انتقاد لمحدودية صلاحيات هيئة مكافحة الفساد في تونس
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

انتقاد لمحدودية صلاحيات هيئة مكافحة الفساد في تونس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - انتقاد لمحدودية صلاحيات هيئة مكافحة الفساد في تونس

رئيس هيئة مكافحة الفساد في تونس شوقي الطبيب
تونس - العرب اليوم

 انتقد رئيس هيئة مكافحة الفساد في تونس شوقي الطبيب عدم منح هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد صلاحيات موسعة أثناء مصادقة البرلمان التونسي على قانون إحداث هذا الهيكل الحكومي الجديد. وقال الطبيب، في تصريحات صحافية الجمعة، إن القانون الجديد يمثل “خيانة وتراجعا عن روح الدستور التونسي”.

وقالت أحلام الضيف أستاذة القانون الدستوري في الجامعة التونسية، في تصريحات لـ”العرب”، إن قانون إحداث الهيئة الجديدة “لا يخرق نص الدستور بل يخرق المنطق الدستوري”، مبينة أن الفكرة تتلخص في كون الهيئة الجديدة يجب أن تتوفر لها الصلاحيات الضرورية والكافية لأداء الوظيفة الموكولة إليها والتي تأسست من أجلها.

واستند الطبيب في موقفه إلى أحكام الفصل 122 من الدستور التونسي والذي ينص على أن “الهيئات الدستورية تعمل على دعم الديمقراطية، وعلى كافة مؤسسات الدولة تيسيرُ عملها”.

وقال الطبيب إن قانون هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد “أعطى للهيئة صلاحيات أقل من المرسوم المنظم للهيئة الحالية من جهة وأٌقل مما تضمنه مشروع قانون الحكومة في الغرض الذي يمثل حدا أدنى لما يمكن منحه للهيئة من جهة ثانية”.

وتابع أن “مشروع القانون منح الهيئة ضابطة عدلية مقيدة بإشراف ومراقبة قضائية سابقة لموظفي جهاز مكافحة الفساد”، دون أن تكون لهم أي سلطات أو صلاحيات.

وأشار الطبيب إلى أنه في ما يتعلق بالصلاحيات في مجال التقصي ستكون هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد نسخة ثانية من الشرطة الاقتصادية مدعومة بمركز دراسات وبحوث.

وصادق مجلس نواب الشعب في تونس الأربعاء، على مشروع القانون الأساسي المتعلق بهيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد. ووافق على القانون 116 نائبا بالبرلمان واعترض 10 نواب، فيما احتفظ 5 آخرون بأصواتهم.

ومررت الفصول الـ67 المكونة لمشروع القانون، بعد رفض تعديلات اقترحها أعضاء المجلس خاصة التي تتعلق بتوسيع صلاحيات الهيئة.

وأوضحت الضيف أن القانون إذا كان سيعطل هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد ويكبلها فإن وجودها باعتبارها هيئة دستورية لن تكون له الأهمية الكبرى وستكون فقط في إطار خطاب نظري يروج لإحياء الديمقراطية ومحاربة الفساد دون نتائج عملية على الأرض.

أحلام الضيف: لا استقلالية للهيئة إذا كانت مرتبطة بالسلطات الثلاث في كل مهمة

وأكدت الضيف على أهمية توفير الآليات والبرامج الضرورية لمكافحة الفساد والتصدي لانتشاره. ورأت الضيف أن “هناك تراجعا على مستوى منح الهيئة آليات لمحاربة الفساد”.

وتمكن الضابطة العدلية الجهاز الحكومي من صلاحيات أوسع للقيام بأعمال التفتيش والتحقيق وإيقاف الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم في أعمال فساد مالي أو إداري.

وقالت الضيف إن هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد يجب أن تتمتع بالاستقلالية اللازمة التي تجعلها غير تابعة لأي من السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية).

وأضافت “لا يمكن الحديث عن استقلالية الهيئة إذا كانت مرتبطة في كل وظيفة تقوم بها بأي سلطة أو جهاز حكومي آخر”، ومنها ضرورة الحصول على أذون قضائية مسبقا كي تتمكن من إنجاز مهمة معينة.

وفي وقت سابق، نشر الطبيب تدوينة على حسابه الخاص على موقع فيسبوك قال فيها إن “النواب أسقطوا الفصل 19 من المشروع الحكومي والذي أعطى لرئيس الهيئة ومجلسها صلاحيات الحجز والتفتيش في حالة التأكد الشديد على أن تتم إحالة أعمالهم لاحقا للنيابة في ظرف 24 ساعة”.

وعبر الطبيب عن مخاوف مردها أن الهيئة الدستورية ستكون استنساخا للشرطة العدلية من دون صلاحيات وآليات ناجعة تخول لها التحرك السريع والقدرة على مكافحة جريمة الفساد.

وطالب الطبيب رئيس حكومة الوحدة الوطنية يوسف الشاهد بمراجعة القانون الذي صادق عليه البرلمان من أجل ضمان إحداث هيئة مستقلة بصلاحيات هامة.

وأثارت مسألة التنصيص على الضابطة العدلية ضمن صلاحيات هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد جدلا منذ بدء مناقشة مشروع القانون الخاص بها داخل لجان مجلس نواب الشعب.

وبحسب معطيات هيئة مكافحة الفساد تمكنت تونس من تحصيل إيرادات بلغت قيمتها 1.5 مليار. وتشير تقارير محلية ودولية إلى تضاعف ظاهرة الفساد في تونس خاصة خلال السنوات التي تلت سقوط نظام الرئيسي التونسي الأسبق زين العابدين بن علي. وبسبب الفساد تخسر تونس سنويا حوالي (2) ملياريْ دينار.

ويرى شوقي الطبيب أن عدم منح هيئة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد صلاحيات الضابطة العدلية “تكشف رغبة في عرقلة عملها (الهيئة) خاصة من خلال رفض المجلس لسنوات منح الهيئة ميزانية دنيا فضلا عن امتناعه التوقيع على الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد”.

وقال الطبيب، في تصريحات إعلامية سابقة، إن جهود الحكومة وعمل هيئة مكافحة الفساد أضر بمصالح موظفين ومسؤولين وأحزاب.

وأعلنت الحكومة، في مايو الماضي، الحرب على الفساد. واعتقلت السلطات رجال أعمال وموظفين كبارا من الأمن والجمارك، لتورطهم في تهم فساد مالي وتهريب ومساس بأمن الدولة، ووضعت بعضهم تحت الإقامة الجبرية. واعتمدت الحكومة في حربها ضد الفساد على قانون الطوارئ.

كما تم تفعيل أعمال لجنة المصادرة من خلال مصادرة أملاك 13 من رجال الأعمال التونسيين ومن موظفي الجمارك ممن ثبت تحقيقهم لأرباح غير مشروعة جراء علاقاتهم بنظام بن علي وعائلته.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتقاد لمحدودية صلاحيات هيئة مكافحة الفساد في تونس انتقاد لمحدودية صلاحيات هيئة مكافحة الفساد في تونس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab