الرياض – العرب اليوم
كشف محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية زياد الجهني أن ظاهرة النينو سجلت "3.1" درجة انحراف ورقماً قياسياً جديداً وقيماً متطرفة لم تسجلها من قبل، وتجاوزت بقدرة الله سنوات مقارنة بالأرقام السابقة. وقد كان الرقم لم يتجاوز "Super Nino
2.0c" من عام 72-73 ، 82-83 ، 88-89، 97-98 ميلادياً، وتعتبر الآن الأقوى خلال أكثر من 60 عاماً مضت حسب الأرشيف المناخي للطقس. وقد كانت التوقعات مبنية على تحليل مناخي (ستصبح الأقوى تاريخياً)، وانفردت بها "سبق" في التقرير الماضي قبل ثلاثة أشهر، والآن أصبحت حقيقة بفضل الله.
وأوضح "الجهني" أن الوكالات العالمية تحذر، والعالم يترقب، ولا يزال يقبع تحت وطأة تأثيرات النينو العنيفة بقدرة الله. فما زالت ظواهر الفيضانات وحبات البرد الضخمة والأعاصير القمعية ودرجات الحرارة المتطرفة والبرودة المتطرفة أيضاً تسجل حول العالم بشكل غير مسبوق؛ إذ سجل عامنا الحالي 2015 الأشد حرارة على مدى التاريخ، وكذلك ولادة إعصار باتريشيا أقوى إعصار تاريخياً، وإعصار شابالا وميج أول إعصارين يصلان لخليج عدن واليمن، وغيرها من الأحداث كثير.
وأضاف: كما ذكرنا في تقارير سابقة، هناك مدن عربية وأخرى غربية تأثرت بتبعات هذه الظاهرة العالمية، وستزداد قوة المؤثرات خلال الفترة القادمة، وسنسجل بإذن الله في شتاء هذا العام أموراً لم نعهدها على مستوى العالم عامة، والجزيرة خاصة؛ لأن تأثيرها الحقيقي يكون شتاء وربيعاً أكثر منه في الصيف والخريف؛ وذلك لاتساع دائرة القطب، وعبور الكتل الباردة من مناطق قريبة من الجزيرة؛ لذلك الأمطار الغزيرة خلال الفترات القادمة - بإذن الله – حاضرة؛ فلا تزال منظومة المناخ تتأثر بقوة من تبعات النينو المتطرفة، التي ما زالت تسجل قيماً أعلى وأعلى؛ لذلك نبهنا في أول تقرير عن تأثيرات النينو، وشاهد الجميع بعضاً منها، حتى في أمطار جدة الماضية وصل معدل الهطول في بعض الأماكن لـ70 مل بقدرة الله رغم ضعف بعض المعطيات عليها.. وحذرنا في مقالنا الماضي من أن كارثة جدة قد تتكرر متأثرة باشتداد ظاهرة النينو، وحصل ما كان متوقعاً، والآن نعيد التنبيه للقادم على كامل المنطقة، الذي قد يكون بقوة أكبر، ونتمنى أن يؤخذ الأمر على محمل الجد.
وأشار: بإذن الله سنشهد هذا الأسبوع حالة عدم استقرار جميلة وشاملة، تغطي أغلب دول الخليج العربي، وتتركز قوتها على قطر والبحرين والكويت وأجزاء من الإمارات والمنطقة الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية والوسطى وحائل والقصيم من السعودية، وتشمل بشكل خفيف إلى متوسط وسط الغربية والجنوبية الغربية.
وبيّن "الجهني" أن سببها بعد مشيئة الله تعمق منخفض حركي مصحوب بكتلة باردة داخل الجزيرة العربية في وضعية مميزة جداً، ونادراً ما تحدث في الخريف، تحتضن فيها الجزيرة كتلة باردة لتستقر فيها، ويتوقع أن تكون أمطارها ديمية (الديم) قليلة البرق والرعد نتيجة ارتفاع الضغوط السطحية؛ ما يضعف البناء الرأسي للسحب؛ فتنشأ السحب الطبقية غزيرة المطر، وتستمر بإذن الله لساعات. وتتميز هذه السحب بتغطية مناطق كبيرة بالأمطار. وستُصحب الحالة بسحب البَرَد (النفيض) والضباب بإذن الله.
ولفت "الجهني" إلى أن قوة الحالة وغزارتها يوم الثلاثاء حتى الخميس بإذن الله؛ لذلك يشمل التنبيه الساحل الشرقي كاملاً والرياض وما وقع إلى الشرق نحو الأحساء، أو الجنوب باتجاه الخرج، وشرق القصيم. والتحذير بشكل خاص لمثلث حفر الباطن-رفحاء-الخفجي وما حوله.
أرسل تعليقك