القاهرة - أ ش أ
من المنتظر أن تتلقّى مساعي تقليص الخسائر الغذائية وإهدار الأغذية - التي تبلغ نحو ثلث مجموع الغذاء المنتج للاستهلاك البشري - دفعةً قوية بفضل منصة شبكية جديدة دُشنت اليوم عبر الإنترنت، تجمع للمرة الأولى بين نسق متكامل من الموارد التي تسمح لأصحاب الشأن بتبادل الخبرات وأفضل الممارسات فور اللحظة.
وأطلِقت الجماعة العالمية الجديدة لقواعد الممارسات (COP) المعنية بالحد من خسائر الأغذية بالمشاركة، من قبل وكالات الأمم المتحدة الثلاث في روما، وهي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)، وبرنامج الأغذية العالمي (WFP).
وتشكل المنصة جزءاً من مشروع "تعميم الحد من فاقد الغذاء لصالح صغار المزارعين بمناطق العجز الغذائي"، وهو البرنامج الجاري تنفيذه حالياً بين منظمة "فاو" وصندوق "إيفاد" وبرنامج الأغذية العالمي بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، وتصبو الجماعة الجديدة لقواعد الممارسات للحد من فاقد الأغذية أن تصبح نقطة مرجعية عالمية تُعنى بتيسير تبادل المعلومات وإقامة حلقات الربط بين أصحاب الشأن بما في ذلك المؤسسات العامة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وقال نائب المدير العام لشؤون الموارد الطبيعية لدى "فاو" ماريا هيلينا سيميدو، إن عدم هدر المواد الغذائية، يعني عدم هدر الموارد المستخدمة في إنتاجها، وأشارت إلى المبادرة الجديدة، "فالمتعين إنجاز الحد من الهدر والخسائرعن طريق تلافي العوامل المؤدية إلى ذلك، وفي المقام الأول أن يصبح هذا الهدف أولوية للجميع"، ، لا سيما وأن أكثر من 800 مليون شخص في العالم ما زالوا يعانون الجوع يومياً.
وتدل التقديرات على أن ما يقرب من 30 بالمائة من الإنتاج الغذائي العالمي، أي ما يتراوح بين 40 و50 بالمائة من المحاصيل الجُذرية والفواكه والخضروات، و20 بالمائة من البذور الزيتية واللحوم ومنتجات الألبان، و35 بالمائة من ناتج الأسماك... إما أنها تفسد أو تُهدر هباء، وتبلغ هذه الكميات في المجموع ما يصل إلى نحو 1.3 مليار طن - أو ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجات ملياري شخص.
ورحب مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي راميرو لوبيس دا سيلفا، بإطلاق هذه المنصة المعلوماتية، ولاحظ أن مبادرة الحد من خسائر ما بعد الحصاد لدى برنامج الأغذية العالمي تغطي حالياً 16000 من أسر صغار المزارعين في أوغندا، وذلك بهدف تقليص الفاقد اللاحق للحصاد بنسبة 70 بالمائة في صفوف صغار المزارعين المشمولين بها.
وقال لوبيس دا سيلفا، "فمن خلال الجماعة العالمية الجديدة لقواعد الممارسات، نتطلّع إلى تقاسم أفضل الخبرات والممارسات مع المنظمات الأخرى المشاركة في الجهود المماثلة".
أرسل تعليقك