المعارضة السودانية تصارع من أجل تحدي نظام البشير
آخر تحديث GMT18:30:59
 العرب اليوم -

"المعارضة السودانية" تصارع من أجل تحدي نظام البشير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "المعارضة السودانية" تصارع من أجل تحدي نظام البشير

الانتخابات السودانية
الخرطوم _ العرب اليوم


بعد سنوات طويلة من فوضى الخلافات الداخلية وقمع السلطات، وحدت المعارضة السودانية صفوفها في تحالف "نداء السودان" لكنها وجدت نفسها في اول اختبار حقيقي غير قادرة على الحشد في حملة اطلقتها لمقاطعة انتخابات من المرجح ان تمدد فترة رئاسة عمر البشير.

وللتعبير عن رفض انتخابات وُصفت بـ"المزيفة"، أطلق "نداء السودان" حملة "ارحل" لمقاطعة الانتخابات وبدأ اعتصاما مفتوحا في مقر حزب الامة عشية اليوم الأول من الاقتراع، إلا أن النتيجة جاءت بما لا تشتهي السفن.

ويبدو أن المشاركة المحدودة للسودانيين لا تقتصر على عملية الاقتراع بل لم تنجح المعارضة في حشد الجماهير للتعبير عن تأييدهم لمقاطعة الانتخابات.

ويقول الأمين العام بالإنابة لحزب الأمة حسن أمام حسن لوكالة فرانس برس "لم نتوقع العدد الذي ترونه حاليا".

في اليوم الثاني من الاعتصام تجمع حوالى 80 شخصا فقط، غالبيتهم من كبار السن في مقر حزب الامة وهو عبارة عن فيلا من العهد الكولونيالي في منطقة ام درمان. جلس هؤلاء على كراسي بلاستيكية امام لافتة كتب عليها "حملة ارحل: الاعتصام ضد الانتخابات المزيفة" يستمعون الى خطابات ضد حكم البشير والانتخابات الرئاسية والتشريعية الجارية.

وبحسب امام حسن، فان هذه "الانتخابات لن تؤدي الى شيء، هي انتخابات مزورة كلفت الكثير"، وينافس البشير في هذا الانتخابات 15 مرشحا غير معروفين على الساحة السياسية ومن شبه المؤكد انها ستنتهي بتمديد فترة حكمه المستمر 26 عاما خمس سنوات اضافية.

ويجمع تحالف "نداء السودان" الذي اعلن عنه في كانون الاول/ديسمبر، فئات معارضة تتنوع بين مؤيد للتغير السلمي وآخر للعمل المسلح وثالث يرفع صوت المجتمع المدني.

والهدف منه هو "اسقاط النظام لذلك فان مقاطعة الانتخابات ليست سوى خطوة في هذا الطريق ومن المبكر جدا تقييمها"، بحسب ما تقول آمال جبر الله السيد احمد، عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي السوداني.

ولغياب الحشد عن نشاط المعارضة اسباب ومبررات، اساسها القمع والتخويف وحتى لا مبالاة المواطن السوداني العادي.

وفي هذا الصدد تشرح السيد أحمد أن "عمل المعارضة يتم في ظروف تمنع خلالها الأحزاب من مخاطبة الجماهير، حتى إنها الآن ممنوعة من القيام باي نشاطات داخل مراكزها".

الأمر ذاته تؤكده الصحافية والناشطة امل هباري. وتوضح ان "مشكلة المشاركة في كافة انشطة المعارضة تكمن في الخوف من القمع".

وكانت الأجهزة الأمنية اعتقلت في ديسمبر المعارضين فاروق أبو عيسى وأمين مكي مدني إثر توقيعهما وثيقة "نداء السودان". وأطلق سراحهما يوم الخميس الماضي.

أما إمام حسن إمام، فيشير الى سبب آخر يتمثل في رفض الشباب المتحمس اساسا لاعتصام سلمي من هذا النوع. ويشرح ان "الشباب يفضل النزول الى الشارع ولكننا نعلم انه اذا فتحنا الطريق امامهم فان ذلك سينقلنا الى وضع شبيه بسوريا مثلا، لذلك نحن حريصون على الحل السلمي".

ويقاطع العديد من الشباب الناشط حملة "ارحل" على اعتبار انها لا تؤدي الى نتيجة، واطلقوا على مواقع التواصل الاجتماعي حملة اخرى باسم "انتخابات الدم".

ومن بين الاسباب ايضا، وفق هباري ان "المعارضة لا تملك أي وسيلة اعلامية للحشد، وجهاز الامن هو من يدير الصحف فعليا".

وتشن الاجهزة الامنية حملة واسعة ضد وسائل الاعلام، وصادرت في شباط/فبراير الماضي النسخ المطبوعة من 14 صحيفة.

ولكن المعارضة عرفت باختلافاتها الداخلية، لذلك تقول هباري ان احدى اسباب غياب المشاركة هو "فقدان الثقة بالمعارضة نتيجة الخلافات الكبيرة في ما بينها".

حزب الأمة على سبيل المثال شهد انقسامات عدة، حتى ان بعض الفصائل المنشقة اصبحت موالية للحكم.

أما السيد أحمد فتبدي ثقة في تحالف المعارضة. وتقول إن "نداء السودان هو أول تحالف بهذا الشكل بين أحزاب المعارضة منذ العام 1989" عام الانقلاب الذي قام به البشير ضد حكومة رئيس حزب الأمة صادق المهدي المنتخبة ديموقراطيا.

وهذه أيضا المرة الأولى التي تنضوي بها حركات التمرد المسلحة في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في إطار تحالف يدعو إلى الحل السلمي، وهنا أيضا تكمن أهمية "نداء السودان"، وفق ما يقول القيادي في حزب الأمة.

إلا أن حركات التمرد هذه تعهدت بتعطيل العملية الانتخابية في مناطقها بالقوة، فيما تصر أحزاب ومنظمات أخرى في "نداء السودان" على الخيار السلمي.

كل هذه الأسباب جعلت المعارضة تواجه فعليا صعوبة في حشد جماهيري كانت تأمل به.

تقف ابتسام الحسن، فتاة في العشرينات من العمر، وهي تبتسم بسخرية، وتقول "قاطعت الانتخابات فان نتائجها معروفة مسبقا، ولا علاقة بموقفي بالحملة التي تقوم بها المعارضة فهي غير فعالة وغير منتجة، حتى ان اعتصامها لا يقتصر سوى على مقر حزب الامة".

وبرغم غياب الحشد الواضح، تصر المعارضة على ان ما يحصل ليس سوى خطوة، وهي فعليا جاهزة للحوار مع السلطات ما اذا توفرت الشروط المناسبة.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعارضة السودانية تصارع من أجل تحدي نظام البشير المعارضة السودانية تصارع من أجل تحدي نظام البشير



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab