يونس الصردي يطالب بتفعيل دور المسرح في العملية التربوية
آخر تحديث GMT18:13:53
 العرب اليوم -

صرَّح لـ"العرب اليوم" بأنَّه من أعظم اختراعات القرن الـ20

يونس الصردي يطالب بتفعيل دور المسرح في العملية التربوية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - يونس الصردي يطالب بتفعيل دور المسرح في العملية التربوية

أستاذ المسرح في المعهد الفرنسي في مراكش يونس الصردي
مراكش ـ ثورية ايشرم

كشف الإعلامي وأستاذ المسرح في المعهد الفرنسي في مراكش يونس الصردي، أنَ "أنشطة المسرح المدرسي، ليست مجرد متعة لسد فراغ الطفل، بل هو وسيلة تربوية لنقل المعلومة العلمية الصحيحة، وكل ما هو نافع وناجح لبناء شخصية الطفل وكيانه، عبر فنون المسرح وعالمه الخاص لما له من تأثير نفسي وسلوكي في حياة الطفل إذ يعتبر متمما للعملية التربوية برمتها لاسيما أن الطفل يرتبط بشكل جوهري بالتمثيل منذ سنوات عمره الأولى عندما يتخيل ويتحدث مع لعبه، عبر سيناريوهات يؤلفها ويخرجها ويمثل فيها الدور الرئيسي،  لذلك تكون علاقته بالمسرح اندماجية منذ نعومة أظافره".

وشدَّد الصردي في حديث خاص مع "العرب اليوم"  على أنَّ "العمل المسرحي المدرسي يتطلب تفهما واسعا ودقيقا لنفسية الطفل وظروفه وإمكاناته المختلفة، باعتباره عملية أساسية في العملية التربوية، كما يقول مارك توين الكاتب الانجليزي المعروف، "أعتقد أن مسرح الأطفال من أعظم الاختراعات في القرن العشرين"، لأنه أقوى معلم للأخلاق وخير دافع للسلوك الطيب".

وأضاف: "فمسرح الأطفال إذن  يعد واحدا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تساهم في تنمية الطفل تنمية عقلية وفكرية واجتماعية ونفسية وعلمية ولغوية وجسمية، وهو فن درامي موجه للأطفال يحمل منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية والنفسية على نحو نابض بالحياة من خلال شخصيات متحركة على المسرح، مما يجعله وسيلة مهمة من وسائل تربية الطفل لاسيما تنمية   شخصيته بشكل قوي وصحيح".

وأكد أنَّ "للمسرح أهمية كبيرة، حيث يحقق تسلية الطفل وإمتاعه، وإغناء قاموسه اللغوي، وتنمية قدرته على التعبير، واكتسابه قيما تربوية وأخلاقية، بالإضافة إلى اعتباره وسيلة لتخفيف الضغوط النفسية، وتعزيز الثقة بالنفس بخاصة للأطفال المشاركين في التمثيل، بجانب تنمية القدرة على الصبر والتحمل، وتنمية الذوق الفني والجمالي، التي تكسب الطفل العديد من العادات الاجتماعية والقيم السلوكية الجميلة".

وبيَّن أن "المسرح المدرسي وسيلة لمعالجة الانطواء وعيوب النطق، فضلا عن كونه يحرك مشاعر الأطفال ويهذبها على نحو سامٍ، وينمي التأمل والاستنتاج واستيعاب طاقة الأطفال الحركية واستغلال نشاطهم، بالإضافة إلى تنمية الروح الاجتماعية لديهم، كما يوضح التواصل والتفاعل الحي والمباشر بين جماعة التمثيل على خشبة المسرح وبين جمهور المشاهدين في المجتمع المدرسي، ويشجع التلاميذ على التفاعل مع النشاط المسرحي ونقده سلبا وإيجابا".

وأشار الأستاذ يونس إلى أنَّ "الأنشطة المسرحية تساهم في كسر جو الملل والرتابة وأسلوب التلقين، فيصبح الدرس أكثر حيوية من السابق،  لاسيما أن الطالب سيستنفر كامل حواسه لاستقبال المعلومة، مما سيجعل التفاعل الذهني للطالب في أعلى مستوياته لاستقبال المعلومة".

وتابع: "من هنا فإن المدرسة يقع على عاتقها أن تعمق دور المسرح المدرسي وتوضيح حقيقة هذه الإستراتيجية لكل من الطالب وأهله، وأن تنفي الهامشية والجانبية عن هذه الأداة التعليمية، وإلغاء النظرة القصيرة، التي تشيع بأن المسرح المدرسي نشاط لا أخلاقي قد يتسبب بتراجع أداء الطلبة الدراسي، وأنه قد يؤثر على تحصيلهم العلمي".

وأبرز أنَّ "هناك أنواعًا متعددة من المسرحيات المدرسية، منها الاستعراضية التي يمكن اعتبارها الأكثر تأثيرا في الأطفال إذ تشد انتباههم في سن السادسة لما تحتويه من أحداث تعتمد على الحوارات والبناء الدرامي المعقد، كما أن المسرح ينقسم  إلى مراحل حسب نمو الطفل فمن عمر 6 إلى 8 سنوات، تعتبر هذه الفترة ازدهارا لخيال الطفل نحو آفاق عقلية جديدة، ومن 9 إلى 12 سنة".

واستدرك: "هذه المرحلة ينتقل فيها الأطفال لاسيما الذكور  من عالم الخيال إلى الواقع، ويتقدم من البسيط إلى المعقد ويميل إلى الأعمال التي تظهر فيها المنافسة والشجاعة وروح المغامرة والتمثيل ويزداد الاهتمام بنوع المسرحيات التي يمتزج فيها الغموض بالبطولة بعكس البنات فيبدو ميلهن إلى المسرحيات التي تدور حول العواطف".

واسترسل: "بينما الطفولة المتأخرة أو المراهقة من 12 إلى 16 عاما، فتعد مرحلة رومانسية، حيث تزداد علاقات الفرد الاجتماعية اتساعا مع محيطه الاجتماعي، وبالتالي فإن المسرحيات المقدمة خلال هذه الفترة تخاطب العقل والوجدان ، ويفضل التركيز خلالها على الأعمال التاريخية والدينية، وتأكيد المثل العليا التي تساعد على تنمية شخصية الطفل وتوسيع مداركه وتدعيم القيم الأخلاقية لديه، وبناء العلاقة الحقيقية الصحيحة، وتعليم الأطفال المخارج الصحيحة وتهذيب لغتهم وصقلها وتمكينهم من النطق السليم، كما أنها تعد تسلية مفيدة، تهدف إلى تصحيح النظرة الخاطئة لأولياء الأمور حول المسرح، باعتباره النغمة النشاز في مجال التربية".

وأردف الصردي قائلًا إنَّ "المسرح دواء شاف للعديد من الأمراض  الشخصية والعلل الاجتماعية، لذا تجد مختلف المربون وجميع الأطر التعليمية وأطباء علم النفس وغيرهم من الأطر الفاعلة في المجتمع المدني تسعى إلى تطوير الجانب التعليمي والتربوي بين الطلبة، بالاعتماد على النشاط المسرحي، وتدعو إلى دعم تلك الأنشطة وإعطائها الأولوية في خطط التطوير التربوية".

واستأنف: "هذا ما نقوم به نحن كأساتذة المسرح سواء في المعهد الفرنسي أو في مختلف المؤسسات التعليمية والأنشطة المدرسية والأنشطة الترفيهية والثقافية وغيرها، هدفنا الاسمي هو جعل المسرح الذي يعد أب الفنون جميعها أن يدخل إلى كل بيت مغربي وأن يصل إلى ثقافات عدد كبير من الآباء وأولياء الأمور لما له من أهمية كبيرة في حياة الطفل لاسيما الذي يعاني عددا من المشاكل في التواصل والتعبير، ونعمل جاهدين على تثبيت هذه الثقافة المهمة التي بدأت في السنوات الأخيرة ترى النور نوعا ما".   

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يونس الصردي يطالب بتفعيل دور المسرح في العملية التربوية يونس الصردي يطالب بتفعيل دور المسرح في العملية التربوية



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab