طريقة لتغير تعلّم الطلاب لتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
آخر تحديث GMT17:11:07
 العرب اليوم -

طرحها مدرس بريطاني بعد رحلة أجراها إلى الضفة الغربية

طريقة لتغير تعلّم الطلاب لتاريخ الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طريقة لتغير تعلّم الطلاب لتاريخ الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي"

المعلم مايكل ديفيس
القدس المحلتة - ناصر الأسعد

فكّر المعلم مايكل ديفيس في تغيير الطريقة التي يتعلم خلالها الطلاب تاريخ الصراع، وذلك بعد رحلة إلى "إسرائيل" والضفة الغربية الفلسطينية.

وروى ديفيس عن رحلته: "اصطحبت مجموعة من طلاب التاريخ العام الماضي في رحلة إلى إسرائيل والضفة الغربية، وكانت رحلة رائعة حيث قضينا ثلاثة أيام في إسرائيل لزيارة نصب ياد فاشيم، والتقينا صانع الأفلام الوثائقية وموظفًا كبيرًا في مكتب بنيامين نتنياهو قبل العبور إلى الضفة الغربية، حيث مشينا في المناطق المتنازع عليها من الخليل، وزرنا بيت لحم ولعبنا كرة القدم مع الأولاد في مخيم نابلس للاجئين".

وتابع: "قرر بعض الطلاب بعد عودتنا إلى الوطن حضور حدث في الجامعة المحلية في إطار أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي، وهناك التقى الطلاب بوالدي الطالبة اليهودية والتي كانت غاضبة لرؤيتهم هناك، وأوضحت الطالبة أنه من الخطأ دعوة إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري ومن غير العادل أن أخصها بالنقد، إلا أن الطلاب أخبروها أن نظرتهم الإيجابية إلى إسرائيل تغيرت عندما شاهدوا الاحتلال بأنفسهم".

وأضاف المعلم أنه ليس من الغريب أن يخجل المعلمون من موضوعات تاريخ الصراع بين "إسرائيل" وفلسطين، وهناك مخاوف من التحيز إلى جانب دون الآخر أو الحديث عن المزاعم المختلفة بشأن الصراع.

وأفاد: "أعمل في تدريس مادة التاريخ لأعوام عدة في مدرسة الولاية الشمالية، إنه أمر صعب لأنه يثير مشاعر قوية بين الطلبة وأولياء أمورهم، كما أن اليهود ينقلون تاريخهم بصورة مختلفة أما العرب فينقلونه بصورة أخرى، ويعد تدريس هذه المادة ضروريًا للغاية، وإذا كان الطلاب لا يدركون كيف حدث الصراع وسبب صعوبة حله فكيف يمكننا في الغرب أن نأمل لعب دور لإيجاد حل عملي".

وأردف: "نحن بحاجة إلى إعطاء الطالب المسلم مزيدًا من الثقة بأن مادة التاريخ تهمه أيضًا، وفي الوقت الحاضر أصبح الطلاب البريطانيون البيض يميلون إلى اختيار مادة التاريخ في المستوى الأول مرتين أكثر من طلاب التراث الباكستاني أو بنجلاديش، وتكمن المشكلة في أن الكتب المدرسية للتاريخ تحاول اتخاذ موقف وسطي بين الروايتين السرديتين، وهذا لا ينصف الحقيقة ولا يثير حماس الطلاب أيضًا بشأن المزاعم التاريخية لكل جانب".

وأكمل: "اتجهت في هذا الصيف إلى إسرائيل وفلسطين في إطار زمالة ونستون تشرشل للتحديث مع الأكاديميين والمعلمين اليهود والفلسطينيين لمعرفة كيف يدرسون التاريخ لدى كل منهم، في محاولة لإيجاد وسيلة أفضل لتدريس هذا الصراع في بريطانيا لتطوير مناهج تأخذ في الاعتبار الروايات المتنافسة وتمكن الطلاب من البحث فيما وراء الدعاية".

وأوضح الدكتور هيلل كوهين من الجامعة العبرية في القدس، أن الروايات المتضاربة بدأت عام 1929 بعد 12 عامًا من وعد بلفور لليهود بأنهم سيكون لديهم وطن في فلسطين، وعاش المجتمع العربي كأغلبية واليهود كأقلية متنامية في انسجام نسبي حتى عام 1929، ولكن بسبب التنافس الشديد اندلعت أعمال العنف في مدن عدة وبدأت عملية تبادل الاتهامات، ومنذ ذلك الحين بدأ كل جانب يطور تاريخه الخاص في روايتين منفصلتين.

وشرح المعلم: "هكذا اعتبر عام 1948 عامًا مجيدًا لليهود حيث خاضوا حربًا وطنية للاستقلال، وبالنسبة للعرب يعتبر هذا العام عام النكبة التي أدت إلى فقدان منازلهم وأراضيهم، ويلاحظ أن عام 1967 في التاريخ اليهودي هو العام الذي واجه فيه اليهود هجوم أربع دول عربية وتحرير ما تبقى من أرض فلسطين، وبالنسبة للعرب يعتبر عام 1967 بداية الاحتلال العسكري العدائي الذي استمر لمدة قرن ونصف تقريبًا".

وواصل حديثه: "إذا ما انتقلنا سريعًا إلى عام 1995 عند عقد اتفاقيات أوسلو يزعم التاريخ اليهودي أنها أدت إلى تشكيل حكومة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية مع المسؤولية الكاملة عن الصحة والتعليم والشرطة، بينما يرى العرب أن الاتفاقية أدت إلى شكل كبير من أشكال التمييز العنصري، حيث أصبح العرب يسيطرون فقط على 18% من أراضي الضفة الغربية في ظل بناء مستوطنات يهودية غير محدود في نسبة 82% المتبقية من فلسطين".

وأفاد: "تبين لي بعد ستة أسابيع في رحلتي، وبعد العديد من المقابلات والمناقشات أنه عند اختيار أي تاريخ أو حدث سيكون هناك دائمًا تفسير مختلف اعتمادًا على الشخص الذي أتحدث إليه، وبعدها وجدت كتابًا مثيرًا للتاريخ نشر عام 2012 بواسطة مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال منحة بواسطة وزارة الخارجية الأميركية وتحت رعاية مركز أبحاث السلام في الشرق الأوسط، وذلك لكتابة تاريخ العرب واليهود في محاولة للتوفيق بين هاتين الروايتين المتنافستين، ولكن أدرك المؤلفون أن الكتاب لا يمكن أن يتم بالطريقة التي تمنوها".

وذكر البروفيسور إيال نافيه من جامعة تل أبيب، وأحد قادة المشروع الإسرائيلي، حول موضوع الصراع: "كان هذا ممكنًا في حالة ما بعد الصراع ولكنه لم يعد ممكنًا في وضع النزاع القائم بالفعل، حينها قرر الكُتاب تقديم أفضل ما لديهم واتفقوا أن يكتب كل جانب منهم روايته المنفصلة على أن توضع الروايتين جنبًا إلى جنب في كتاب واحد باللغتين العبرية والعربية، ولكن لم ينجح الأمر في إسرائيل حيث اشتكى أولياء الأمور في غضون ثلاثة أسابيع وتم سحب الكتاب، وبرغم الطلبات العديدة للكتاب إلا أني لم أتمكن من الحصول على التعليق من المؤلف الفلسطيني المشارك في الكتاب الأستاذ سامي عدوان".

وتابع المعلم: "كانت هناك نواح حزينة حيث لم يحقق هذا المشروع التعاوني أي شيء، ولكني أتمنى باستخدام نفس النهج تطويع مناهج جديدة في بريطانيا لتدريس هذا الصراع الذي يبدو مستعصيًا، ومن خلال تزويد الطلاب بمقتطفات من الكتاب بالترجمة الإنجليزية ومجموعة من الأدلة والأخبار والروايات الشفوية عبر الإنترنت يمكن تحدي الثقافتين وتدريب الطلاب على معرفة ما وراء هذه الدعاية للوصول إلى الرواية الحقيقية".

وأضاف كوهين: "هناك نوعان من الناس، نوع يدرك أن التاريخ مُشيد ونوع آخر لا يدرك ذلك، إنه النهج الذي يقدم للطلاب المسلمين شعور أن صوتهم يستمع إليه وأن قصصهم تسمه وتدرّس، إنه النهج الذي يعني أنهم ليسوا ممثلين تمثيلًا ناقصًا في دروس التاريخ، مع السماح لهم بالنقاش الحر المفتوح باعتباره أفضل وسيلة لبناء مجتمع متماسك".

وأردف: "وجدت رحلات مدرسية إلى أماكن مثل بلفاست والقدس لإجراء محادثات وجهًا لوجه مع أحزاب المعارضة باعتبارها أداة تعليمية قوية، ولكن معظم المدارس لا تغامر هذه المغامرة مثلي، وتشمل خطتي خلق تجربة تعتمد على الإنترنت من أجل الطلاب، وعلى سبيل المثال إذا ما استمعت على الإنترنت إلى شهادة شفوية من لاجئي النكبة فإنك لا يمكنك الاستمرار إلا بعد سماع شهادات من لاجئي المحرقة أيضًا، وتعد فكرتي في المراحل الأولى، وأبحث حاليًا عن راع لهذا الجهد، ويجب أن يفهم قادة المستقبل الروايات السردية المتنافسة محاولة التفريق بين الدعاية والوقائع الحقيقية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريقة لتغير تعلّم الطلاب لتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي طريقة لتغير تعلّم الطلاب لتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab