غانم حميد يعلن أن مكاشفات تكشف الصراعات الانتهازية داخل المستبد
آخر تحديث GMT17:19:56
 العرب اليوم -

تمنَّى ان تكون فتحًا جديدًا لمسرح حيويّ وعودة للتلقِّي الشعريِّ الراقي

غانم حميد يعلن أن "مكاشفات" تكشف الصراعات الانتهازية داخل المستبد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - غانم حميد يعلن أن "مكاشفات" تكشف الصراعات الانتهازية داخل المستبد

المسرح الوطني العراقي
بغداد-نجلاء الطائي


شهد المسرح الوطني العراقي، اليوم الخميس، ولليوم الثاني على التوالي عرضاً لمسرحية (مكاشفات) للفرقة الوطنية للتمثيل التي أعدها الراحل قاسم محمد، وأخرجها غانم حميد، جسّد أدوارها الفنانون: شذى سالم وميمون الخالدي وفاضل عباس، وسينوغرافيا علي السوداني 

 واتكأ العرض على أدوات الممثل وعناصر السينوغرافيا وبلاغة النص، واستهلت مشاهده بمؤثر صوتي يتصاعد من عمق الخشبة استحضر خطبة الحجاج في أهل العراق، جسّد الصراع بين الطغيان وضحاياه، في إسقاط على الراهن العربي، من خلال حكاية عائشة بنت طلحة والحجاج بن يوسف الثقفي.

وسعى المخرج في العرض الذي نهض به في دوري عائشة والحجاج الفنانان القديران شذى سالم والدكتور ميمون الخالدي، إلى خلق محاكاة بين الماضي والحاضر من خلال مفاهيم الشعب والمعارضة والسلطة الديكتاتورية، عبّرت عنها مونولوجات وديالوجات العرض بلغة شعرية بليغة.

ولم تخل المسرحية من اللمحات الكوميدية الخفيفة، ونهلت من تقنيات وأسلوبية المسرحية الشعرية المعاصرة، من حيث خلق واقع فني بديل من الواقع، يبتعد عنه زمانياً ومكانياً، إلا أنه غير بعيد من الناحية الدلالية، والتغريب وكسر الإيهام المسرحي لأكثر من مرة، إضافة إلى التمسرح داخل المسرح لاسيما مساهمة الأدوار والشخصيات التي قدمها بإتقان الفنان فاضل عباس.

ووفق المخرج غانم حميد بتوظيف قدرات الممثلين المميزة وأدائهم الشخصيات بين الماضي والحاضر والانتقال بها من حالة إلى أخرى، وتمكنهم من امتلاك أدوات الإلقاء والمحافظة على شعرية وجماليات النص المنطوق بالفصحى والغني بالانثيالات الشعرية والانتقال منه إلى اللهجة العراقية المحكية دون إخلال.

كما وفق المخرج بتوظيف تقنية الأبعاد الثلاثة في الداتا شو من خلال تأثيث المسرح بشاشات بيضاء ثلاث وظفت فيها انعكاسات كبيرة لظلال شخصيتي عائشة والحجاج في مواقف تطلبت إبراز وتضخيم إحدى الشخصيتين أو كلاهما والمتأتي من موقف أو عبارة أو مونولوج معين، إضافة إلى استخدام الداتا شو في ختام العرض لمشاهد من المظاهرات التي جرت أخيراً في بغداد للتعبير عن السينوغرافيا التي نفذها الفنان علي السوداني، ساهمت إلى درجة كبيرة بخلق بيئة درامية تتساوق مع فصاحة النص ولغته الشعرية ومحمولاته لاسيما الإضاءة المتغيرة والمتحركة بألوانها الحمراء والخضراء والصفراء والتي جاءت منسجمة ومعبرة مع سياقات العرض، والديكور لاسيما الكتلة الضخمة المتموضعة إلى يسار منتصف الخشبة والتي مثلت مقعد السلطة المرتفع بدرجاته السبع، على الشعب، غير المنشغل سوى بسيفه للقمع والتنكيل، علاوة على الأزياء وإكسسوارتها المختلفة والتي ارتداها الفنانون سالم والخالدي وعباس وعبّرت في محمولاتها عن تلك السياقات.

يقول المخرج غانم حميد: " إنّ المسرحية تكشف الصراعات الفلسفية الانتهازية العميقة التي تسكن في دواخل الحاكم المستبد، من خلال الحوار الذي يجري بين الحجاج بن يوسف الثقفي وبين عائشة بنت طلحة أرملة ضحية الحجاج، مصعب بن الزبير".

وأضاف: "هذه التجربة تمثل لي تحدياً كبيراً وأنا عارف وعالم بقدرتي وتطورها وإلا من يجرؤ اليوم على أن يقدم مسرحية شعرية بلغة فخمة ربما تكون قديمة في بعض بناءاتها وموزونة وتتوسل في بعض أماكنها بالقافية برغم ضعف قدرة التلقي العام الباحث عن السهولة والإيجاز والكثافة في رسم الموضوعة وتقديمها لكني قادر على أن أقدم تجربة تتجاوز ما قدمت برؤيا معاصرة وبتقنيات إخراجية حصيلة نجاحات عدة مضت".

وأكدّ حميد أنه أراد إخراج العمل منذ العام 1995، عندما اقترح عليه الراحل قاسم محمد، فكرة أن يقدم هذا النص بعرض يمثل هو فيه شخصية الحجاج، مع الممثلة العربية نضال الأشقر، بعد إعداده للنص عن كتابين عربيين هما: أنا بن جلى لمحمود تيمور، ومكاشفات عائشة بنت طلحة لخالد محيي الدين البرادعي، أجازها وتبناها المركز العراقي للمسرح آنذاك، لكن النظام السابق منعها بعد قطع شوط من التدريبات، لتبقى طي الأدراج طيلة عشرين عاماً.

وتمنى حميد " أن يكون هذا العرض فتحاً جديداً لمسرح حيوي وعودة حقيقية للتلقي ورجوع أمثل لقدرة الكلمة التي بني على أساسها المسرح مع الاعتزاز بالصورة فالأذن تعشق قبل العين أحيانا".

وستشارك (مكاشفات) في مهرجان المسرح العربي بدورته الثامنة الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح التي ستنعقد في دولة الكويت بين العاشر والسادس عشر من شهر كانون الثاني الحالي، حيث ستنافس على نيل جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة لأفضل عمل مسرحي عربي للعام 2015.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غانم حميد يعلن أن مكاشفات تكشف الصراعات الانتهازية داخل المستبد غانم حميد يعلن أن مكاشفات تكشف الصراعات الانتهازية داخل المستبد



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab