الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحارب من أجل البقاء
آخر تحديث GMT16:37:01
 العرب اليوم -

تحوّلت لما يُشبه النوادي الاجتماعية وجلسات السمر المختلفة

الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحارب من أجل البقاء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحارب من أجل البقاء

الحمّامات الشامية
دمشق - خليل حسين

تشتهر العاصمة السورية دمشق أكثر من مدن الشرق الأخرى بحماماتها العامة التي انتشرت في حاراتها وشوارعها وارتبطت باسمها قبل أن يتراجع دورها تدريجيا خلال العقود الماضية وتتحول إلى رمز تراثي وسياحي يدلل على العادات والحضارة السورية التي كانت سائدة.

وقد بنى الدمشقيون الحمامات في كل حي من الأحياء القديمة وكان هدفها الأساسي تقديم خدمات الحمام والنظافة الشخصية لسكان دمشق إضافة إلى ما يرافقها من جلسات لتبادل الأحاديث واحتساء المشروبات والنراجيل وهو ما يحولها إلى ما يشبه النادي الاجتماعي.

ويقول الباحث التاريخي وليد النعيمي إن بناء الحمامات الدمشقية فكرة قديمة تعود إلى العهد الروماني حيث قام بعض أباطرة روما ببناء حمامات شعبية عدة وزاد الاهتمام بها خلال حكم الأمويين لدمشق في القرن السابع الميلادي.

ويشير النعيمي إلى أن أهل دمشق تفننوا ببناء الحمامات من خلال أعمال الزخرفة والتزيين حيث كان يتم رصف أرضها بأجواد أنواع الرخام إضافة إلى تغطية جدرانها بالقماش القيشاني اللامع مع تزيينها بالزخارف وأعمال النحت ووجود نوافير المياه الكبيرة وسطها.

ويتألف الحمام من أقسام عدة حيث يتم تسخين المياه ووضعها في جرن حجري ويتم أولا تعريض الجسم للبخار حتى يلين ثم تتم عملية التنظيف والتلييف بليفة خاصة تزيل الدهون وإفرازات الجسم بما يؤدي إلى تنشيط الجسم وتبييض البشرة.

ويستطيع زائر الحمام الاستحمام بنفسه أو يتولى عامل مدرب عملية التنظيف حسب نوع البشرة كما يستطيع أن يستحم بمفرده أو في الغرفة الواسعة الموجودة داخل الحمام والمليئة ببخار الماء.

ومن بين الحمامات التي بقيت في دمشق اليوم العفيف والملك الظاهر والورد والجوزة وعز الدين والقيمرية والقرماني والخانجي والنوفرة والشيخ بكري وبعضها مخصص للنساء فيما تحول باقي الحمامات إلى مطاعم تراثية دمشقية قديمة.

داخل حمام عز الدين في حي باب سريجة في المديمة القديمة يجلس مؤيد السقا (50 عاما) يشرب الشاي والنرجيلة بعدما تمتع بحمام من الماء الساخن ويقول إنه حريص على الاستمرار بارتياد الحمام لأنه أصبح جزءً من ذاكرته وماضيه الذي يحبه ويتوق إليه كثيرا.

ويضيف مؤيد الذي يعمل بائعا في سوق باب سريجة إن الامل يعود إليه عندما يدخل الحمام رغم انتقاد الكثرين له على عادته التي دأب على القيام بها مرتين في الأسبوع لافتا إلى أن أغلب رواد الحمامات هم من عشاق ذكريات الأجداد والتراث.

ويقول جهاد القربي أحد العاملين في الحمام إن الحرب التي تشهدها سورية منذ أكثر من أربع سنوات أثرت كثيرا على عمل الحمامات لافتا إلى ان نصف الزبائن كانوا من السياح الأجانب الذين يزورون أسواق دمشق القديمة.

وحول وجود مخاطر صحية في الحمام نتيجة الاختلاط بين الناس يقول القربي إننا نحرص على نظافة المكان باستمرار من خلال أعمال التعقيم وإعطاء كل زبون أدوات خاصة تستخدم مرة واحدة فقط كالليفة والصابون كما نقوم بغسل وتعقيم المناشف بعد كل استخدام.

وقد انتشرت ظاهرة الحمامات التي تميزت بها دمشق في عدد من دول المنطقة وخاصة البلدان الخليجية وخاصة بعد هجرة عدد كبير من الشباب السوريين وبعضهم من عاملي الحمامات إلى خارج سورية بسبب الحرب حيث أسسوا حمامات تجمع بين الحداثة والتراث الشامي واستطاعت جذب عدد كبير من الزبائن.

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحارب من أجل البقاء الحمّامات الشامية تراث سوري عريق يُحارب من أجل البقاء



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab