليجيب بمنتهى الثقة "بالطبع"، مثل صاحب متجر يفخر بمنتجه.ومن ثم بدأ أفراد التنظيم في لمس أجسادنا من كل مكان يمكنهم الوصول إليه كما لو كنا حيوانات".

واضافت مراد، كانت الفوضى تعم المكان اذا دخل المسلحون الغرفة ، ويقومون بفحص الفتيات وطرح الأسئلة باللغة العربية أو اللغة التركمانية.

وقالت: "عندما يرتفع صُراخ النساء والفتيات يبدأ الداعشيون في مطالبتهم بالتزام الصمت المطبق، ولكن أوامر الجنود دفعت الفتيات للصراخ بصوت أعلى، وحاولت المقاومة ودفع الأيدي التي كانت تحاول أخذي". وكان هذا تصريح مني بـ "إذا ما قُدر لأحد أعضاء التنظيم أن يأخذني فهذا لن يكون سهلًا"، وكانت هناك فتيات أخريات يقمن بنفس الشيء ، حيث قُمن بوضع أجسادهن  على الأرض أو حماية أخواتهن وأصدقائهن.

وتابعت مراد في مقالها تقول: "بعد ذلك جاء أحد أفراد التنظيم الأكبر رتبة، والذي كان يدعى "سلوان" وكانت لديه فتاة إيزيدية من حردان، وجاء إلى المنزل بغرض تبديلها بفتاة جديدة، وصرخ فيّ "قفي"، وكان هذا الضابط ذا الرتبة العالية يبدو كالوحش بوجهه المغطى بالشعر من كل جانب".

وأضافت مراد، أنه لم يكن مهاجمة سنجار [في شمال العراق] والاستيلاء على الفتيات لاستخدامهن كعبيد جنس، قرارًا عفويًا في ساحة المعركة من قبل جندي جشع بل هو خطط لكل شيء من اقتحام المنازل وطرق تقدير قيمة الفتاة، وأي أفراد التنظيم استحقوا السبايا كهدية وأي منهم يجب عليه دفع ثمنها. وتوضح مراد، أن هذا ليس شيئًا تفرَّد به تنظيم "داعش"، فاستخدام العنف الجنسي خلال الحرب له تاريخ طويل، وأنا لم يكن في اعتقادي أبدًا أنني سأتشارك مثل هذه التجارب السيئة مع النساء في "رواندا" مثلًا، ولكنني الآن يربطنا شيء واحد من الصعب للغاية الحديث عنه بهم بأسوأ طريقة ممكنة وهو أننا أصبحنا ضحايا جرائم حرب، ولم يتم مقاضاة أحد عن ارتكاب هذه الجرائم.

وقالت مراد: "فكرتُ كثيرًا في الضابط الأعلى رتبة، وكم كان متوحشًا وذا رائحة نتنة تشبه البيض المتعفن، وأنني لن أستطيع مقاومته مهما فعل، ولذا نظرت حولي ورأيت رجلًا ذا أقدام صغيرة يسجل المعاملات في كتاب ، يكتب أسماءنا وأسماء المقاتلين الذين أخذونا، وتوسلت إليه أن يأخذني معه، وقلت له: "افعل بي ما تشاء ولكنني لا أستطيع الذهاب مع هذا العملاق"، ولا أدري لماذا وافق على أخذي معه، وكان هذا الرجل قاضيًا في الموصل ولم يعارضه أحد".

وتبعت الرجل إلى المكتب حيث سألني "ما اسمك؟" تكلم بصوت ناعم ولكن غير قاسٍ. قلت  "نادية" ، ، والتفت إلى المسجل وبدأ الرجل على الفور بتسجيل معلوماتنا. قال أسماءنا أثناء كتابتها - "نادية ، حاجي سلمان" - وعندما تحدث عن اسم الرجل، ظننت أنني سمعت صوته يتردد قليلاً ، كما لو كان خائفاً ، وتساءلت عما إذا كنا قد صنعنا خطأ فادح.

استطاعت نادية مراد بعد ذلك الهرب من مختطفيها وتم تهريبها خارج العراق في أوائل عام 2015 إلى ألمانيا، وعملت هناك للتوعية بمخاطر الاتجار في البشر.

وتكمل مراد: "في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد مرور عام وثلاثة أشهر على مجيء تنظيم داعش إلى مدينتي كوشو ، غادرت ألمانيا متجهة إلى سويسرا للتحدث في منتدى الأمم المتحدة المعني بقضايا الأقليات، وكانت تلك هي المرة الأولى التي أروي فيها قصتي أمام جمهور كبير، ولكنني أردت التحدث عن كل شيء - الأطفال الذين ماتوا بسبب الجفاف هربًا من داعش، والأسر التي لا تزال عالقة في الجبال، وآلاف النساء والأطفال الذين لا يزالون في الأسر، وما شاهده أشقائي في مواقع المجزرة، لقد كنت واحدة من مئات الآلاف من الضحايا من الإيزيديين، وكان مجتمعي متفرقًا، يعيشون كلاجئين داخل وخارج العراق، وكان العالم بحاجة لسماع ما يحدث للإيزيديين".

تضيف مراد: "رويت قصتي في الأمم المتحدة حتى يعلم الجميع أنه لا يزال الكثير لم يتمَّ تنفيذه في العراق، حيث يجب تأسيس منطقة آمنة للأقليات الدينية، ومحاكمة أفراد "داعش" من القادة حتى المواطنين الذين دعموهم بسبب ارتكابهم لجرائهم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية". وأخبرتهم عما فعله القاضي بي في بيته وكل الاعتداءات وعمليات الاغتصاب التي مررت بها.

وتقول مراد: "كل مرة أروي قصتي تمثل صدمة بالنسبة لي فأنا أعيشها مرة أخرى، وعندما أحكي كيف كان يغتصبني الرجال في نقاط التفتيش، أو إحساس سوط القاضي الذي أخذني أسيرة في بيته وهو يضربني، فأنا أنتقل مرة أخرى إلى تلك الأحداث وكأنني أعيشها ثانية".

وتوضح: "إن قصتي ، التي أدلي بها بصدق وحقيقة ، هي أفضل سلاح لدي ضد الإرهاب ، وأخطط لاستخدامها حتى يحاكم هؤلاء الإرهابيون. لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به. يحتاج قادة العالم وخاصة الزعماء المسلمين إلى الوقوف وحماية المظلومين".وتقول مراد في ختام مقالها: "أود أن أنظر للرجل الذي اغتصبني في عينيه وأراه يخضع للعدالة، وأهم شيء أنني لا أريد لفتاة أخرى أن تمر بنفس ما مررت به".

• اختُطفت نادية مراد مع نساء يزيديات أخريات في أغسطس / آب 2014 عندما تعرضت قرية كوشو في سنجار بشمال العراق لهجوم من قبل تنظيم داعش. اعتقلت إلى جانب شقيقاتها ، فقدت ستة من أشقاء وأمها. وقد حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2018 بالاشتراك مع طبيب أمراض النساء الكونغولي دينيس موكويجي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نادية مراد تروي حكايتها خلال الاستعباد الجنسي الداعشي نادية مراد تروي حكايتها خلال الاستعباد الجنسي الداعشي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab