أثينا ـ سلوى عمر
يعتقد خبراء الآثار أنهم عثروا على أنقاض القصر المفقود منذ زمن طويل والذي ينتمي إلى ثقافة "سبارتا" القديمة، وجرى اكتشاف القصر المكون من 10 غرف في محيط قرية Xirokambi Lakonia التي تقع بالقرب من "سبارتا" جنوب اليونان، ووجد العلماء بعض النقوش القديمة في القصر والتي تعود إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر قبل الميلاد.
وأوضحت وزارة الثقافة اليونانية، أن علماء الأثار اكتشفوا مجموعة من الكائنات الطقوسية في موقع يسمى Ayios Vassileios بما في ذلك بعض الرموز الدينية فضلا عن أشكال فخارية وكوب للثور وسيوف برونزية وقطع من جداريات قديمة، ومن المثير للدهشة بقاء هذه الأعمال الفنية القديمة لفترة طويلة بعد احتراق القصر في القرن الـ 14 قبل الميلاد.
واكتشف العلماء في عام 2009 حفريات تحتوي على نقوش تفصيلية للاحتفالات الدينية، وكذلك بعض الأسماء والأماكن في مخطوطة تدعى "Linear B"، وهي من أقدم النصوص التي اكتشفت في أوروبا وأول مخطوطة تستخدم اللغة اليونانية، وتعد تلك الشهادات الخطية أكثر الاكتشافات قيمة في الحفريات، نظرا إلى قلة الدلائل المكتوبة التي استمرت طوال هذه الفترة، ووجدت هذه الألواح في الغرفة الغربية من أطلال المباني المصفوفة في الساحة.
واستخدم الكُتّاب ألواح الطين لتدوين بعض الملاحظات المؤقتة وبقيت ملاحظاتهم المكتوبة على الرغم من احتراق الألواح بسبب اندلاع النيران في القصر، وظهر نظام الكتابة للمرة الأولى في جزيرة كريت في حوالى عام 1375 قبل الميلاد ولم ينجح أحد في فك شفرتها إلا في منتصف القرن العشرين.
وأشارت وزارة الثقافة، في بيان لها، إلى أن الاكتشاف الجديد يسمح بإجراء مزيد من الأبحاث حول الجوانب السياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية للمنطقة، الأمر الذي يوفر معلومات جديدة عن معتقدات ونظم اللغة لدى شعب "Mycenean".
ويُعتقد أن الثقافة "الميسينية" كانت مصدر إلهام لملحمتي هوميروس "الإلياذة" و"الأوديسة"، ومن الأكثر تأثيرا في عام 1700 قبل الميلاد، في ظل وجود إرث كبير من القصور والمقابر المليئة بالكنوز والمخطوطات النصية القديمة.
وذكر LiveScience أنه رغم النجاح العسكري والسياسي للثقافة الميسينية إلا أنها اختفت بعد 500 عام لاحقا، وغرقت اليونان في عصر الظلام، وفي حين لا يزال سقوط الميسينية لغزا إلا أن باحثين من جامعة "بول ساباتتيه تولوز" في فرنسا توقعوا عام 2013 أن يكون الجفاف سببا في سقوط الميسينية، وهناك آراء منافسة تعتقد أن زلزالا دمر هذه الحضارة.
وتنبع أهمية هذا الاكتشاف من معرفة الخبراء بأهمية "سبارتا" كموقع في الفترة الميسينية لكنهم لم يجدوا قصرا يعود إلى تلك الفترة، وذكر Hal Haskell من الجامعة الجنوبية في "جورج تاون" في تكساس، "من المحتمل أن يكون الموقع الجديد هو قصر سبارتا المفقود، والمثير هو أنه لديك أمر يعود إلى منتصف العصر البرونزي مما يوحي أنه كان عصرًا مهمًا". ويأمل علماء الآثار في الكشف عن قاعة العرش التي عقد فيها اليونانيون القدماء حفلات الاستقبال.
أرسل تعليقك