الرياض ـ سعيد الغامدي
أدّت اتفاقات احتكارية بين خياطين في الرياض إلى ارتفاع أسعار تفصيل ثياب العيد، بنسبة 40%، بالمخالفة لقانون تشجيع المنافسة، ومكافحة الممارسات الاحتكارية.
وتشهد محال تفصيل الملابس في الرياض إقبالاً كبيرًا، وحراكًا نشطًا هذه الأيام، ما أحدث انتعاشًا لديها مع قرب الاحتفال بعيد الفطر المبارك.
وبدت المحال مكتظة بالمستهلكين طوال ساعات العمل، بعد أن أبرز الخياطون عروضهم الخاصة بجودة وفخامة الأقمشة على الزجاج الخارجي لمحالهم .
وأوضح الخياطون والمستهلكون أنَّ "أسعار تفصيل الأقشمة قفزت بنسبة 40%؛ وذلك استغلالاً لحجم الطلب العالي على التفصيل، وقابله اعتذار الكثير من المحال عن استقبال الطلبات الجديدة، نظرًا إلى تجاوز بعض المحال للطاقة الاستيعابية لها.
واشتكى العديد من المواطنين من ارتفاع أسعار التفصيل، بصورة مبالغ فيها، وكذلك شعور المواطنين بـ"الطريقة الاستغلالية" التي يمارسها أصحاب الخياطة، وعلمه أنَّ المستهلك سيقبل بالمبلغ المطروح نظرًا إلى حاجته للتفصيل.
وتتفاوت الأسعار في مدينة الرياض حسب الموقع الجغرافي للمحل، وكذلك الشهرة التجارية، حيث تراوحت أسعار تفصيل الثوب بين 300 إلى 450 ريالاً، بخلاف الإضافات كالتطريز، أما مع وجود الإضافات فإن السعر يبدأ من 480 ريالاً ويصل لغاية 520 ريالاً للثوب الواحد، في ضوء غياب الجهات الرقابية والمسؤولة عن مثل هذه التجاوزات.
وأبرز المواطن عبدالعزيز المقاطي أنَّ "الأسعار باتت مكلفة جدًا، وأصبح الثوب باهظ الثمن"، مستغربًا "استغلال الخياطين بلا وجه حق وبصورة مفزعة جدًا"، مشيرًا إلى أنّه "رضخت للأمر الواقع وأجبرت على التفصيل بالأسعار العالية".
وبيّن محمد الغامدي أنّ "الأسعار متفاوتة حسب موقع الخياط والنطاق العمراني"، موضحًا أنّه "اضطر إلى تفصيل ثوب لطفله البالغ من العمر 11 عامًا بمبلغ 120 ريالاً".
أما المواطن بندر السميح فكانت له وجهة نظر أخرى، قائلاً "إن بعض محال الخياطة لم ترفع الأسعار"، مضيفًا "فصلت ثوبا بقيمة 200 ريال، وهو السعر السابق نفسه؛ وذلك قد يكون لأنني زبون قديم لدى الخياط".
من جانبه، عزا محمد شفيق (عامل خياطة باكستاني) رفع أسعار التفصيل إلى الزيادة في أسعار الأقمشة وأدوات الخياطة.
وردًا على أنَّ مثل هذا الارتفاع في الأسعار يعتبر مخالفة للأنظمة، أشار إلى "نحن كمحال خياطة لم يصلنا سعر محدد من طرف الجهات المعنية"، مؤكّدًا أنَّ "هناك الكثير من الخياطين، لاسيما القريبين من بعضهم يتفقون على وضع سعر معين، لا يمكن التنازل عنه لتفصيل الثوب".
وعن نوعية الأقشمة التي تشهد إقبالاً كبيرًا خلال العيد، أبرز أنَّ "أكثر طلبات التفصيل تكون على القماش القطني الأبيض والأصفر"، وأضاف "خاصية (الكبك) الأكثر رغبة، لاسيما لدى فئة الشباب، أما صغار السن فيرغبون في الأقمشة (السلك)".
واستطرد "لقد توقفت عن استقبال الطلبات منذ بدء الأسبوع الثاني من رمضان نظرًا إلى كمية الطلب الكبيرة، وقلّة العمالة المتوفرة في المحل".
أرسل تعليقك