واشنطن ـ د.ب.أ
يعبر من خلاله الفحم إلى طاقة نظيفة في المستقبل. ويعني تبني أميركا للغاز الطبيعي، قلة الرغبة في طاقة الرياح والشمسية. وتقلصت الاستثمارات الجديدة في موارد الطاقة المتجددة 5% في أميركا الشمالية خلال السنة الماضية إلى 56 مليار دولار، في أقل مستوى منذ 2010. وبالمقارنة، أنفقت شركات أميركا الشمالية العاملة في النفط والغاز 168,2 مليار دولار، على عمليات الكشف والإنتاج في العام الماضي، أي بما يتجاوز ضعف ما أنفقته في 2009.
وساعدت عمليات التفتيت التي يتم من خلالها تفجير المياه وتفتيت الرمال والكيماويات في أعماق سحيقة بغرض استخراج الوقود، أميركا على رفع إنتاجها لمستويات جديدة خلال كل سنة من السنوات السبع الماضية، بحسب البيانات الواردة من إدارة معلومات الطاقة. لكن تتميز هذه العمليات بارتفاع تكلفتها بالمقارنة مع عمليات الحفر التقليدية وبمساهمتها في الاحتباس الحراري، وفقاً للوكالة الأميركية لحماية البيئة. وفقدت موارد الطاقة المتجددة بأسعارها الآخذة في الانخفاض، الدعم حتى في الوقت الذي تحذر فيه الأمم المتحدة من نفاد الوقت للقضاء على ظاهرة التغير المناخي.
وفي ظل ثورة النفط والغاز، أوشكت أميركا على تحقيق الاكتفاء الذاتي، مقارنة مع الفترة التي سبقت خلال الثلاثة عقود الماضية، بجانب مساهمتها في تغيير نمط الاستثمار لدى الأميركيين. كما ساعدت تقنية التفتيت المائي “الهيدروليكي”، على تدفق المال من خطوط أنابيب النفط والغاز. وأضاف المستثمرون منذ 2012، أكثر من 2,3 مليار دولار لصندوق الطاقة المختارة، الذي يعمل على رصد حركة شركات النفط والغاز، بينما قاموا في نفس الوقت بسحب نحو 32,5 مليار دولار من محفظة بورشيرس للطاقة النظيفة، أكبر صندوق للتداول مرتبط بأسهم الطاقة المتجددة.
ويقول بروس جينكين جونز، المدير الإداري لمجموعة إمباكس لإدارة الأصول التي تشرف على نحو 4,2 مليار دولار في لندن :”ليس هناك أدنى شك في أن أموال المستثمرين تحركت من قطاع إلى آخر”. وفي حين اتجهت شركات الاستثمار لتبني عمليات التفتيت، تجاوز عدد المعارضين عدد المؤيدين لها. وصحيح أن طواحين الرياح ما زالت تنتشر بكثافة في السهول العظمى، بجانب انتشار ألواح الطاقة الشمسية على أسطح المنازل دون أن تستثني البيت الأبيض الأميركي نفسه، حيث زاد توليد أميركا للكهرباء من هذه المصادر، أكثر من أي وقت مضى.
لكن ومع ذلك، فقد تراجعت وتيرتها بشدة. كما تراجعت سعة الطاقة الشمسية والرياح مجتمعة، من 30% في 2012، إلى 9% في 2013. ولا يزال استخدام الوقود الأحفوري يرجح بكفة الطاقة المتجددة، حيث إن نصف السعة الجديدة من محطات الكهرباء المقدرة بنحو 6861 ميجا واط في أميركا خلال العام الماضي مولدة بالغاز، تكفي لتزويد ولاية ماساشوستس بالكهرباء حسبما ورد عن وزارة الطاقة الأميركية. كما أنها تفوق السعة الكلية المضافة من قبل الطاقة الشمسية والرياح والكتلة والمياه، بنسبة قدرها 25%.
أرسل تعليقك