الفن التَّشكيلي ليس له حدود ويُعبِّر عن الإحساس ويُطهِّر النَّفس
آخر تحديث GMT03:01:07
 العرب اليوم -

الفنانة إلهام العراقي في حديث إلى "العرب اليوم":

الفن التَّشكيلي ليس له حدود ويُعبِّر عن الإحساس ويُطهِّر النَّفس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الفن التَّشكيلي ليس له حدود ويُعبِّر عن الإحساس ويُطهِّر النَّفس

الفنانة التشكيلية إلهام العراقي
مراكش ـ ثورية ايشرم

أكدت الفنانة التشكيلية، إلهام العراقي، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أن "الفن التشكيلي من الفنون الراقية التي عشقتها منذ طفولتها، ولاسيما أنها تعتبر نفسها فنانة تأثيرية فنية، وتهتم بتحرير الرؤية الفنية،كما تستقي من الطبيعة أفكار لوحاتها، حيث تعتمد على نقل انطباعاتها بأسلوب لوني خاص وجديد، لتبين الحقيقة الفنية على أسس ضوئية، تُؤدي إلى التحول بالألوان في مواضيع لوحاتها، كما تحب الرسم التصويري، وترسم لنفسها أولًا لترضي طموحها، ثم ترسم لمجتمعها الذي توجه له رسالة وطنية، وتتميز بأسلوب فني خاص، إذ تعتمد على مذهب الفن الخاص بها كما تتبع منهجيتها التشكيلية، والتي تميزها عن الآخرين".
وأضافت الفنانة إلهام، أنه "منذ زمن طويل، وأنا أشعر في داخلي بشيء يتحرك، ويريد أن يخرج إلى العلن، فأنا أحب أن أجلس في الطبيعة، وأعشق شاطئ البحر، واستمتع بسماع موسيقى أمواجه، وأحب سماع الموسيقى الكلاسيكية، والأغاني القديمة التي تتميز بفنها الأصيل، وكنت كلما سافرت إلى مكان ما أشعر بشيء ما في داخلي يشدني للذهاب إلى المتاحف، وكنت أقضي فيها أمتع الأوقات، وأفكر من أنا، وماذا أريد، إلى أن تحققت من معرفة ذاتي، وأصبحت أعرف ما أريد وما لا أريد، ما أحب وما لا أحب، فامتطيت صهوة الفنون التشكيلية، وبدأت رحلتي مع الرسم التشكيلي".
وأشارت إلى أن "الفن أكثر شيء أحبه، إذ بواسطته كسرت الحدود بين الدول وبه استطيع أن أعبر عما يخالجني من مشاعر، فهو بمثابة الهواء الذي أتنفسه، وبت لا أستطيع العيش دونه، وفيه وجدت نفسي، وتحققت من هويتي، ووجدت معه حريتي، وطوال السبعة عشر عامًا التي أمارس فيها الفن التشكيلي عشقت فيها الطبيعة الجميلة، فأثرت فيَّ تأثيرًا عميقًا، ومنذ الطفولة التحقت بمدارس الفن لأتعلم قواعد الرسم التشكيلي، ومنذ ذلك الحين لم أجد سوى الفن ليسقي طموحي وينميه من جديد، وكنت أرسم أكثر الأوقات لوحدي، ودائمًا أجد فيه متعة نفسية وسرورًا داخليًّا لا يوصف، كلما جلست أمام لوحتي أشعر أنني في معبد أُصلِّي، لأن لوحتي صادقة أعبر فيها عن مشاعري، وأضع فيها أحاسيسي ووجدت أن الفن هو عالمي، إنه عالم راق وجميل، وعالم الروح، وكلما دخلنا فيه يجعل النفس أكثر علوًّا وسموًّا وشفافية، وفي الفن التشكيلي اكتشفت ذاتي، وعبرت عنها في لوحاتي، وأحب أن أرسم كل شيء جميل لأنني أحب الجمال".
وأضافت العراقي، أن " أكثر ما أحب أن أرسمه وأعبر عنه هو جمال الطبيعة والأزهار والمرأة، وأرى أن الطبيعة أجمل ما خلقه الله، وأجد فيها كل الجمال وهي أم الإنسان، إضافة إلى عشقي لرسم البحر، الذي يتميز بجماله وبشخصيته، وأرى فيه قوةً وسلطانًا وجمالًا خارجيًّا وكنوزًا داخلي، إضافةً إلى أني أعشق رسم الأزهار؛ لأني أحب الحياة المزهرة والمزدهرة، ولاسيما زهرة البنفسج، لأنها جميلة ومتواضعة وتظل مختبئة بين الأعشاب، فضلًا عن رسم المرأة؛ لأنها رمز للجمال والعطاء والحب، وإن كنت لا أحب شيئًا لا أستطيع أن أرسمه، لهذا عندما أجلس أمام لوحتي وأبدأ في الرسم تأتي إلى ذهني الطبيعة، حيث عشت وكبرت فيها، ووجدت فيها راحتي ومتعتي".
وأكَّدت الفنانة التشكيلية إلهام، أن "أكثر الدوافع التي تدفعني إلى أخد الريشة والتعبير عما أحسه وأحبه، حبي للفن ولذاتي، وأردت أن أحققها وأنميها، وأعتني بها، وأردت أن أكمل طريق والدي الذي زرع بداخلي خصال الفن ومميزاته وجماليته، والذي كان بدوره فنانًا موهوبًا، وبفضله شاركت في الكثير من المعارض الجماعية مع فنانين عالميين داخل وخارج المغرب، إضافةً إلى معارض فردية حققت نجاحًا كبيرًا ولقيت إقبالًا واسعًا من طرف جمهور هذا الفن، وبفضله أيضًا أصبحت في ما أنا عليه الآن، وحققت ما تمنيته دومًا، رغم أن طموحي الفني كبير جدًّا، وأحاول أن أصعد إلى أعلى قمة فيه، وأتخطى كل العراقيل التي تواجهني، وتبقى أجمل وأمتع الأوقات التي أقضيها في حياتي عندما أكون منغمسة في عالم الفن الذي اعتبره عالمي الخاص ومرآتي التي أرى فيها جمالية روح الحياة".
واختتمت الفنانة كلامها قائلة، إن "الفن التشكيلي ليس له مقياس ولا حدود، إنه يطهر النفس وينظفها، وهو تعبير عن إحساس، فالفنان يرسم ما يشعر به، ويسعى دائمًا إلى أن يكون ملتزمًا بفنه، والمسألة ليست إجبارية، بل هي التزام نفسي في دواخلنا، حيث إذا مر يوم دون أن أرسم، أشعر كأن شيئًا في داخلي يتحرك ويزعجني، وعندما أرسم أرتاح، وأفهم أنه الشعور الداخلي يريد أن يخرج فنًّا، فكلما تعبت النفس من هموم الحياة لا ترتاح ولا تفرح إلا في فضاءات الفن، والفن فيه تعب، ولكن تعبه جميل، ويجعل النفس متموجة كالبحر وجميلة مثله، ولغتي هي الصمت، والصمت يتفاهم مع الصمت، لهذا أحب أن أتكلم مع لوحتي دائمًا، وأحب أن أرسم بالزيت؛ لأنه يجعلني أتلاعب وأتناغم باللوحة بفرح أكثر".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفن التَّشكيلي ليس له حدود ويُعبِّر عن الإحساس ويُطهِّر النَّفس الفن التَّشكيلي ليس له حدود ويُعبِّر عن الإحساس ويُطهِّر النَّفس



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab