تحت الرعاية الكريمة لحضرة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، احتفلت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" مساء اليوم بالسنوية الثالثة للبرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة "ترشيد".
وجاء الحفل الذي أقيم بدعم وتوجيه معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وبحضور سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، تتويجا لجهود برنامج "ترشيد" الذي يعنى بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه ورفع كفاءة استخدامهما وتعريف الجمهور بالطرق والأساليب التي من شأنها أن تسهم في الحد من الهدر.
وتهدف "كهرماء" خلال السنوات الخمس القادمة إلى إرساء نماذج يحتذى بها في مجال الترشيد والاستدامة البيئية وتنفيذها في جميع قطاعات الدولة مع تطبيقها في الأماكن الأعلى استهلاكاً تحقيقاً لأعلى تأثير وفق أسلوب علمي وفني مميز، من خلال مجموعة من المشاريع كمشروع رفع قيمة معامل القدرة في قطاعات الدولة ابتداء من القطاع الصناعي وكبار المستهلكين ووقف استيراد المصابيح عالية التوهج واستبدالها بالمصابيح الموفرة للطاقة.
وتم خلال الحفل تكريم الفائزين بالمراكز الأولى في مسابقة القصة القصيرة التي تم تخصيصها للمدارس بالإضافة إلى الفائزين في مسابقة تصميم إعلان والمخصصة للجامعات بالإضافة إلى مسابقة المباني المرشدة ومبادرة الطاقة المتجددة التي تهدف إلى تشجيع جميع قطاعات الدولة بما فيها القطاع السكني والأفراد لتقديم أفضل مبادرة في الطاقة المتجددة بهدف تشجيع كفاءة استخدام الطاقة والترشيد في الموارد الحيوية للدولة من كهرباء ومياه واستدامتها للأجيال القادمة.
وتم تقييم المباني من خلال فريق من الخبراء الفنيين وفق معايير تحكيمية محددة تراعي كفاءة الاستهلاك وتقلل من تكاليف التشغيل والصيانة للمباني مع توفير بيئة حياة أفضل لساكنيها خالية من الانبعاثات الضارة، كما تم تكريم الفائزين في مسابقة القصة القصيرة للمدارس.
كما كرمت المؤسسة كذلك عددا من المؤسسات على دعمها ومساندتها لحملة "ترشيد" منذ انطلاقها سواء من خلال توقيع مذكرات التفاهم أو الدعم المجتمعي أو المشاركة العلمية والبحثية التي تستند إليها جميع مبادرات ترشيد.
خفض معدل استهلاك الماء والكهرباء
وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، أن البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة "ترشيد" تمكن منذ بدايته قبل ثلاثة سنوات من تحقيق وفر مالي يقدر بحوالي 600 مليون ريال قطري بنهاية عام 2014.
وأضاف سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة خلال كلمته التي ألقاها باحتفال المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء " كهرماء " مساء اليوم بالسنوية الثالثة لـ "ترشيد"، أنه تمكن من خفض معدل استهلاك الفرد من الكهرباء بنسبة 11 بالمائة وبنسبة مماثلة في استهلاك المياه منذ تدشينه في 2012، وهو ما يعني خفض انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بحوالي مليون و800 ألف طن.
ونوه بأن جهود قطر في الترشيد وكفاءة الطاقة لا تتركز على خفض الاستهلاك فقط بل تولي اهتماما بالغا للطاقة البديلة وإعادة استخدام المياه كوسيلة لتحقيق الاستدامة والمحافظة على البيئة، مضيفا أن كهرماء من خلال التعاون مع كافة القطاعات الحكومية والخاصة تعمل على جعل الطاقة الشمسية جزءا من مصادر الطاقة.
وأشار إلى أنه تتم حاليا دراسة تشجيع هذه القطاعات في الاستفادة من المساحات الموجودة لديها لإنتاج الطاقة بواسطة الألواح الشمسية وشراء "كهرماء" لما يتم إنتاجه من طاقة بأسعار تشجيعية كما تتم أيضا دراسة إمكانية استغلال الرياح لتوليد الطاقة بدولة قطر.
وأكد سعادة وزير الطاقة والصناعة على أن هذا النجاح يدفع كلا من المواطنين والمقيمين في قطر إلى الاستمرار بالتعاون في ترشيد استهلاك الكهرباء والماء، معتبراً ذلك مسؤولية أخلاقية ووطنية ودينية لابديل عنها في سبيل المحافظة على المصادر الدولة الطبيعية وضمان استدامتها حاليا وللأجيال في المستقبل.
كما هنأ سعادته جميع العاملين على البرنامج في كهرماء وغيرها من الدوائر والمؤسسات على ما حققوه من نجاح خلال الأعوام الثلاثة الماضية في المحافظة على موارد البلاد من الطاقة والمياه وحمايتها من أجل مستقبل الأجيال القادمة.
كما أشاد بالدور الفاعل لكهرماء في العمل على استدامة خدمتي الكهرباء والماء بالدولة، وبالتطور النوعي بمراكز الخدمة والتحسين المستمر للخدمات المقدمة والتجاوب مع احتياجات المشتركين من أجل مستقبل أكثر تطورا، مشيدا في الوقت نفسه بدور اللجنة الدائمة للموارد المائية في إقرار اعتماد المياه المعالجة كمصدر رئيسي لأنظمة التبريد العاملة بالمياه بالدولة وكبديل للمياه المحلاة في كثير من التطبيقات الانشائية والصناعية والزراعة التجميلية.
تجسيد رؤية قطر الوطنية
واعتبر سعادة وزير الطاقة والصناعة في كلمته بالاحتفال بالسنوية الثالثة لبرنامج ترشيد أن البرنامج هو تجسيد لرؤية قطر الوطنية التي تهدف لترسيخ دعائم التنمية الشاملة والمستدامة في ظل اقتصاد قوي وحر وعناصر بشرية فاعلة ومستنيرة.
وأشار أن العالم يواجه تحديات نتيجة للطفرة الهائلة والسريعة التي يشهدها منذ الثورة الصناعية بالإضافة إلى التلوث وشح المياه والذي اعتبره أهم التحديات البيئية التي تواجه العالم.
وأضاف، أن الطلب على المياه حول العام بلغ مستويات كبيرة وغير مسبوقة لدرجة تهدد ديمومتها وتنذر بنقص حاد في مواردها وهو ما دفع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد في دافوس قبل أسابيع قلية للتحذير من أن أزمة المياه هي الخطر الأكبر الذي يواجه الحضارة الانسانية.
وتابع أن عام 2014 كان الأكثر سخونة حيث سجلت فيه أعلى درجات الحرارة على الاطلاق فبحسب تقرير للبنك الدولي فقد ارتفعت درجة حرارة كوكب الأرض ما يقرب من درجة مئوية واحدة.
وأوضح أن إحصاءات الأمم المتحدة لعام 2014 أشارت إلى أن أكثر من 780 مليون إنسان يفتقدون موارد المياه الصالحة للشرب كما أن أكثر من مليار و400 مليون إنسان حول العالم محرومون من الكهرباء في وقت يتوقع فيه وصول عدد سكان الأرض إلى 8 مليارات بحلول 2030.
ونوه بأن إدراك قطر لتلك الحقائق هو الذي خلف رغبة وإرادة لمواجهة هذا التحدي والانتقال نحو ترسيخ ممارسات تساهم بتحسن فرص مستقبل أفضل في الوقت الحالي والأجيال القادمة.
العناية القصوى بثروات البلاد
من جانبه، قال المهندس عيسى بن هلال الكواري رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء "كهرماء" خلال كلمته بالاحتفال بالسنوية الثالثة لبرنامج "ترشيد"، إن انطلاق برنامج ترشيد في يوم الأرض، الذي يواكب الثاني والعشرين من أبريل من كل عام يعكس العناية القصوى بثروات البلاد ومواردها وضمان استدامتها دون تأثير على البيئة في جميع المشاريع المقامة كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
كما أكد حرص "كهرماء" على توفير الاحتياجات المتزايدة من الكهرباء والمياه من خلال تبني وسائل ترعى كافة الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية. فنحن متمسكون بمبادئ تحقيق الاستدامة عند تلبية متطلباتنا الحالية والمستقبلية.
وأوضح، أن كهرماء متمثلة بالبرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة "ترشيد" قامت بتنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية في مجال ترشيد استهلاك المياه والكهرباء وتحسين كفاءة استخدامهما وبرامج التوعية المجتمعية في المدارس والمساجد والحملات الإعلامية المنظمة لجميع القطاعات والفئات المستهدفة باستخدام أكثر من سبع لغات وتطبيق قانون ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه وتطوير واستحداث المواصفات الخاصة بالترشيد وكفاءة استخدام الطاقة وإعادة استخدام المياه.
ونوه الكواري بنجاح البرنامج بالتعاون مع وزارة البيئة في وضع المقاييس القطرية لأجهزة التكييف ونظام لتقييم كفاءة أدائها مما من شأنه منع أجهزة التكييف ذات الكفاءة المتدنية من دخول البلاد والمساهمة في خفض معدل استهلاك الكهرباء بحوالي 946 جيجاواط/ساعة في عام2017 وهو ما يمثل 12% من معدل استهلاك الطاقة الكهربائية، وكذلك التخلص التدريجي من المصابيح الحرارية غير الموفرة مما يحقق خفضا في استهلاك كهرباء الإضاءة بحوالي 555 جيجاواط/ ساعة وبنسبة تصل إلى 20% بحلول عام 2017.
وأوضح، أنه تم التعاون مع وزارة البلدية والتخطيط العمراني لإقرار العزل الحراري الكامل للمباني كقانون في البناء، كما يتم التطبيق الفاعل لقانون ترشيد استهلاك الكهرباء والماء وتغريم المخالفين من خلال المسح الميداني للوحدات الصناعية والمنشآت التجارية والسكنية حيث وصلت المخالفات لنحو 15 ألف حالة خلال عام 2014.
وكشف أنه من خلال برنامج "ترشيد" فإن عام 2015 سوف يشهد استغلال مسطحات محطات كهرماء وخزانات المياه غير المستغلة لتوليد الطاقة الشمسية لتلبية الاحمال الخاصة بجدوى اقتصادية وذلك للمساهمة في تحقيق رؤية قطر الوطنية في المحافظة على الموارد التقليدية مع الحفاظ على البيئة.
واعتبر الكواري أن تبادل الخبرات وجلب المعرفة من العناصر التي انتهجتها كهرماء في إدارة برنامج ترشيد وذلك من خلال توقيع أكثر من 42 من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع مجموعة من بيوت الخبرة المتخصصة في هذا المجال، مؤكدا أن الشراكات المحلية مع الوزارات والهيئات والشركات الحكومية والخاصة ومراكز البحث العلمي مثلت ركيزة اساسية نحو نجاح هذا البرنامج الوطني، ومضيفا أن المرحلة القادمة تتطلب استمرارا في البذل والعطاء وتعاون الجميع معنا لتحقيق أهدافه في خفض 35% من استهلاك الفرد من المياه و20% من استهلاك الفرد من الكهرباء بحلول 2017.
أرسل تعليقك