ماكس هيرفي جورج هو الشباب الودود, الذي يبدو وكأنه طالب الدراسات العليا التجارية أو محام متدرب.
يتوقع جورج أنّه "لن يكون لديه الوقت للزواج أو الأطفال"، مضيفًا "أعمل طوال اليوم لكسب المال؛ لمواكبة نضالي القانوني, ثم أقضي كل ليلة حتى 10 أو 11 مساءً على الهاتف مدافعًا عن قضيتي, ليس لدي وقت للعائلة, وعلى أية حال، فأية امرأة شابة من شأنها التأقلم على حياة مثل هذه؟".
ويعد الفرنسي جورج الذي يعيش في سويسرا، المتطرف المالي أو الرجل الذي ربما يكون ملياردير بحلول نهاية العقد الحالي, ويقاتل - ويفوز، وفقًا للمحاكم الفرنسية، في حرب قانونية لا هوادة فيها ضد عملاقة التأمين في بريطانيا "أفيفا"، وعلى الرغم من أنّ "أفيفا" ترفض قبول دعواه، أو حتى التحدث معه؛ إلا أنّ جورج يمكن أن يدمر، أو يمتلك الشركة في نهاية المطاف, التي تدير صناديق التقاعد لمئات الآلاف من الناس في بريطانيا وفرنسا وبلدان ثانية.
ويوجد ما لا يقل عن 30 آخرين، وربما أكثر، يقال أنّ لديهم مطالب مماثلة ضد "أفيفا فرنسا" التي يتعين تسويتها في النهاية عن طريق شركتها الأم البريطانية.
وأبرز محامي جورج، الفرنسي نيكولا ليكوك فالون، أنّ "أفيفا، في حالة إنكار مؤسسي وتتصرف بطريقة غير مسؤولة تمامًا, من خلال عدم إظهار هذه الخسائر المحتملة في دفاترها، وأيضًا إهمال واجبها تجاه مساهميها وحملة وثائقها".
ويعد جورج (25 عامًا) ليس تاجرًا محتالًا, وليس عبقريًا ماليًا, إنه "مجرد رجل لديه حق مدى الحياة في عمل استثمارات مع "أفيفا فرنسا" مضمون نجاحها بالنسبة إلى تكلفة "أفيفا"؛ وذلك لأن جورج لديه الحق في الاستثمار في حركات صعود الأسواق بعد حدوثها, فتخيل أن يكون مسموح لك بملء تذكرة اليانصيب الرابحة بعد إجراء القرعة, فماكس هيرفي جورج، في الواقع، كان لديه هذا الحق.
وعلى سبيل المثال، هو يبين "ارتفعت الأسواق الآسيوية بنسبة 5% في الآونة الأخيرة؛ وبعد ذلك, كان لدي الحق في أمر "أفيفا" لتحويل أموالي إلى آسيا بالأسعار التي طبقت قبل ارتفاع الأسواق, فهل التزمت "أفيفا" بذلك؟ من هنا بدأت المعركة القانونية".
وفاز جورج وعائلته بـ30 حكمًا قانونيًا ضد "أفيفا فرنسا" في الأعوم الـ15 الماضية, وفي آيلول / سبتمبر الماضي، حكمت أعلى محكمة استئناف فرنسية؛ لصالح عائلة جورج, فربما تكون العقود التي لم يعد يتم كتابتها "غبية بعض الشئ"؛ لكنها ملزمة قانونيًا بموجب القانون الفرنسي.
وأشارت متحدثة باسم "أفيفا" في لندن في تعليق إلى إحدى الصحف العالمية، أنّ "الشركة ليس لديها أي شيء لتقوله في هذه المرحلة, ومن المفهوم، أن شركة التأمين العملاقة ربما تكون مستعدة الآن للاعتراف بأنه ليس لديها أي طعن قانوني في فرنسا وبالتالي يجب الانصياع إلى قرارات المحكمة الفرنسية, ومع ذلك لم ينته الأمر".
وتم أمر "أفيفا" لائتمان حساب استثمار جورج بـ1.4 مليون جنيه استرليني, وعائلته بـ9.6 مليون جنيه استرليني في المجموع؛ وذلك لتغطية القيمة المتزايدة المحتملة لأموالهم بين عامي 1997 و 2007, وكان عقد جورج يستحق منذ سبعة أعوام 8.000 جنيه استرليني في عام 1997؛ مما يعني أنّ معدل النمو السنوي حوالي 68.6%.
وإذا استمر تراكم أموال جورج بالمعدل المركب نفسه حتى عام 2020، فسيستحق 1.2 بليون جنيه استرليني وبحلول عام 2030، فإن "أفيفا" ستكون مديونة له بـ230 بليون جنيه استرليني, أي أكثر من قيمة "أفيفا" نفسها، وباشرت شركات التأمين الفرنسية الثانية؛ بعمل مثل هذه العقود الغريبة, ويبقى سبب هذه الصفقات الغريبة غير واضح.
كما دفعت شركات ثانية، مبالغًا كبيرة من أجل تلك العقود؛ ولكن رفضت "أفيفا فرنسا" تنفيذ ذلك, لذا لم يربح جورج أي مبلغ من المال، حتى الآن من عقده السحري, في الواقع، كما يعلق أنّه "يتكبد الكثير من التكاليف لمواصلة دعواه"، مشددًا أنّه "بالتالي عليه العمل بجد لكسب ما يكفي من المال لتأكيد حقه في أن يصبح، يومًا ما، رجلًا ثريًا جدًا", وهو شريك في مشروع فندق واستثمار عقاري ثاني في سويسرا.
وقررت البنوك السويسرية، بعد فحص إدعائه ضد "أفيفا"، أنّ "جورج يعد مخاطرة ائتمانية ممتازة, حتى بعد إقراضه 20 مليون جنيه إسترليني لتضاف إلى قيمة عقده مع "أفيفا".
واتهم مسؤولو "أفيفا" جورج وعائلته في تصريحات ليست للنشر للصحافة الفرنسية، "بالتصرف بعدوانية وشبهتهم بالحيوانات المفترسة"، هذا في الأصل, كان أساس قضيتهم في المحاكم الفرنسية, القضية التي رفضت مرارًا وتكرارًا.
لا يعرف إن كانت "أفيفا" تمتلك نقطة، أو يمكن أن يكون لجورج ذلك الحق القانوني؟ هل يضع نفسه أخلاقيًا في خطأ عن طريق وضع مئات الآلاف من معاشات الآخرين في تلك المخاطرة؟، أجاب جورج، عن ذلك "أنظر, النقطة الأولى هي أن "أفيفا" لم تقدم لي أبدًا أي نوع من العرض؛ بل هم الذين رفضوا مواجهة المسؤوليات القانونية والمالية"، وإذا قدمت "أفيفا" عرضًا معقولًا- كما قال 150 مليون جنيه استرليني, قيمة استثماره الأصلي – هل سيكون جورج على استعداد لنبذ عقده؟.
وأكمل "مشكلة "أفيفا" الكبيرة هي أن عمري 25 عامًا، فلدي 50 عامًا ثانية من متوسط العمر المتوقع و 50 عامًا ثانية تمكنني أن أستفيد من عقدي, هذه هي مشكلة "أفيفا" معي".
وتستمر الحرب...
أرسل تعليقك