العيدروس القصيدة العربية تأثرت بالمتغيرات الحديثة في الخليج
آخر تحديث GMT18:51:18
 العرب اليوم -

المتغير الأكبر في هذه الحياة العلاقة الناشئة بين الإنسان والزمن

العيدروس" القصيدة العربية تأثرت بالمتغيرات الحديثة في الخليج"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العيدروس" القصيدة العربية تأثرت بالمتغيرات الحديثة في الخليج"

الأستاذ في كلّية اللغة العربية في جامعة أم القرى الدكتور علي العيدروس
الرياض ـ سعيد الغامدي

أكد الباحث في النقد الأدبي والأستاذ في كلّية اللغة العربية في جامعة أم القرى  الدكتور علي العيدروس، أن القصيدة العربية تأثرت كثيرًا بالمتغيرات الحديثة في الخليج والعالم بصفة عامة، وقال في حديث خاص على هامش ملتقى الشعر لدول مجلس التعاون الخليجي في الطائف أنه حضر فعاليات وأمسيات الملتقى، وأعجب كثيرًا بتنوع المدارس الشعرية والأغراض والأجيال للمشاركين من كافة دول المجلس.
 
وأضاف عندما قدم الدكتور صالح زيّاد ورقته في الأمسية النقدية إعتبر أن للمتغيرات علاقة ينشأ عنها الشعر، والمتغير الأكبر في هذه الحياة هو تلك العلاقة الناشئة بين الإنسان والزمن المتسارع، علاقة لا بد أن تكون قد صاغت إبداعًا شعريًا جديدًا لا يشبه سابقه، ومنها البحث عن الإنسان الكل ومفهوم الحرية وعلاقة المثقف بالسلطة؛ فالشعر يصوغ وعيه بالحياة وليس العكس، قائلًا: "الربيع العربي في 2011 زمنا وحدثا تركت أشلاءه على المثقف العماني بخاصة على نحو ما يرى الدكتور محمد المهري في ورقته النقدية، تركت شكلاً انسحابياً من المشهد الشعري المعتاد ففكر بجدلية المتغير ونتائجها المشوهة على جغرافيا الوطن العربي، شكلا قاده إلى الانسحاب إلى ما في الوطن من إضاءات يتشبث بها حتى لا يفقدها ومثله شاعر الإمارات عبد الله الشحي، الذي تماهى مع الوطن، وأيضا الشاعر السعودي عبدالله ناجي، الذي وجد في الوطن ملاذا من جدلية التغيير الشوهاء، ثم شاعر البحرين إبراهيم بوهندي، الذي يجد اللذة كل صباح في تقبيل وجه الوطن، مؤكدًا أن الشكل الأكثر بروزا لجدلية هذا الربيع يتكشف في الانسحاب إلى الذاتية ورفض تشكلات الزعامة القبلية ربما في خطوات جريئة كما عند الشاعرة السعودية هند المطيري حين ثارت على القبيلة بربيع قلبي بامرأة من وهن الكلمات وامرأة من حرف، أو كما عند الشاعر السعودي حسن السبع حين يرفض ميثيولوجيا الشعر العربي التي تقول "ما أنا إلا من غزية إن غزت غزوت" ويتمرد عليها في إشارة لرفض أعراف القبيلة في الزمن المتغير، بينما الشاعرة العمانية نورة البلوشية تنسحب إلى أعماق الذاتية فتجعل الشعر غواية لأنثى تحتفي بربيعها الخاص ربيع مشرق لا يستقبل جحافل الموت تواقا للحياة ومثلها الشاعر عبدالله ناجي الذي يلوذ بالله وبحب الله في لحظات يأس من علاقة شوهاء بين الزمن والإنسان الجديد.

واشار أن المتغيرات الجديدة قد لامست وعي الشاعر الخليجي فانتفض في مواجهتها بعاطفته وليس بحسه الشعري؛ ذلك اننا إذا ما تتبعنا ما قيل من قصائد في الملتقى لا نجد فيها توقا لمواجهة تلك المتغيرات بأشكال شعرية في بنيتها الصياغية والإيقاعية تتوافق مع بنية الزمن المتسارع الذي يفرض علاقات شعرية من نوع خاص كما ألمح الدكتور صالح زياد. فظلت معظم هذه القصائد تدور في فلك بحور الشعر التقليدية وفي أحسن الأحوال عند بحور السيّاب ونازك وهو ما يفسر لنا مرحلة ارتباك القصيدة الخليجية في هذا الملتقى الذي كان يتطلع إلى كنه العلاقة بين المتغيرات والشعر بوصف التغيير منتجا مغايرا للشعر في مضمونه وشكله. لكن ثمة قفزات تمردت على هذه النمطية عند الشاعرين السعوديين علي الدميني الذي يسافر بشعره منا إلينا وتفضحه ارتباكات القصيدة بشكلها المتمرد والجديد والشاعر حسن السبع الذي تتجلى هوامشه على الماء باحثا عن وردة تنهب القلب في قصيدة ومضة أو عند الشاعرة السعودية لطيفة قاري في مفارقات اللغة عندها، مثل زهور النار، والماء يورق أضلعا، ووردة أسحقها.
 
وهكذا أيضا في ورقة أحمد التيهاني التي قدمت الشاعر السعودي متمردًا على المعجم التراثي إلى لغة معجمية نابعة من الأرض أو من الزمان والمكان العصريين، ولا أستغرب ذلك فالسعودية هي من بين دول الخليج تمتلك رافدًا ثقافيًا حداثيًا استطاع أن ينافس مصر ولبنان وسورية فكان له أن يأخذ بزمام التغيير في القصيدة؛ وهنا أستطيع أنحو بالمقاربة إلى زاوية مهمة من وجهة نظري زاوية أرى فيها أرضية ومتكأ لانثروبلوجيا مجتمع الخليج تتيح له قدرا وافرا من حركة التغيير في بنية القصيدة، لم يستطع الملتقى من خلال شعرائه الخليجيين أن يقاربها أو حتى من خلال أوراقه النقدية بينما المطلع على مجمل الإنتاج الشعري الخليجي يلامس ذلك في منتوجهم الشعري بصفة عامة، وزاوية المتغيرات التكنلوجية زاوية هي نتاج مغاير للعلاقة العصرية بين الزمن المتسارع والإنسان فمجتمع الخليج هو أكثر المجتمعات العربية استقرارا لم يتلوث بمفارقات الربيع العربي وهو أيضا أكثر المجتمعات العربية استخداما لشبكات التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" و"التويتر" بخاصة المتغير الأكبر في حياتنا الثقافية والاجتماعية نتجت عنه القصيدة الومضة والقصيدة التفاعلية التي يشترك فيها المتلقي مع المبدع والقصيدة المرفلة التي لا حدود لنهايتها طالما وجد متلقيا يضيف إليها، وأشكالا أخرى لا يتسع المقام للتطرق إليها؛ فلماذا غاب نتاج هذا المتغير المهم في الملتقى على مستوى الأوراق النقدية وعلى مستوى القصائد الملقاة؟ وهو الحاضر بقوة في المشهد الشعري الخليجي بصورة عامة؛ إذا ما رحلنا إلى عوالم شبكات التواصل الاجتماعي في جغرافيا الخليج العربي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيدروس القصيدة العربية تأثرت بالمتغيرات الحديثة في الخليج العيدروس القصيدة العربية تأثرت بالمتغيرات الحديثة في الخليج



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab