لندن ـ ماريا طبراني
كشف العلماء، أخيرًا، عن سترة اهتزازية يمكنها أن تكون المنقذ للمرضى المصابين بأزمات قلبية، يتم ارتداؤها بعد الأزمة مباشرة، تحتوي على جهاز يولّد موجات صوتية ذات تردد منخفض لجعلها تهتز وتنشط الدورة الدموية للقلب، حيث تنتشر الموجات الصوتية عبر الصدر وتهز القلب وأوعيته الدموية، لكسر السدود التي توقف تدفّق الدم.
وأكّد الباحثون، الذين هم على وشك أن يبدأوا التجارب السريرية في مركز جبل سيناء الطبي في الولايات المتحدة، أن السترة تقلل على المدى الطويل الضرر في القلب الذي قد يكون قاتلًا وتعزّز من آثار الدواء، كما أنها تفتح الشرايين بشكل أسرع، ويتعرّض 175 ألف شخص سنويًا في بريطانيا لأزمة قلبية، تقريبا واحد كل 3 دقائق، ويحدث ذلك عندما يتم سد الشرايين التي تغذي عضلة القلب بالدم المؤكسج، جراء جلطة أو تراكم الرواسب الدهنية، فإذا تم قطع إمدادات الدم، ذلك الجزء من عضلة القلب يبدأ في الموت، نجاة للمريض تتوقف على مدى العضلات التي تموت خلال الأزمة، كلما كانت المنطقة المتضرّرة أصغر، وتمت إزالة الانسداد بشكل أسرع، زادت فرصة البقاء على قيد الحياة والإنعاش.
ويُعطي المسعفون، في حالات الطوارئ، حبوب الأسبرين أو رذاذ غليسريل تحت اللسان لزيادة تدفق الدم إلى القلب عن طريق توسيع الأوعية الدموية، ولكن في كثير من الأحيان المرضى يحتاجون إلى نقلهم إلى المستشفى من أجل العلاج المنقذ للحياة وحل العقبات والجراحة لإبقاء الشريان مفتوحًا.
ويمكن استخدام العلاج الجديد، من قبل المسعفين لمسح الشرايين بشكل أسرع، وهذا بدوره، يمكن أن يزيد من السرعة التي تعمل بها العقاقير المضادة للتخثر عن طريق وضع الدواء على موقع الانسداد بسرعة أكبر، وحصل المرضى المصابين، في تجربة جديدة، على سترات واقية لمدة 30 دقيقة على الفور بعد إصابتهم بأزمة قلبية، وسوف يقوم الباحثون بعد ذلك برصد النتائج وصحة القلب لمدة 6 أشهر.
وأوضح استشاري أمراض القلب في مستشفى هامرسميث في لندن، الدكتور بونيت رامراكا، أن هذا النوع من التكنولوجيا، والمعروفة باسم العلاج الصوتي، وقد استخدم بنجاح في علاج مجموعة متنوّعة من الحالات لسنوات عديدة، مشيرًا إلى أنّ التحدّي هو تقديم التردد الصحيح في المكان الصحيح في الوقت المناسب، للمرضى، هناك بعض البيانات من الدراسات على الحيوانات أن هذا يمكن أن يتم بشكل آمن وفعال، إن التكنولوجيا التي تستخدم هنا مثيرة للاهتمام، وهذا من شأنه أن يكون وسيلة أسهل بكثير لتقديم الموجات الصوتية العلاجية، إذا نجحت هذه الدراسة، فإنه سيتم تأمين طريقة أخرى لعلاج المرضى الذين يعانون من النوبات القلبية وتقليل الضرر على المدى الطويل".
أرسل تعليقك