تواجه خمسة مرشحين للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في السباق إلى البيت الأبيض في ثالث مناظرة تلفزيونية كان الغائب الحاضر فيها، كسابقاتها، هو المرشح الأوفر حظا الرئيس السابق دونالد ترامب الذي صوب عليه الجميع سهام انتقاداتهم.
وتعددت الملفات التي عرضت لها المناظرة من الحرب الدائرة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، مرورا بقضية الإجهاض الشائكة، ووصولا إلى الملف الاقتصادي الداخلي في الولايات المتحدة.
وعلى غرار ما فعل في المناظرتين السابقتين، اختار ترامب التغيب عن هذه المناظرة الثالثة بدعوى تقدمه بفارق شاسع جدا عن سائر منافسيه الجمهوريين في استطلاعات الرأي.
وخلافا للمناظرتين السابقتين اللتين تمحور النقاش فيهما على المسائل السياسية، خصص المتناظرون الجمهوريون الخمسة (أربعة رجال وامرأة) حيزا كبيرا من مناظرتهم مساء امس الاول للحديث عن قضايا السياسية الخارجية.
وأولى هذه القضايا كانت الحرب الدائرة منذ شهر بين إسرائيل وحركة «حماس»، وفي هذا الملف أظهر جميع المتنافسين الجمهوريين دعما غير مشروط لإسرائيل باعتبارها الحليف التاريخي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
واختار الحزب الجمهوري تنظيم هذه المناظرة في ميامي بالاشتراك مع «الائتلاف اليهودي الجمهوري» وهو جمعية يهودية محافظة تتمتع بنفوذ كبير.
وقالت السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، التي تحتل راهنا المركز الثالث في استطلاعات الرأي، إن «آخر ما ينبغي علينا أن نفعله هو أن نقول لإسرائيل ما يجب عليها أن تفعله».
وإذا كان المتناظرون توحدوا في دعم إسرائيل فإن خلافاتهم بدت جلية حول الحرب في أوكرانيا حيث يحتل بلدهم صدارة الداعمين لكييف في إمدادات الأسلحة.
وخلال المناظرة، دعا بعض هؤلاء المرشحين إلى وقف هذه المساعدات العسكرية لأوكرانيا نهائيا.
وبلغ الأمر برجل الأعمال فيفيك راماسوامي بأن يقول إن «أوكرانيا ليست نموذجا للديموقراطية» ورئيسها فولوديمير زيلينسكي هو «نازي».
وهذا الشاب الثلاثيني حديث العهد في المجال السياسي ويقدم نفسه على أنه نسخة محسنة من ترامب.
وخلال المناظرة، قال كريس كريستي الحاكم السابق لولاية نيوجيرسي، في إشارة إلى ترامب الملاحق بدعاوى وتحقيقات قضائية عديدة، إن «أي شخص سيقضي العام ونصف العام المقبل وهو يحاول تجنب السجن والمحاكم لا يمكنه قيادة هذا الحزب أو هذا البلد».
وبذل المتنافسون الجمهوريون قصارى جهدهم لتقديم أفضل مسار للتعامل مع هذه قضية الإجهاض المتفجرة سياسيا، لاسيما بعدما اختار الناخبون في ولاية أوهايو إدراج الحق في الإجهاض في دستور الولاية، في مؤشر جديد على أهمية هذه القضية في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
في المقابل، لايزال ترامب يتقدم السباق الجمهوري بفارق شاسع عن بقية منافسيه، إذ تعطيه استطلاعات الرأي حاليا 58% من نوايا التصويت في أوساط الناخبين الجمهوريين، رغم لوائح الاتهام الأربع الموجهة إليه.
ويعتمد الرئيس السابق على قاعدة مؤيديه الذين يكنون له ولاء شديدا والذين ينتصرون له في كل مشاكله مع القضاء.
وردا على المناظرة، قرر ترامب المضي في سلوكه الاستفزازي المعتاد عبر تنظيمه تجمعا انتخابيا كبيرا في مدينة مجاورة لميامي تبعد 18 كيلومترا فقط عن مقر محطة «ان. بي. سي» حيث كان خصومه يتناظرون.
وبهذه الخطوة التي أراد من خلالها تأكيد ازدرائه لمنافسيه الخمسة، ظهر ترامب مرشحا جمهوريا وحيدا وسط بحر من القبعات الحمراء التي هتف معتمروها تكرارا اسم بلدهم: «يو إس إيه! يو إس إيه».
ولم يأت ترامب السبعيني على ذكر منافسيه الجمهوريين الخمسة إلا لماما، مفضلا تركيز هجومه على الرئيس الديموقراطي جو بايدن، حيث قال إن «مشكلته (بايدن) ليست في عمره، هم لا ينفكون يقولون ذلك.. مشكلته هي أنه غير كفء بتاتا».
قد يهمك ايضا
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب رهن الاعتقال في محكمة نيويورك وينفي ارتكابه لـ 34 تهمة
ترامب يغادر الاحتجاز بعد أخذ بصماته متوجها إلى قاعة المحكمة
أرسل تعليقك