العراق يقول أن داعش قام بتجريف مدينة نمرود الأثرية
آخر تحديث GMT17:33:28
 العرب اليوم -

العراق يقول أن "داعش" قام بتجريف مدينة نمرود الأثرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العراق يقول أن "داعش" قام بتجريف مدينة نمرود الأثرية

تمثال يمثل ثورا مجنحا بوجه انسان
بغداد - أ.ف.ب

اعلنتة الحكومة العراقية الخميس ان داعش قام بـ"تجريف" مدينة نمرود الآشورية الاثرية في محافظة نينوى في شمال البلاد، وذلك بعد اسبوع من نشره شريطا مصورا لتدمير آثار في مدينة الموصل.

وقالت وزارة السياحة والآثار ان "عصابات داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) الارهابية تستمر بتحدي ارادة العالم ومشاعر الانسانية بعد اقدامها هذا اليوم (الخميس) على جريمة جديدة من حلقات اجرامها الرعناء"، في بيان على الصفحة الرسمية لدائرة العلاقات والاعلام على موقع "فيسبوك".

واضافت ان هذه "العصابات" قامت "بالاعتداء على مدينة نمرود الاثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الاثرية التي تعود الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده".

واوضح مسؤول عراقي في مجال الآثار ان عملية الجرف بدأت بعد صلاة ظهر الخميس، وانه أمكن خلال الايام الماضية ملاحظة وجود شاحنات في الموقع الاثري، ما قد يرجح قيام التنظيم بنقل آثار من الموقع، تمهيدا لتهريبها وبيعها، في ما يعتقد انه مورد مالي رئيسي للتنظيم الجهادي.

أضاف المسؤول الذي رفض كشف اسمه "حتى الآن، لا نعرف الى أي حد تم تدمير الموقع".

وتقع مدينة نمرود التي يعود تاريخها الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، عند ضفاف نهر دجلة، وعلى مسافة نحو 30 كلم جنوب الموصل، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سقطت في ايدي التنظيم المتطرف في الهجوم الساحق الذي شنه في حزيران/يونيو.

وقال عبد الامير حمداني، وهو عالم آثار عراقي في جامعة ستوني بروك الاميركية، لوكالة فرانس برس "آسف للقول ان الجميع كان يتوقع هذا الامر. خطتهم (الجهاديون) هي تدمير التراث العراقي، موقعا بعد آخر".

اضاف "مدينة الحضر بالتأكيد ستكون (الهدف) التالي"، في اشارة الى المدينة التاريخية الواقعة وسط الصحراء في نينوى، ويعود تاريخها الى الفي عام قبل الميلاد، وهي مدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي.

وتابع بأسى "انا حزين للغاية. لكن الامر كان فقط مسألة وقت".

وتأتي عملية جرف الموقع الاثري في نمرود بعد اسبوع من نشر التنظيم في 26 شباط/فبراير، شريطا مصورا يظهر تدمير عناصره آثارا وتماثيل في متحف الموصل، عبر رميها على الارض وتحطيمها بالمطرقات. كما اظهر الشريط نفسه استخدام عناصر من التنظيم آلات كهربائية لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح عند بوابة نركال في الموصل.

واثارت عملية التدمير استنكارا عالميا وتخوفا على مواقع اثرية اخرى في محافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل، لا سيما نمرود ومدينة الحضر، وخصوصا ان هذه المواقع واقعة في مناطق يسيطر عليها التنظيم بالكامل.

وقارن علماء آثار بين تدمير الآثار في الموصل، وقيام حركة طالبان الافغانية بتدمير تمثالين أثريين عملاقين لبوذا في منطقة باميان عام 2001.

وعلى اثر نشر شريط تدمير آثار الموصل، طالبت المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو ايرينا بوكوفا بعقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي.

ودعت وزارة السياحة والآثار في بيانها بالمجلس "الى الاسراع بعقد جلسته الطارئة وتفعيل قراراته السابقة"، في اشارة الى القرار 2199 الصادر في شباط/فبراير بهدف تجفيف مصادر تمويل تنظيم الدولة الاسلامية، ومنها تهريب الآثار.

واعتبرت الوزارة ان "ترك هذه العصابات الضالة دون عقاب سيجعلها تجهز على الحضارة الانسانية جمعاء وحضارة بلاد الرافدين، مسببة خسائر حضارية لا تعوض".

وكانت الحكومة العراقية اعادت السبت الماضي بشكل رسمي، افتتاح المتحف الوطني في بغداد، بعد نحو 12 عاما من تعرضه لنهب بعيد الاجتياح الاميركي في العام 2003، افقده نحو 15 الف قطعة اثرية، تمكنت السلطات العراقية من استعادة نحو ثلثها.

واعتبر مسؤولون عراقيون ان اعادة افتتاح المتحف الذي يضم آثارا تعود الى العصور الحجرية، اضافة الى آثار عديدة من نمرود والحضر، هو "رد" على قيام التنظيم الجهادي بتدمير آثار الموصل.

وكان احد عناصر التنظيم قال في الشريط المنشور الاسبوع الماضي، ان خلفية القيام بتدمير التماثيل هي التشبه بما قام به النبي محمد عند فتح مكة قبل نحو 1400 عام، لناحية تدمير الاصنام التي كانت تستخدم للعبادة.

الا ان متخصصين في الدراسات الاسلامية، يعتبرون ان ما قام به الرسول كان تدمير اصنام للعبادة، وهي لا يمكن مقارنتها بتدمير آثار ذات قيمة حضارية وفنية، ولا تعكس اي ممارسات دينية.

ويطبق التنظيم المتطرف تفسيرا متشددا للشريعة الاسلامية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا المجاورة.

وتحاول القوات العراقية والكردية، بدعم من ضربات جوية لتحالف دولي تقوده واشنطن، استعادة السيطرة على مناطق تواجد التنظيم.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراق يقول أن داعش قام بتجريف مدينة نمرود الأثرية العراق يقول أن داعش قام بتجريف مدينة نمرود الأثرية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

GMT 02:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (الجزء 1)

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 09:36 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 07:54 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab