الربيع العربي فضح كثير من المثقفين اليمنيين
آخر تحديث GMT18:34:31
 العرب اليوم -

الشاعر عبد الرحمن غيلان لـ"العرب اليوم":

"الربيع العربي" فضح كثير من المثقفين اليمنيين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الربيع العربي" فضح كثير من المثقفين اليمنيين

الشاعر اليمني عبد الرحمن غيلان

صنعاء ـ معين النجري   وصف الواقع الثقافي في بلده بـأنه "شبه مشلول" نتيجة لمخرجات الأحداث الجارية التي أدخلت اليمن في دوامة سياسية عاصفة لم تتضح رؤيتها بعد وأكد في حديثه إلى "العرب اليوم" أن من أبرز إيجابيات الربيع العربي على الشارع الثقافي كشف المثقفين على حقيقتهم بل وبعضهم، حد تعبيره، على حقائقهم المتعددة التي تغلب انتماءاتهم على مصلحة المجتمع كلا وفق نظريته، وعمم ما يحدث في اليمن على جميع البلدان العربية، ولو بنسب مختلفة، مطالبًا الجميع بضرورة الاستفادة من تجارب الأخر طالما وهي تؤتي ثمارها وتصب في خانة بناء المجتمعات محذرا من الإصرار على نقل مساوئ التجارب بداعي الانفتاح والوقوع في عقدة التقليد الأعمى.
واعتبر غيلان الثقافة اليمنية جزء من انعكاس واقع السياسة في الوطن العربي وقال "الثقافة في اليمن ترتكز على محورين، الأول الموروث الثقافي والإنساني الذي تزخر به اليمن، والثاني الثقافة العصرية التطورية من خلال التواصل مع الثقافة العربية والعالمية، لكن وبحكم أننا جزء من انعكاس واقع السياسة في الوطن العربي فإننا بلا شك نلحظ مثلاً مدى الانفتاح الثقافي والإعلامي والسياسي عقب ما يُسمّى بثورات الربيع العربي، لكنّ المشهد بشكله العام مازال إلى الآن تحت وطأة الكثير من الإخفاقات والنتوءات والتراكمات وهذا ما يجعل المشهد الثقافي اليمني شبه مشلول حاليًا نتيجة للمتغيرات غير الواضحة حتى الآن"، وأضاف "بلا شك يبقى العمل الثقافي انعكاسا للواقع السياسي ومدى اهتمام السياسي في البلد بالثقافة و المثقف".
وقال غيلان " كما ذكرتُ آنفًا أن المشهد الثقافي شبه مشلول نتيجة مخرجات الأحداث الجاري والتي أدخلت اليمن في دوامة سياسية عاصفة لم تتضح رؤيتها بعد بما يكفل شهادتنا الواضحة على المشهد الثقافي، وفي اعتقادي أن العمل الثقافي لا يكتمل نجاحًا ما لم يوفر السياسي المناخ المناسب لتحقيق فاعلية العمل الثقافي وإبراز دوره الإنساني".
وأوضح غيلان أن المبدع اليمني يكافح بكل الوسائل المتاحة أمامه داخل الوطن، وإن كان ما يزال محاصر بالكثير من العقبات والنتوءات المختلفة والتي أعاقته كثيرًا للحاق بالركب التقدميّ والعصريّ لأغلب ما يتواجد على ثرى خارطة الإبداع العربيّ، والمبدع اليمنيّ في مجمله تجاوز حالة الإحباط المتعمد وغير المتعمّد بكل طرائق الاجتياز، وبذل ما بوسعه للتواصل مع النتاج العربيّ سواء عبر الصحف الورقية العربية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر القنوات الفضائية، لكنه مازال يحتاج الكثير من إزاحة العقبات المرابطة أمام جديّة انتماءه وتحقيق فاعليته في محيط الإبداع العربيّ .
وبشأن دور المثقف في الحراك السياسي الذي يشهده بلده قال "لعلّ أكبر نقمة اقترفها الربيع العربي هو ما أفرزته مخرجاته في كشف المثقفين على حقيقتهم وبعضهم على حقائق متعددة وفق النتاج غير الإنساني وغير العقلاني، إذ اتضحت الانتماءات وتغليبها على مصلحة المجتمع كلاً وفق نظريته وقناعاته المتراكمة المخفيّة في قعر أيدلوجيته ووفق هواه و ميولاته المتعددة إلا ما رحم ربي، لكن يظلّ السؤال قائمًا .. إلى متى سيبقى المثقف مجرد تابع للسياسي ؟ وهل من أملٍ يبدد مخاوف المواطن البسيط التعيس والذي انبهر بالمثقف و تنظيراته المتلونة ! واستدرك "مع ذلك فقد برزت مجموعة بسيطة من المثقفين الحقيقيين المستنيرين بدوافعهم الوطنية، متجاوزين كل الإشكالات الحزبية والفئوية والسياسية بكافة أشكالها وانتصروا لقضايا وطنهم".
ونفى أن يكون بصدد إصدار ديوان جديد قائلاً "لا جديد سوى ما تبعثره الأصابع من ارتجالات مرحلةٍ حرجة يمرّ بها وطني وتتناثر في قوالب متعددة لا تكاد تنتهي إلا لتبدأ وتتشكّل على خارطة صفحات التواصل الاجتماعي وبعض الصحف اليومية".
وفي ختام حديثه لـ"العرب اليوم" أكد الشاعر اليمني عبد الرحمن غيلان أن اليمن يمرّ حاليًا بمنعطف خطير نتيجةً لتراكمات سابقة، ثم ما أعقبها من مواجهةٍ مباشرة مع ما يُسمّى بالربيع العربي، حيث اتجهت إليه اليمن كمحاكاة تجارب عربية بطريقةٍ انفعالية عاطفية لم يدرك الكثير من الشباب مدى خطورة ما سيعقب ذلك حين لم يلجأوا للاحتياط المعرفي وسرعة دراسة الواقع وما يتطلبه من حيثيات مسانِدة لاستمرارية الثورة قبل أن ينقضّ عليها المؤلفة قلوبهم وعقولهم وجيوبهم ويفسدوا الانبعاث الحقيقيّ في أجمل صوَر نقائه الشبابي وفورته المتعطشة ليمن المستقبل بعيدًا عن نظريات الاستحواذ للشلل الحاكمة بشكلٍ مباشر وغير مباشر، ولهذا نأمل في مؤتمر الحوار في آذار/ مارس المقبل، الكثير من ترحيل أوجاعنا السخيفة لنتفق على خطوط عريضة وذات فاعليّة لأوجاعنا الكبيرة المشتركة ونخرج بحلول عمليّة لتدارك الأخطار المحيطة بنا.
وأضاف غيلان :"إنّ ما تعيشه شعوبنا العربية، وليس اليمن وحسب، يجعلنا نتطلع لتبادل تجاربنا الإنسانية البنّاءة في رأب الصدع والوصول لطريق الخلاص بأبسط الطرق دون تعقيدات لا طائل منها سوى إنهاك الشعوب المريضة بالنزاعات والخلافات التافهة والنبيلة، نحن كأوطان عربية أمام منحنى خطير، وفي معترك أزمات متوالية إن لم نغلّب مصالح شعوبنا على مصالحنا الشخصية والفئوية لن نصل لشواطئ الأمان، بل سنظلّ أُسارى لخيباتنا المتراكمة، نسعى لأجلها ونحوم حولها ثم ندفع الثمن الفادح لفواجعنا التي لا تنتهي وليس عيبًا أن تتكرر تجربة بلدٍ مّا في بلدٍ آخر طالما وهي تؤتي ثمارها الناضجة الصالحة لبناء المجتمع، لكنّ الإصرار على نقل مساوئ تجربةٍ مّا دون الانتباه لنتائجها الكارثيّة وندّعي أننا ذوي أرواح قوميّة دون الفكاك من عقدة التقليد الأعمى، فذاك هو الغباء الذي لا تُحمدُ عقباه".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الربيع العربي فضح كثير من المثقفين اليمنيين الربيع العربي فضح كثير من المثقفين اليمنيين



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض
 العرب اليوم - تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 02:31 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال قوي يضرب جزر الكوريل الروسية ولا أنباء عن خسائر

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 05:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أكبر معمرة في إيطاليا عمرها 114 عاما

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 05:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

محكمة روسية تصادر ممتلكات شركة لتجارة الحبوب

GMT 07:55 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي يودي بحياة 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في غزة

GMT 05:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار جسر في البرازيل لـ10 قتلى

GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 02:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب الفلبين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab