المدينة المنورة – العرب اليوم
تشهد ظاهرة التسوّل في المدينة المنورة خلال شهر رمضان الكريم تزايدًا في أعداد المتسوّلين الذين ينتشرون عند إشارات المرور في جميع اتجاهاتها، وعلى الشوارع الرئيسة، وحول المنطقة المركزيَّة، وساحات المسجد النبوي الشريف، والأسواق الشعبيَّة، وعند المساجد ليلاً ونهارًا.. مستغلين عطف الناس ومشاعرهم الدينيَّة الطاغية، خصوصًا في هذا الشهر الكريم.
ولفت عدد من المواطنين إلى أن هناك عصابات من جنسيَّات مختلفة متخصصة في جلب متسوّلات للحرم النبوي عبر سيارات، واستبدالهن بأخريات لمواصلة نوبة التسوّل حتى الفجر وما بعده، في حين أشار علي بن غرم الله الغامدي مدير عام فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعيَّة للتنمية الاجتماعيَّة بمنطقة المدينة المنورة إلى انخفاض نسبة المتسوّلين خلال العامين الماضيين إلى 49%، وأضاف إنَّ التسوّل جريمة يعاقب عليها النظام، حيث يتم بالنسبة للمقبوض عليهم إحالة الوافدين لإدارة الوافدين، فيما تتم دراسة حالات المواطنين تمهيدًا لمساعدتهم.
وتحدث الدكتور أحمد بن عبد الجبار الشعبي الأستاذ المشارك بكلية الآداب والعلوم الإنسانيّة قسم الدراسات الإسلامية، التسوّل ظاهرة انتشرت على مستوى المدن الكبيرة حتى وصلت للمحافظات وعلى الطرق السريعة وعند أبواب المساجد، مشيرًا إلى أن هؤلاء المتسوّلين والمتسوّلات من الوافدين. ويرى الدكتور الشعبي أن الحل يكمن في عدم التصدق على هؤلاء المتسوّلين وبالتالي -كما يقول- سينسحبون هم بأنفسهم؛ لأنّهم لن يحصدوا ما يتمنونه من مبالغ مالية، والدفع لهم يعني تشجيعهم وتحفيزهم على التسوّل.
وأوضح عبدالله غالب، معلم متقاعد: يصطدم الناس بأعداد هائلة من المتسوّلين الذين نجدهم في كل مكان في الشوارع الرئيسة والأزقة في الحدائق والساحات العمومية وفي مواقف السيارات ومحطات الوقود وأمام البنوك منتشرين بشكل منظم ومن جميع الفئات العمرية.. الأطفال والنساء وكذلك الشباب وكبار السن وحتى الفتيات الشابات أصبحن يمتهنَّ هذه المهنة بكثرة والعديد منهن يعملن بالتنسيق مع شباب منحرفين يضمنون لهن الحماية نظير مقابل مادي، والظاهرة استفحلت بشكل لافت للانتباه في شهر رمضان المبارك، ولابدّ من دراسة مكثفة للحد من هذه الظاهرة والتسوّل أصبح مهنة من لا مهنة له.
وأكد عبدالله السناني رجل أعمال خلال بأن ظاهرة التسوّل كانت في وقت سابق مقتصرة على النساء والأطفال دون الرجال لكن هذه الفئة اليوم أصبحت أكثر ممارسة لهذا النشاط،حيث يغتنمون فترة شهر الرحمة الذي يكثر فيه معظم المواطنين من العبادات بكل أنواعها بما فيها الصدقة، ومن ثم يزداد التسوّل استفحالا خلال هذا الشهر الفضيل في كافة مدن المملكة، حيث يتفنن المتسوّلون في استعطاف المواطنين، فهناك من يدّعي اليتم، ورجال يستعطفون الناس بإبراز عاهاتهم وهم لا يتغيّبون عن المساجد في كل الصلوات، قد يتغيّب مصلٍّ عن صلاته في المسجد، ولكن هم لا يتغيّبون، إن لم تجد واحدة من النساء تجد رجلاً مسنًّا، أو طفلاً وتجدهم موزَّعين على عدد أبواب المساجد وحتى معارض السيارات بالعزيزيَّة.
ويرى السناني ضرورة تكثيف الحملات على جميع المساجد والأسواق وساحات المسجد النبوي الشريف للحد من هذه الظاهرة على الأقل في هذا الشهر الفضيل.
وأضاف بركة اللقماني: هناك عصابات من جنسيات مختلفة تقوم في النهار بتوصيل مجموعة من النساء لساحات المسجد النبوي الشريف وبعد صلاة المغرب تأتي السيارة وتأخذ المتسوّلات من مكان متفق عليه مسبقًا، وتكون هذه السيارة محملة بنساء أخريات دورهن التسوّل في فترة الليل حتى الصباح، وهكذا على مدار العام وفي رمضان يزداد العدد أصبحنا لا نستطيع التمييز بين المحتاج الحقيقي من المزيف، ولم نعد نصدقهم جميعًا مهما قالوا وفعلوا فكلهم مزيفون.
والتقينا بعض المتسوّلين من الأطفال صغار السن من جنسيات مختلفة قالوا (نشحت) أي نتسوّل لعدم وجود دخل شهري ثابت وأغلبهم يدعون أن والدهم متوفى وأن والدتهم ترسلهم للتسوّل أمام الإشارات وعند أبواب المساجد.
وأوضح مصدر أمني رفض الكشف عن هويته شارك في حملات تمشيطيَّة بأن النسبة الكبيرة من المتسوّلين يستعملون أساليب استجداء مصطنعة وغير حقيقية مثل ادعاء المرض أو الإعاقة وحمل أوراق مزورة تفيد بإصابة المتسوّل بأمراض أو مشكلات صحية جسيمة وكذلك استخدام الأطفال الصغار في محاولة لكسب عطف الناس، وقد تصل في بعض الأحيان إلى تشويه أنفسهم عمدًا للحصول على المال.
أرسل تعليقك