البرازيل لا تزال تجذب الاستثمارات الأجنبية بالرغم من الاضطرابات السياسية
آخر تحديث GMT06:59:02
 العرب اليوم -

البرازيل لا تزال تجذب الاستثمارات الأجنبية بالرغم من الاضطرابات السياسية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البرازيل لا تزال تجذب الاستثمارات الأجنبية بالرغم من الاضطرابات السياسية

متحف الغد الذي تم افتتاحه في ريو دي جانيرو
ريو دي جانيرو - العرب اليوم

قد يبدو فتح مقهى للذواقة في بلد يشهد اضطرابات اقتصادية وسياسية مشروعا محفوفا بالمخاطر، لكن مستثمرين كثيرين مثل الأسترالي دانكن هاي يؤكدون أن الاستثمار في البرازيل يستحق العناء.

فقد عمل هذا المقاول البالغ من العمر 44 عاما جاهدا كي يفتح في خلال بضعة أيام لا غير مقهى "كرافت كافيه" المخصص لأنواع القهوة العالية الجودة في حي إيبانيما الراقي والسياحي في ريو دي جانيرو.

وبالرغم من تدهور الوضع السياسي وتفاقم الانكماش الاقتصادي، ما يقلق رجل الأعمال هذا هو ازدياد التكاليف والبيروقراطية المنتشرة فضلا عن إخلال مزودي الخدمات بتعهداتهم.

ويقول هاي لوكالة فرانس برس "كلفني الأمر ضعف تقديراتي. وقيل لي إن هذا طبيعي في البرازيل، فكل التكاليف تتضاعف".

ويعزى ذلك خصوصا إلى البيروقراطية المنتشرة في المؤسسات والفساد المستشري فيها والضرائب المرتفعة في سابع قوة اقتصادية في العالم تحتل المرتبة 116 في تصنيف البلدان الجاذبة للاستثمارات، بحسب البنك الدولي.

غير أن دانكن هاي هو من هؤلاء المستثمرين الأجانب الذين لم يفقدوا الأمل بعد في البرازيل، فإن الأجانب هم في الواقع أكثر ميولا إلى الاستثمار في هذا البلد الأميركي الجنوبي من البرازيليين أنفسهم.

وقد تراجعت عمليات الاستحواذ والاندماج بين الشركات البرازيلية بنسبة 23 % في خلال أول تسعة أشهر من العام 2015، بالمقارنة مع العام السابق، في حين ازدادت العقود الأجنبية بنسبة 3 % لتتخطى تلك المحلية.

وهذه الصعوبات لم تسلب من البرازيل قدرتها الكبيرة على جذب المشاريع بفضل اقتصادها المتنوع وسكانها البالغ عددهم 204 ملايين نسمة وطبقتها الوسطى المتنامية.

وبالرغم من تراجع الاستثمارات الخارجية، تبقى البرازيل البلد الذي يتلقى أكبر نسبة من الاستثمارات الخارجية المباشرة في المنطقة، بحسب مصرف "سانتاندر".

ويعتبر أندريه بيرفيتو كبار خبراء الاقتصاد في "غرادوال إنفستيمنتوس" أن الأزمة الاقتصادية تتيح فرصة حقيقية في سوق رئيسية"، لا سيما بالنسبة إلى الأجانب الذين يحصلون على العملة البرازيلية بأسعار منخفضة. فقد تراجعت قيمة الريـال البرازيلي ثلاث مرات هذه السنة مقابل الدولار.

يناهز استثمار المقاول الأسترالي 187 ألف دولار وهو ليس سوى نسبة بسيطة في اقتصاد يبلغ حجمه 2300 مليار دولار، لكن مشروعه هو خير مثال على توافد المستثمرين الأجانب إلى البلاد.

فقد صرف هاي في شباط/فبراير من شركة "شلومبرغر" النفطية وهو لم يكن يريد مغادرة البلاد فحاول إيجاد حل بديل.

وصحيح أن البرازيل هي أول منتج عالمي للقهوة، غير أنه من النادر إيجاد مقهى يقدم قهوة عالية النوعية في ريو.

ويؤكد هاي أن "مذاق القهوة هنا يشبه الفحم الممزوج بالمياه".

وهو استأجر مقهى يتسع لخمسة عشر شخصا ودرس طريقة تحميص القهوة وتحضيرها وأعد وجبات سليمة وخفيفة تختلف عن تلك المقدمة في مقاهي ريو الأخرى.

لكن المقاول لم ينج من شر المعاملات المعقدة "على الطريقة البرازيلية". وكانت هذه المعاملات لتستغرق أربعة أيام في الولايات المتحدة، بحسب البنك الدولي، أو حتى 30 يوما في الصين، لكن إنجازها تطلب أربعة أشهر في البرازيل.

فقد سرقت معداته واضطر إلى اللجوء إلى خدمات العاملين في السوق السوداء وصرف موظفا ضاعف سعر آلات القهوة، فخسر بالتالي رأسماله وتراجع عن فكرة فتح محلين آخرين.

ولا بد له من أن يواجه بعد زيارة المفتشين الذين يصفهم بـ"رجال المافيا".

لكن البرازيل لا تزال تقدم منافع كبيرة للمستثمرين فيها، لا سيما في مجال صناعة القهوة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرازيل لا تزال تجذب الاستثمارات الأجنبية بالرغم من الاضطرابات السياسية البرازيل لا تزال تجذب الاستثمارات الأجنبية بالرغم من الاضطرابات السياسية



GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab