لندن ـ كاتيا حداد
أوضح العلماء أن الأطفال يصبحون أكثر عرضة للإصابة بتلف في الدماغ، والسكتة الدماغية، والنوبات القلبية، أو الربو، في مرحلة البلوغ، إذا كانت أمهاتهم بدينات. وأشارت سلسلة من الدراسات إلى أن المشكلة تبدأ في الرحم، ويضيع الأبوين فرصة التصدي لها.
وأظهرت الدراسات إذا كان الأباء يعانون من زيادة الوزن، فإن الأطفال يكونو أكثر عرضه لتراكم الشحوم في أجسادهم خلال فترة الشباب. وأكد الأطباء أن هذه الاكتشافات تكون جيدة لتحفيز أولياء الأمور في المستقبل أن يعيشوا حياة صحية. وهناك مجموعة كبيرة من الأدلة حول مخاطر السمنة والأمراض المرتبطة بها، مثل مرض السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، والتي يمكن أن تؤثر على الجنين.
ويبدو أن كثيرًا من الشباب بصحة جيدة ظاهريًا، وعلى الرغم من ذلك فإنهم معرضون للإصابة بمخاطر السمنة والأمراض المزمنة، وأكثر عرضه لتمرير هذا الخطر لأطفالهم، إضافة إلى أن القادة السياسيين الذين أعلنوا التزامهم بالاستراتيجية العالمية الجديدة لصحة المرأة، والأطفال والمراهقين، يجب أن يعطوا صحة المراهقين أولوية في الاستراتيجيات والخطط والميزانيات الوطنية، لأن هذه الإجراءات ستتمكن من تحقيق التحول المطلوب.
وكشف تام فراي، راعي مؤسسة نمو الطفل منذ خمسة أعوام، أنه حذر الجمعية الملكية للطب في خطاب وجهه إلى أطباء أمراض النساء البارزين من هذه المشكلة. قائلًا "أنا غاضب لأن الحكومة لا تفعل شيئًا، ولا حتى الكليات الملكية، وخمس النساء يعانون من السمنة المفرطة عندما تصبح حاملًا والنصف الأخر يعانون من زيادة الوزن".
وأضاف "الحقيقة أن معظم النساء في نهاية المطاف يرغبون في إنجاب طفل، لذلك يجب أن تدرس منذ سن الإنجاب عندما لا تزال في المدرسة حول أهمية البقاء في الوزن المناسب ليس فقط لنفسها ولكن لمستقبلها ومستقبل أطفالهم، ويجب أن يبدأ ذلك في سن الـ 12 أو 13، على الرغم من أنها لا يكون لديها طفل إلا بعد خمسة عشر عامًا أخرى أو أكثر".
وتابع فراي، الذي يشغل منصب المتحدث باسم المنتدى الوطني للسمنة وعضو فريق خبراء الاستشاريين لمرض السكري، قائلًا "الباحثون على حق، والسمنة هي الحلقة المفرغة التي تسير من جيل إلى جيل". وتم إطلاق أربع صحف على الأم السمينة في مؤتمر في ميونيخ، وتم دراسة الانتشار العالمي للسمنة بين النساء وكيفية مواجهتها لاسيما خلال فترة الحمل حيث تواجه مخاطر أمراض مثل تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم والسكري الحملي.
وأكد معد الدراسة البروفيسور وسيلا بوستون، رئيس قسم صحة المرأة في كينجز كوليدج في لندن أن معظم النساء يعانون من السمنة لا يدركون مخاطر العقم أو مضاعفاته". وأضاف "السمنة تتحدى صحة الأم ولها أضرار وعواقب لذلك نحتاج إلى حل عملي على الصعيد العالمي، لا سيما في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل خاصة مع تزايد المشكلة بشكل كبير". وحذّر الباحثون أيضًا من مجموعة من آثار بدانة الأم على الطفل بما في ذلك زيادة الأنسجة الدهنية، وزيادة خطر الحساسية والتأثيرات على الدماغ والتنمية السلوكية، مثل التوحد.
أرسل تعليقك