زيارة وزير الأوقاف للكنائس تثير جدلًا في السودان
آخر تحديث GMT23:05:15
 العرب اليوم -

زيارة وزير الأوقاف للكنائس تثير جدلًا في السودان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - زيارة وزير الأوقاف للكنائس تثير جدلًا في السودان

الدكتور عمار ميرغني
الخرطوم – محمد إبراهيم

فجرت زيارة وفد حكومي لعدد من الكنائيس بالخرطوم لتقديم التهنيئة للمسحيين بأعياد الميلاد  جدلاً وآسعاً بين الجماعات الدينية والطوائف، حيث زار وزير الإرشاد والأوقاف السوداني د. عمار ميرغني عدد من الكنائيس والأديره المسيحية، أخذت زيارة العام الحالي زخماً إضافياً باعتبار أنّ الوفد الزائر للكنيستين الكاثولوكية والأسقفية، مثّل طيفاً من قادة وزارة الإرشاد والأوقاف برئاسة الوزير، ما أغضب جماعات متشددة في البلاد تري في الزيارة إنتقاصاً للمقدسات الإسلامية بحسب رؤيتهم، رغم أن بعض الطوائف المسيحية في السودان  درجت على تنظيم حفل إفطار سنوي، خلال شهر رمضان الفضيل، لقيادات الدولة والمجتمع من المسلمين، يشاركه فيه عادة الرئيس السوداني عمر البشير لرسم صورة للتعائيش الديني  الوآقعي في السودان الذي لم يتأثر رغم الحروب التي تشهدها البلاد.

حديث الوزير
يقول وزير الإرشاد والاوقاف السزوداني د. عمار ميرغني، إنّ وفده خلال الزياره سعى لتقديم رقاع التهنئة للمسيحيين في السودان وفي كل أنحاء العالم بحلول أعياد الميلاد المجيدة، بما يعزز النموذج السوداني المتفرد في التعايش الديني، والتواصل مع الأديان كافة ، مطالباً بالمحافظة على الإرث التليد والنمط الزاهي من التعايش السلمي والمعاملة الفاضلة التي تسود بين السودانيين، وطالب الوزير من السودانيين مسلمهم ومسيحيهم بأن يكون همّهم الأوّل هو الوطن.
لكن زيارة هذا العام، أثارت جدلاً بين علماء الدين، لا سيّما وأنّ أطرافها قيادات في وزارة الإرشاد، فمنهم من ارتأى في الزيارة سماحة هي من الدين، ومن رفضها باعتبارها سلوك معارض للدين، وفي كل تستخدم الأدلة العقلية والنقلية.

حكم الإباحة
ويري  أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة النيلين،الدكتور محمد المجذوب الذي  تحدث لـ "العرب اليوم" إن تهنئة المسيحيين وزيارتهم من الناحية الأصولية ليس فيه مانع وإن القرآن لم يمنع ذلك بأي من نصوصه، وإن الأصل في الأشياء الإباحة، ويستدل محمد المجذوب بالعهدة العمرية في عهد سيدنا عمر بن الخطاب ليدحض بها مخالفيه وزيادة لاستدلاله يشير إلى ما جاء به القرآن أن: "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" ، ويضيف المجذوب: إن القرآن ينادي للتدافع مع غير المسلمين بالحجة، وإن الرسول كان يتحالف معهم، مستدلاً بوثيقة المدينة. ويذهب المجذوب إلى رواية تاريخية بالجدال الذي أقره القرآن بالحسنى، وإنّ من الناحية الأصولية لا بأس من مباركة الأعياد لهم وزيارتهم، ويختم المجذوب بأنّه لا يرى غضاضة في ما ذهب إليه وزير الإرشاد والأوقاف بزيارة المسيحيين في كنائسهم.

وفي ذات السياق قالت أستاذة التاريخ الإسلامي الدكتورة هاجر أبو القاسم لـ "العرب اليوم" إن ما تمّ في زيارة وزير الإرشاد والأوقاف لا يخرج عن كونه دعوة للتسامح والاعتراف بالآخر، وأضافت: إن زيارة وزير الإرشاد والأوقاف طبيعية في وقت يتهم العالم الإسلام بالتطرف والإرهاب، خاصة في أوروبا، وأضافت: إن الناس يحتاجون إلى تقريب المسيحيين واحترام الآخر، ليحترم الآخر معتقداتنا وقيمنا، مشيرة إلى أن العالم لا يحتاج إلى تحجر بقدر ما يحتاج إلى مرونة، وإن من مبادئ الدين التسامح.

رفض قاطع

تيار الرفض لتهنئة المسيحين بأعيادهم يمثله فيه المنسق العام لتيار الأمة الواحدة د. محمد علي الجزولي حيث يرفض مبدأ التهنئة من أساسها، وتساءل في حديثه مع "العرب اليوم" هل من الممكن القول إنه يجوز تهنئة الزاني بأن نقول له: زناً مبروكاً، وقس على ذلك شخص سرق أو سطا هل من الممكن أن نقول له كل سرقة وأنت طيب.

وأشار الجزولي إلى أن كل من يملك خيط رفيعاً من التدين أو من يملك شيئاً من العقل والفقه سيقول لك: إن التهنئة لا تجوز، ويضيف الجزولي بأن الذين يهنئون النصارى في عيد الميلاد بماذا يحتفلون؟ وقطع الجزولي بأن التهنئة لا تجوز بسبب أنها متعلقة بما يخالف العقيدة الإسلامية الداعية للتوحيد، وإن الاحتفال هو احتفال بميلاد التثليث، ورفض الجزولي الحديث عن من يفعل ذلك ويدافع بأنّه لا يقصد سوى التسامح مشيراً بالقطع لرفض المسلك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة وزير الأوقاف للكنائس تثير جدلًا في السودان زيارة وزير الأوقاف للكنائس تثير جدلًا في السودان



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 22:21 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
 العرب اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
 العرب اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأولوية الإسرائيلية في الحرب على لبنان

GMT 04:05 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد المصابين بأخطر سلالة من جدري القرود في بريطانيا

GMT 18:25 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مانشستر سيتي يرصد 150 مليون يورو لضم رودريغو

GMT 18:20 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

17 ألف ريال غرامة للهلال السعودي بسبب أحداث مواجهة النصر

GMT 02:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 4 بسبب صاعقة رعدية بملعب كرة قدم في بيرو

GMT 03:11 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار الغزيرة تغمر مطار برشلونة في إسبانيا

GMT 18:15 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة لاعب وإصابة 5 بـ صاعقة في بيرو

GMT 13:14 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط مروحية عسكرية مصرية ووفاة ضابطين أثناء تدريب

GMT 15:29 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير من مخاطر استخدام ChatGPT-4o في عمليات الاحتيال المالي

GMT 03:42 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يواصل هجماته على إسرائيل ويطلق 90 صاروخًا

GMT 18:38 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

آينتراخت فرانكفورت يحدد 60 مليون يورو لبيع عمر مرموش

GMT 19:28 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

قتلى من حزب الله بقصف إسرائيلي على محيط السيدة زينب في دمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab