بغداد - نجلاء الطائي
اكتست محافظة نينوي "السواد"، بعد اعلان تنظيم "داعش" المتمركز في المدينة، عن إعدام ما يقارب 2070 عراقيًا من أهالي المحافظة من دون معرفة الأسباب التي دعت التنظيم إلى هذا الفعل الاجرامي، في حين أوضح رئيس مجلس محافظة الموصل عدم معرفته التفاصيل، مبررًا ذلك التجاهل إلى قطع جميع الاتصالات مع المحافظة منذ أشهر.
وأكد رئيس مجلس محافظة نينوى بشار الكيكي لـ"العرب اليوم"، أنّ "داعش" أعلن عن إعدام ما يقارب 2070 مواطنًا موصلي، لافتًا إلى نشر أسماء المعدومين وإصدار أمر من دائرة الطب العدلي في الموصل لإصدار شهادات الوفاة من دون تسليم جثث الضحايا إلى ذويهم.
وأضاف الكيكي، أنّ الموصل جميعها في عزاء من دون أموات؛ لأن جثث الغالبية العظمى من الأسماء التي نشرها التنظيم ليست موجودة، مؤكدًا أنّ العوائل في المحافظة تعيش حالة رعب لأن التنظيمات المتطرفة اكتفت في نشر اسمه فقط من دون الاشارة إلى اسم الأب أو الأم في قائمة معلقة على حائط "قذر" تجّمع عليه الذباب.
وأبرز أنّ هويات الاشخاص المعدومين لم تعرف بعد؛ لكن شهود عيان في نينوي، أكدوا أنّ التنظيم أعدم رجال شرطة وضباط سابقين وشيوخ عشائر ومواطنين يتهمهم في التعاون مع الحكومة أو مخالفة تعاليمه الصارمة، ودعا أهالي المحافظة إلى التحلي بالصبر والتعاون مع القوات الأمنية عند البدء في تحرير المحافظة من التنظيمات المتطرفة والوقوف جنبا إلى جنب مع الحكومة المحلية والابتعاد عن مواقع التنظيم ومقراته.
وبين أن الحكومة المركزية ومن خلال التنسيق مع الحكومات المحلية أعدت إذاعة جديدة ستبدأ بثها قريبًا؛ لنقل الأخبار والأحداث ومتابعة الموقف في المدينة، فضلًا عن حث السكان على متابعة الإذاعة لتلقي التعليمات في شأن عملية الموصل، مشيرًا إلى تشكيلات مسلحة باسم "الحشد الوطني" وتتألف في غالبيتها من سكان محافظة نينوي تكون مساندة مع بدء أول عملية عسكرية تنفذها القوات الأمنية ضد "داعش" في المحافظة.
ولفتت عدد من الشخصيات العشائرية والاجتماعية في محافظة نينوي تعاونهم مع جميع الأطراف بغية الوصول إلى الطريقة الإيجابية؛ للتخلص من التنظيمات المتطرفة من دون إلحاق الأذى في المواطن الموصلي.
وبينت الناشطة سهى عودة، من أهالي الموصل، أن تلك الارقام ستضاف إلى الأرقام السابقة التي يجب أن يحاسب عليها الحكومات السابقة، معلنة عن موافقة أهالي الموصل على أي جهة خارجية تتبنى قضيتهم لأن الحكومة المركزية عدَّت كل اهالي نينوي من ضمن التنظيمات المتطرفة، مضيفة أنّ "المواطن المنتمي إلى هذا الوطن من يسدد بدمه وماله وعرضه ومستقبل أطفاله، مبينة أنّه ليس لدينا سوى الترحم على الشباب التي قتلت في دم بارد بيد أهالها من الحكومة تارة وتلك التنظيمات تارة ثانية".
بدوره، أكد المحامي صالح الياس، أنّ ما يحصل في نينوي، حرب إبادة ضد جميع مظاهر الحياة والانسانية لأن "داعش" استهدف الانسان والحضارة والتاريخ فضلًا عن تدميره للجوامع والأماكن المقدسة من دون النظر إلى تسمياتها، منوها إلى أنّ الأهالي هناك ينتظرون التنسيق مع الحكومة الاتحادية والجيش للبدء في انطلاق العمليات العسكرية حتى يكون لهم دور في تحقيق النصر كونهم اولى لهذا الشرف الكبير.
واحتل تنظيم "داعش" مدينة الموصل الشمالية عاصمة محافظة نينوي، ثاني أكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد حيث يسكنها حوالي ثلاثة ملايين نسمة في العاشر من حزيران/يونيو من العام الماضي، أمام انهيار القوات الأمنية في المحافظة وهروب قادتها أمام تقدم التنظيم الذي تمدد إلى مناطق أخرى احتلها في محافظات ديالى (شرق) وكركوك (شمال) وصلاح الدين والانبار (غرب).
أرسل تعليقك