قصة 3 أشقاء فرقتهم الحياة وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة
آخر تحديث GMT22:09:45
 العرب اليوم -

قصة 3 أشقاء فرقتهم الحياة وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قصة 3 أشقاء فرقتهم الحياة وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة

الشهيد شريف عبد المالك
القاهرة - العرب اليوم

فجر الخميس الماضي، جمع شريف السواركي أمتعته في حقيبة أخيه الأصغر، وانطلق من السويس، قاصدًا شمال سيناء، في زيارة عائلية لشقيقيه حسن وسالم، المقيمين في بئر العبد وأبناء أعمامه، حيث مسقط رأس العائلة.

بعد جلسة عائلية قصيرة، توجه شريف عبد المالك سالم وشقيقاه، و3 من أبناء عمومته إلى مسجد قرية الروضة ليؤدوا الصلاة، وفي خسة باغتهم الإرهابيون فكانوا من بين 305 مواطنين نالوا الشهادة في ذلك الحادث الأعنف منذ ثورة 25 يناير/كانون ثان.

"كان ظهري وسندي في الدنيا، ومليش غيره ومش عارف أعمل أيه من بعده" يتحدث عيد بكلمات يقطعها بكاؤه، عن شقيقه الأكبر شريف، الذي يقيم معه في السويس، وكان مسؤولا عنه وسندا يلجأ إليه كلما مر بمشكلة.

ويضيف عيد: "آخر مرة قابلته كان الأربعاء الماضي، كان بيزور والدتي، اتصل بيا وطلب مني استعارة حقيبة السفر، لأن شنطته اتقطعت في السفرية الأخيرة لسيناء" ويشير إلى أنه أحضر الحقيبة وتوجه إليه وقضى ليلة الخميس مع والدتهما، في جلسة عائلية، ثم غادر كل منهما إلى منزله بعد ان أخبره شريف أنه سيصلي الفجر ويسافر متبعا خط السير المعتاد من السويس إلى الإسماعيلية ومنها للعريش.

"اتصل بيا قبل الفجر بربع ساعة، قالي هصلي وأسافر" يشير عيد إلى أن شقيقه الذي كان عضدا وساعدا بالنسبة له، وكان معتادا على أن يطمئنه في السفر خاصة أن الاتصالات تنقطع بسيناء بسبب العمليات الأمنية، لكن في تلك المرة كان الاتصالات أكثر عددا، والمدة الزمنية لكل مكالمة أطول" كأنه كان بيودعني". لكن شريف الذي يبلغ 37 سنة لم يغادر بعد الفجر، وإنما تأخر ليودع زوجته وطفليه عبد الله 5 سنوات، ويوسف الذي لم يتم 3 سنوات، وقبل أن ينطلق في رحلته الأخيرة، كما يقول عيد: "اتصل بيا قبل الظهر قالي أنا في القنطرة هصلي الظهر واطلع علشان شبكة تليفوني بتقطع، وإن شاء الله أما أوصل الروضة هطمنك". يتوقف عن الحديث قليلا، ليسمح لعينيه وأنفاسه بالبوح عما فاضت به نفسه، ثم يكمل الشقيق الأصغر الذي فقد أشقاءه الثلاثة قائلا "الاتصالات فعلا اتقطعت، لحد إمبارح الصبح، ابن عمي كلمني وقالي شريف عايز يكلمك، علشان شبكته واقعة"، دارت بين الشقيقين المحادثة الأخيرة اطمأن فيها عليه وعلى شقيقيه من الأب حسن عبدالمالك أسليم، وسالم، وطمأنه عيد على والدته وأهل بيته، ثم أنهيا المكالمة على وعد بالحديث بعد الصلاة. لكن رقم شريف لم يظهر على هاتف شقيقه الأصغر مرة أخرى، بعد أقل من نصف ساعة انتشر نبأ الحادث الإرهابي، بمسجد القرية، كان القلق والخوف يأكل قلب عيد ووالدته، حتى اتصل عمه وأخبره أن شريف وحسن وسالم و3 من أبناء اعمامهم مع الشهداء، وأنهم سيدفنونهم بالقرية، بينما يقيم عيد عزاء لشقيقة مساء السبت بدار مناسبات الأربعين.

في شركة بتروتريد، كان يعمل شريف عبد المالك أسليم، فني تشغيل، يعرفه الجميع بأخلاقه ولسانه الذي لا يتحدث إلا بالكلام الطيب، والأمانة والتفاني في العمل ما أهله الى الحصول على تقدير ممتاز بالتقرير السنوي، ليترقى إلى درجة أخصائي فني تلك الدرجة التي كانت في انتظاره ليحصل عليها بعد شهور.

"كان صاحب وأخ وصديق، احنا خسرناه لكن مكانته عند الله تعزينا" يتحدث ياسر الجعار زميل الشهيد شريف بالشركة، ويقول كان معهودا تفانيه في العمل والحضور في المواعيد الرسمية، ولا يغادر إلا بعد انتهاء عمله ليضرب مثالا للأمانة والتفاني في العمل". ويضيف الجعار أن صديقه كان يعمل بإدارة التشغيل ولم يسجل طوال 10 سنوات أي ملاحظة سلبيه على أداء عمله، يغيب صوته، ثم يجهش بالبكاء ويعتذر عن استمرار الحديث وهو يقول " احنا خسرناه.. أنا خسرت أخويا .. الله يرحمك يا شريف" "كان يتحط على الجرح يطيب" يتحدث شريف العمري المسؤول بإدارة التفتيش بالشركة عن صديقه وزميل العمل، مشيرًا إلى إن الشركة كانت قد اختارت بعض الموظفين المشهود لهم بالكفاءة للعمل في فرع الإسكندرية، وكان الشهيد من ضمن المرشحين ولم يرفض ذلك رغم مشقة السفر، بل كان كريما في عمله ولا يدخر جهدا في ذلك. "استشهاده أثر فينا كلنا، مش مصدقين" يقول العمري: "الله استرد أمانته وعزاؤنا سمعته الطيبة وأخلاقه التي تركها ذكرى لنا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة 3 أشقاء فرقتهم الحياة وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة قصة 3 أشقاء فرقتهم الحياة وجمعتهم الصلاة في مسجد الروضة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab