فارس الشعر العامي السوري يفارق الحياة عن عمر ناهز 66عامًا
آخر تحديث GMT09:54:55
 العرب اليوم -

حمل "الوطن" قصيدة في قلبه ولامس الوجدان بنكهة من البادية

فارس الشعر العامي السوري يفارق الحياة عن عمر ناهز 66عامًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فارس الشعر العامي السوري يفارق الحياة عن عمر ناهز 66عامًا

الشاعر السوري المخضرم عمر الفرا
دمشق ـ نور خوام

غيَّب الموت بعد ظهر الأحد، الشاعر السوري الكبير عمر الفرا، عن عمر ناهز 66 عامًا إثر أزمة قلبية حادة، لتكتب نهاية مرحلة مهمة في تاريخ الشعر العربي، تميّز خلالها الفرا بشعره المحكي، وحكايات أشعاره التي تسرد مع كل قصيدة قصة.ولم تكن كلماته يومًا وليدة خيال محض بل تجيء طيفًا محملًا بألوان البادية وريح قهوتها وشجو صوت ربابتها، لتخرج صوتًا يحاكي الناس بل هي صوت الناس وما يودون قوله؛ لكن لا يستطيعون التعبير عنه بالشعر.

وهذا ليس غريبًا عن شاعر  خرج من رحم البادية السورية، وتحديدا من تدمر عام 1949، وهكذا خرجت أشعاره تحاكي ذاك الأصيل في كل إنسان، وتلامس الوجدان ونبض أفراح وأوجاع الناس بنكهة بيضاء بدوية.

وكتب الفرا، الشعر في سن مبكرة فبدأ مع الشعر المقفى؛ لكن سرعان ما اتجه إلى الشعر المحكي؛ لأنه الأصدق والأقرب للوجدان، وهذا الإيقاع الذي أحسه الفرا اتخذه منهجا له؛ لكنه سرعان ما أحب أن يدخل ميدان الشعر بهوية تشبه روحه ومنبته، فاتجه إلى الشعر المحكي الأشبه بالقصة القصيرة، وتلك الطريقة أوصلته من دون وساطة إلى قلوب الناس.
وكانت البداية مع قصيدة "حمدة" التي كانت بطاقة دخوله إلى ميدان الشعر كمحارب من الصف الأول، ويحكي فيها قصة فتاة بدوية أجبرت على الزواج بابن عمها من دون رغبة منها فآثرت كسر تلك التقاليد والعادات والإعلان بصمت أن قتل جسدها أهون من أن تعيش من دون قلب وهكذا فعلت وانتحرت.
واشتهر الفرا بطريقة إلقائه المميزة والسلسة للشعر، وكلماته المعبرة القوية والصادقة في الآن ذاته، إضافة إلى لكنته البدوية، تلك اللهجة المعشقة ما بين الفصيح والعامي، وتعرف بالبيضاء وهذا ما سرّع في انتشاره لأنها تعيش في البقاع العربية يتحسسها كل عربي عرف معنى القهوة واستطيب المر فيها.

وكانت انطلاقته الجماهيرية بعد لقاء لافت أجراه يومها مع التلفزيون الأردني، وبعدها ذاعت شهرته في العالم العربي، كشاعر أول في المحكي البدوي، إضافة إلى التسجيلات الصوتية التي واظب محبوه على تسجيلها عبر أمسياته الشعرية لتتوج تلك المسيرة التي عاشها عمر الفرا في العطاء بين التدريس وكتابة الشعر.

ونال الشاعر الفرا ألقابًا عدة كان آخرها "شاعر المقاومة"؛ لأنه مع كل نداء ونضال يرفع صوت الوطن أولًا وعاليًا وقد استطاع تجسيد كل هذه الرؤى بقصيدة الوطن التي رواها لابنه الإعلامي السوري عمر الفرا، قبيل دخوله غرفة العمليات كوصية.
من أعماله ديوان "قصة حمدة" و"الأرض إلنا" و"حديث الهيل" و"كل ليلة" بالعامية و"الغريب" و"رجال الله" بالفصحى. ومن أشهر قصائده "الهبل والياسمينة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فارس الشعر العامي السوري يفارق الحياة عن عمر ناهز 66عامًا فارس الشعر العامي السوري يفارق الحياة عن عمر ناهز 66عامًا



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 08:52 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس
 العرب اليوم - قادة العالم يشاركون في جنازة البابا فرنسيس

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab