وصف عدد من أساتذة علم الاجتماع "جائزة" الإبداع التي تنوي وزارة الثقافة العراقية إطلاقها بأنها قوة محفزة للقوة البشرية على المواصلة وتخفيف التوتر الذهني،مؤكدين على استحقاق المثقفين والفنانين بجميع إشكالهم وتخصصاتهم إلى تلك الجائزة .
وأكدّ وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، أنّه عمل على إعلان هذه الجائزة بنحو يختلف كثيرًا عن نمطية الجوائز السابقة التي كانت توزع من دوائر الوزارة، وبذلك تكون هذه الجائزة هي الأولى من نوعها التي تتبناها الوزارة كمركز.
وأعلنت اللجنة العليا المنظمة لجائزة الإبداع بدورتها الأولى لعام 2015, التي أطلقتها وزارة الثقافة والسياحة والآثار، عن تشكيل خمسة لجان فرعية، وهي تعدّ بمثابة لجان التحكيم، والتي يقع على عاتقها تقييم الترشيح وحسم النتائج.
وذكرت اللجنة أنّ من أبرز شروط عضوية هذه اللجان هي الخبرة الواسعة، والحيادية، وأن تحظى باحترام الوسط الذي تنتمي إليه الجائزة، فضلًا عن أن لا تكون لها أية صلة بوزارة الثقافة، لضمان عدم الطعن في مصداقية هذه الجائزة.
وخصصت اللجنة العليا لجائزة الإبداع العراقي في وزارة الثقافة أحد فروع جائزة العلوم الإنسانية/ علم الاجتماع وقد استطلعنا أراء عدد من الأكاديميين في الجامعات العراقية من المختصين بعلم الاجتماع حول هذه الجائزة وشمولهم بأحد فروعها.
وأوضحت الدكتورة بهيجة شهاب :"نثمن دور وزارة الثقافة على هذه المبادرة الجيدة، باعتبارها تسهم في معالجة بعض المشكلات والتحديات الاجتماعية التي يواجهها العراق, إنّ الجائزة يمكن تطويرها لتشمل نشاطات الشباب ، وهي تعدّ خطوة جريئة سيكون لها أثر كبير في تحفيز أحلامهم وتحريك الأجواء الثقافية لتقديم عطاء باهرة تساعد على تطور الحركة الفكرية والثقافية ، وتسهم في معالجة الظواهر والأجواء السائدة والظروف الصعبة التي يعيشها البلد، والمشاركة في دراسة الواقع المجتمعي, وإيجاد الحلول والمعالجات لما يعانيه المجتمع في الظروف الحالية بشكل علمي".
وأضاف الأستاذ الدكتور المتمرس حميد الهاشمي: "أبارك لوزارة الثقافة هذه الخطوة الرائدة التي أتمنى إن تتواصل على أسس موضوعية وإبداعية, وان تشمل فروعًا أخرى مثل العمل الاجتماعي والانثروبولوجيا، وأن يتم تطويرها وتصبح جائزة عربية, وعلى كل المثقفين الأكاديميين أنّ يسهموا في هذا النشاط العلمي المتميز خدمة لمجتمعنا وتأكيدًا على دور المثقف في مسيرة المجتمع".
وبيَّن أستاذ الاجتماع الدكتور محمد صالح عبد الرحيم: "أعتقد بأنّ هذه الجائزة هي بحد ذاتها إنجازًا مهمًا لأسباب عديدة ، أولها أنها تشمل مجالات عدة تبدأ بالسرد وتنتهي بعلم الاجتماع ، كما أنها أداة مهمة لتحريك الأجواء الثقافية في الظرف الصعب الذي يمر به العراق". مؤكدًا " إنّ الجائزة يمكن مستقبلًا تطويرها بالتركيز على مجال معين مشترك مثل الهجرة والتهجير, العنف والإرهاب,التنمية البشرية المرأة، الشباب، أي أنّ يكون التنافس في حدود مشكلة أو موضوع معين لإنتاج مادة جديدة ذات صلة بأوضاع الإنسان".
وأوضح عبد الرحيم "إنّ دور المثقف والأكاديمي والباحث تكمل مسيرة الإبداع في العراق ويكمن في المشاركة الواعية والموضوعية وجعل الإبداع معيارًا وحيدًا بعيدًا عن الوساطة والمحسوبية".
وقالت الدكتورة مثال العزاوي : "إنّ الجائزة تحفيز للباحثين على الإبداع والإنجاز العلمي المتطور, نتمنى أن تشمل كل الأكاديميين وكتب اختصاصاتهم العلمية".
وتابعت الدكتورة ناهدة عبد الكريم : "إنّ جائزة الإبداع العراقي علامة مضيئة في تاريخ وزارة الثقافة والسياحة والآثار، أتمنى أن تستمر الوزارة بنشاطها هذا لتشمل الجائزة موضوعات أخرى مثل الانثروبولوجيا والاقتصاد والسياسة والقانون وعلم النفس وغيرها، وان تسهم الوزارة بالتعاون مع وسائل الإعلام بتوجيه طلبة الدراسات العليا في الجامعات والأساتذة للإسهام الفاعل في إنجاح هذه الجائزة بمساهماتهم المبدعة في الأدب والفن والرياضة".
وذكر الدكتور عبد الواحد مشعل: إنّ المبادرة ممتازة وعملية دفع ايجابي للحركة الفكرية والثقافية، تعطي للمرحلة أبعاد ودلالات تهتم بالمبدعين والمتميزين, ممكن تطويرها لتشمل بحوث علمية تطبيقية عن مشكلات المجتمع العراقي علم الاجتماع والانثروبولوجيا كذلك أزمة الإنسان المعاصر وكيفية الخروج منها، نبارك لوزارة الثقافة هذا الجهد الرائع في تحفيز المبدعين في تقديم انجازات ثقافية وعلمية رصينة.
ويبقى دور المثقف الأكاديمي مهم يتعدى اختصاصه الدقيق إضافة إلى اهتمامه بقضايا الرأي العام, وللمثقفين دورًا مهمًا في تطوير هذه الجائزة والمساهمة فيها."
وأفادت الدكتورة نضال الساعدي بأنّ "الجائزة مبادرة قيمة لتحفيز الأساتذة والباحثين والأدباء والفنانين للإبداع وبذل الجهد للارتقاء بمستواهم العلمي والفني والأدبي، يمكن تطوير الجائزة من خلال إشراك مختلف الاختصاصات العلمية والإنسانية والثقافية بمنح أكثر من فائز لكل اختصاص, وتقديم الجوائز خلال احتفالية عامة داعية الجميع للمشاركة فيها،أنها خطوة رائدة ذات أسس علمية يسعى الباحث لنيلها من خلال إبداعه في مجال عمله أو علمه أو أبحاثه أو فنه".
واسترسل الدكتور ماجد علي: "إن كل تكريم أو جائزة تحفز مجال العمل المتخصص وتساعد على الإبداع وتقديم كل ما هو جديد، يمكن تطوير الجائزة في المستقبل من خلال المؤتمرات أو البحوث الحديثة التي تعالج مشاكل المجتمع. إن الأكاديمي هو العقل المفكر القادر على تغير كل ما هو سلبي وإنقاذ المجتمع من خلال وضع سياسات اجتماعية تكون مكملة للسياسات الاقتصادية والأمنية".
أرسل تعليقك