كشف المتحف البريطاني في لندن، النقاب عن أكثر من 200 قطعة فضية، بما في ذلك نقود فايكينغ، وسبائك ومجوهرات يعود تاريخها إلى عام 870 ميلاديا، ويعتقد أن هذا الكنز دُفن في نهاية القرن، بعد أن هزم ألفريد العظيم الفايكينغ فى إدينغتون في ويلتشير.
وتم استخراج القطع الأثرية بواسطة كاشف معدني بالقرب من واتلينغتون فى أكسفوردشير في أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، وتم الكشف عن أدلة حول كيفية هزيمة ألفريد العظيم من يسيكس وملك Ceolwulf الثاني من مرسيا وتعاونهم لمحاربة الغزاة.
وكان جيمس ماذر (60 عاما) يبحث عن الكنز لمدة 5 ساعات، وكان على وشك العودة إلى المنزل، عندما صادف بعض قطع الفايكينغ القيمة، وتم سك بعض من هذه النقود في عهد ألفريد العظيم حاكم المملكة الأنجلوساكسونية في يسيكس منذ عام 871 حتى 899 ميلاديا، وتم صك البعض الآخر للملك Ceolwulf الثاني حاكم مرسيا الذى حكم في الفترة بين عامي 874 حتى 879 ميلاديا.
وانقسمت إنجلترا في هذه الفترة إلى ممالك، حيث حكم ألفريد العظيم يسيكس التي شملت الغرب وغالبية جنوب إنجلترا، باستثناء كورنوال، في حين حُكمت مرسيا بواسطة الملك Ceolwulf الثاني، وشملت نهر ترينت وميدلاندز، وعثر على ثلاثة قروش معدنية احتوت على اسم الملك Ceolwulf وكان تصميمها على شكل صليب ومُعَيّن هندسي، واستخدمت بواسطة الملك ألفريد، ونظرا لتداخل عهود الملكين وتماثل شكل العملة المستخدمة في عهدهما من حيث الشكل والتصميم، تعاون الاثنان معا في القتال ضد الفايكنغ، وعُثر في مكان آخر على 7 قطع من مجوهرات فايكنغ و15 سبيكة.
ويعتقد أكاديميون من المتحف البريطاني وأشموليان في أكسفورد، أن الكنز دفن في نهاية عام 870 ميلاديا، في الفترة التي تلت هزيمة ألفريد الحاسمة للفايكينغ في أدينغتون في 878 ميلاديا، وأثناء المعركة في إدينغتون قيل إن جيش الملك ألفريد هزم الجيش الوثني العظيم بقيادة "غوثرام" في مايو/ أيار عام 878 ميلاديا، وزعمت تقارير تاريخية قبل 4 سنوات انهيار مرسيا وجيشها، وقام غوثرام بعدة هجمات على يسيكس منذ عام 875، واحتل جيشه أجزاء من شرق وشمال شرق إنجلترا في أوائل 878، وفي ربيع عام 878 ميلاديا هجم الملك ألفريد وجنوده الغرب ساكسونية على غوثرام في أدينغتون، وفازت القوات الغربية الساكسونية بالمعركة، وقطع الملك ألفريد الإمدادات عن جيش غوثرام الذي لجأ إلى Chippenham.
وطلب الفايكينغ هدنة من الملك ألفريد، وسمح لهم بالهدنة مع ترك مملكته على الفور، فيما عرف بعد باسم Peace of Wedmore، يعتقد الخبراء أن كنز الفايكينغ دفن عند انتقالهم إلى شمال نهر التايمز، وعاد غوثرام إلى شرق أنجيلا، حيث تحول إلى المسيحية مع ألفريد.
ويعتقد أن معظم هذه القطع الأثرية جاءت في وقت المملكة الأخيرة، عندما تقاتلت الممالك الأنجلوساكسونية من مرسيا ويسيكس من أجل البقاء ضد تهديد الجيش الوثني العظيم، وأدت هذه الحرب في النهاية إلى توحيد إنجلترا وممالكها.
ووصف السيد ماذر مدير الدعاية المتقاعد هذا الاكتشاف بأنه "مقدس"، مضيفا "قلما نعثر على مثل هذه الأشياء القيمة، ويعتبر هذا أكبر وأهم شيء وجدته على الإطلاق، إنه حلم كل مكتشف، لطالما أردت فحص هذا الجزء المرتفع من الأرض، ولم أرد أن أغادر دون فحصها، ولا أعرف السبب، إنه قليلا من المهارة وقليلا من المعرفة، وكثيرا من الحظ، كنت أشعر أن هناك شيء ما ذا قيمة في هذه المنطقة".
وأبلغ السيد ماذر منظمة الآثار المتنقلة (PAS)، وهو برنامج على شبكة الإنترنت يقوم بتسجيل الاكتشافات التي يجدها أفراد الجمهور العام، وبعد 5 أيام بمساعدة أحد منسقي منظمة الآثار ومالك الأرض تم العثور على كتلة من التربة تحتوى على القطع الأثرية، وتم تقديمها إلى المتحف البريطاني، وتم فحص القطع بأشعة إكس، وقام فريق بإزالة الطين والتراب منها لاكتشاف النقود والمجوهرات الفضية.
ذكرت غاريث ويليامز أمينة سك العملة في العصور الوسطى في المتحف البريطاني "صاغ ألفريد وحلفاؤه مملكة جديدة في إنجلترا من خلال السيطرة على مرسيا، قبل احتلال المناطق التي يسيطر عليها الفايكينغ، ويتيح هذا الكنز معلومات جديدة حول العلاقات بين مرسيا ويسيكس في بداية هذه العملية، لدينا الكثير منذ عام 860 ميلاديا حتى 870 ميلاديا، ومجموعة جيدة من منتصف عام 890 فصاعدا، ولكن كانت القطع سابقا قليلة للغاية في الفترات البينية، وهذا أول اكتشاف كبير في هذه الفترة".
وتحدث وزير الدولة لشؤون الثقافة والاقتصاد القومى إيد فيزى "يعتبر اكتشاف كنز الفايكنغ أحد ملايين الاكتشافات العظيمة التى تمت من قبل الجمهور منذ عام 1997، وتساهم مشاركة هذه الكنوز الأثرية مع الدولة في حمايتها للأجيال القادمة، حتى يعرفوا المزيد عن ماضي أمتنا الثري".
ويأمل السيد ماذر أن تذهب القطع الأثرية للعرض في المتحف المحلي، ووصف السيد ماذر لحظة اكتشافه للكنز قائلا "خرجت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي لمدة 5 ساعات، ولم أعثر على شيء، وكنت أستعد لحزم أمتعتي والعودة إلى المنزل، ثم شاهدت سبيكة بحجم 2.4 بوصة، واعتقدت أنها تنتمي للفايكينغ، لأني شاهدت واحدة مماثلة في المتحف البريطاني، كنت أعلم أنني وجدت شيئا مثيرا للاهتمام، ولكن لم يكن لدي فكرة عن أهميته".
ومن المقرر أن يتم فحص الكنز بواسطة الطب الشرعي لتحديد ما إذا كانت هذه القطع تعتبر كنزا حقيقيا بشكل رسمي، وإذا كانت حقيقية سيحصل السيد ماذر ومالك الأرض على مكافأة.
أرسل تعليقك