تدور معارك عنيفة الخميس في مصفاة بيجي، كبرى مصافي النفط العراقية، بين القوات الامنية وتنظيم داعش الذي شن هجوما متجددا في المصفاة التي يسيطر على اجزاء منها، بحسب مصادر عسكرية.
وتأتي المعارك غداة تحذير الولايات المتحدة التي تقود تحالفا دوليا يشن ضربات جوية ضد التنظيم، من ان المصفاة تتعرض لتهديد متزايد من الجهاديين الذين يسيطرون على مساحات واسعة في العراق منذ أشهر.
وافاد ضابط في الجيش العراقي برتبة لواء وكالة فرانس برس عن "اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الامنية وعناصر داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) في مصفاة بيجي اليوم".
واوضح ان الجهاديين "شنوا هجوما عنيفا فجر اليوم على القطعات العسكرية" المتواجدة في المصفاة، والتي حاصرها التنظيم لاشهر منذ سيطرته على هجومه الكاسح في شمال العراق وغربه في حزيران/يونيو.
اضاف ان معركة المصفاة "اختبار حقيقي للقوات العراقية، بل هي من اعقد المعارك".
ونجحت القوات العراقية في تشرين الثاني/نوفمبر من فك الحصار عن المصفاة الواقعة على مسافة نحو 200 كلم شمال بغداد.
الا ان التنظيم عاود هجماته في نيسان/ابريل وسيطر على اجزاء من المصفاة، بحسب مصادر امنية. وعلى رغم اعلان التحالف الدولي في 19 نيسان/ابريل ان القوات الامنية، مدعومة بضربات جوية من طيرانه، استعادت السيطرة على المصفاة، الا ان التنظيم اقتحمها مجددا، معتمدا بشكل اساسي على الهجمات الانتحارية.
واعلن التنظيم المتطرف في نشرة "اذاعة البيان" التابعة له الخميس، عن تنفيذ مقاتليه عمليتين انتحاريتين الاربعاء، احداهما داخل المصفاة واخرى الى الجنوب الغربي منها.
وقال اللواء في الجيش العراقي "الارهابيون الذين اقتحموا (المصفاة) منذ ثلاثة اسابيع يتحصنون في الابنية وهم انتحاريون لا يغادرونها الا جثثا"، مشيرا الى ان القوات العراقية تواجه "صعوبة في ملاحقتهم، فهم ينتشرون في الابنية وقرب الانابيب ويشعلون الخزانات".
واشار الضابط الى تواجد قوات من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الارهاب وفصائل شيعية مسلحة موالية للحكومة، داخل المصفاة ذات المساحة الشاسعة.
وبحسب بيانات القيادة المشتركة للتحالف، نفذت مقاتلاته 28 غارة جوية منذ مطلع ايار/مايو في بيجي ومحيطها، آخرها ست غارات بين الساعة الثامنة (0500 تغ) صباح الاربعاء والثامنة صباح الخميس.
وحذرت واشنطن الاربعاء من الخطر الذي يتهدد المصفاة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركي ستيفين وارن للصحافيين ان "العدو دخل الى مصفاة بيجي، ويسيطر على اجزاء منها".
اضاف "من الصعب القول كيف ستتطور الامور" ووصف القتال بانه "شرس".
وتقع بيجي على الطريق بين بغداد والموصل، كبرى مدن شمال البلاد واولى المناطق التي سقطت في يد الجهاديين في هجوم حزيران/يونيو. ويرى المسؤولون الاميركيون ان المعارك في بيجي وميحطها، مرتبطة بشكل كبير باي عملية لاستعادة الموصل مستقبلا.
وقال وارن "بيجي هي طريق للوصول الى الموصل، ولذلك فسيكون من الصعب السيطرة على الموصل بدون بيجي، بل انه مستحيل".
وكانت المصفاة تنتج في السابق نحو 300 الف برميل يوميا من المشتقات النفطية، ما كان يلبي نحو نصف حاجة العراق. الا انها توقفت عن العمل منذ اشهر، وتعرض العديد من منشآتها للدمار بسبب المعارك والقصف.
وقال فوزي محسن، وهو مقاتل في احد الفصائل الشيعية المشاركة في المعارك قرب بيجي، لمصور فرانس برس الاربعاء في المكان "داعش حرقوا مصفاة بيجي"، التي يمكن رؤية دخان اسود كثيفا يتصاعد منها.
اضاف "قطعاتنا تقدمت، وحاليا كل يوم نتقدم بين 700 و800 متر".
واشار المصدر العسكري الى ان القوات المتواجدة داخل المصفاة تحقق بعض التقدم خلال النهار، بدعم من ضربات التحالف وطيران الجيش العراقي، لتعود الافضلية الى الجهاديين خلال الليل ومطلع الفجر.
واوضح اللواء ان نحو 250 عنصرا من القوات العراقية والفصائل الموالية لها يتواجدون داخل المصفاة، ويتلقون يوميا مساعدات من الجو تقدر بنحو اربعة اطنان من الطعام والمياه والذخائر.
في المقابل، قدر الضابط عدد الجهاديين داخل المصفاة بنحو 230.
ا ف ب
أرسل تعليقك