بغداد - نجلاء الطائي
اكد وزير التربية العراقي محمد اقبال، السبت، عدم إمكانية عزل أي اصلاح للتربية عن التوجه السياسي والواقع الاقتصادي للبلاد، مشيرا الى ان الواقع التربوي في العراق بحاجة الى إصلاحات .
وأوضح اقبال في كلمته القاها خلال المؤتمر النوعي الأول لوزارة التربية أنَّ "هذا المؤتمر يعقدُ في وقتٍ يشهد فيه العراق تحديات غير مسبوقة ولاسيما الأمنية منها والاقتصادية، فخطر داعش من جهةٍ أفضى إلى نزوح مئات الآلاف من الطلبة وتهديد مستقبلهم العلمي، والأزمة الاقتصادية التي أوجبت علينا تقليل الإنفاق الحكومي على التربية من جهة أخرى"، لافتا الى ان "التربية تشكل أحد مفاصل الحياة المهمة في المجتمع، ومن ثَمَّ لا يمكن عزل أي إصلاح للتربية عن التوجه السياسي للدولة من جهة، والواقع الاقتصادي الذي تعيشه من جهة أخرى"، وتابع " ان الوزارة وفّرت التعليم لأكثر من مليون متعلم نازح في داخل العراق وخارجه".
وبين اقبال ان "الوزارة افتتحت مديريات للتربية في اقليم كردستان العراق نظيرة للمديريات الأساسيّة في المناطق والمدن التي ترزح تحت سيطرة داعش المتطرف وافتتحت أكثر من خمسمئة مدرسة لاستقبال تلاميذ تلك المناطق وطلبتها"، مؤكّدًا ان "الإصلاح التربوي استجابة الحاضر لتحولات كبيرة وعظيمة سيشهدها العراق في المستقبل، و أنَّ المستقبل الذهبي أمامنا وليس خلفنا، وأمام التربية اليوم عصر ذهبي تفرضه مهمّات كبيرة ومسؤوليات لا يُستهانُ بها وتحدّده حاجة العراق إلى التعايش السلمي ونبذ التطرف واشاعة روح الأخوة والمحبة والسلام... حقًّا: أفضل مشروع هو التربية"، واستطرد "بدأت الوزارة بإعادة النظر بالقوانين والأنظمة الخاصة بالتربية ومن ذلك قانون مجلس الآباء الذي نعتقد أنَّ له دورًا كبيرًا في تفعيل مجالس الآباء ومساهمتهم في الارتقاء بالتعليم في بلدنا، ولعل احد ثمار تفعيل هذه المجالس حصول إحدى مديرياتنا على مبلغ 800 مليون دينار تبرعات لإعادة تأهيل مدارس تلك المديرية"، لافتًا الى "اقتراح مشاريع قوانين جديدة إذ تمَّت مفاتحة الجهات ذات العلاقة بها مثل قانون طابع اقرأ (الحملة الوطنية لبناء المدارس) الذي سيُخَصَّص ريعُهُ لبناء المدارس حصراً، وكلنا يعرف أنَّ حاجة العراق اليوم تصلُ إلى أكثر من عشرين ألف مدرسة حسب احصائية وزارة التخطيط التي جاءت منسجمة مع إحصائياتنا".
واكد اقبال ان "مشروع (متن) يعد مشروع المدارس التشاركية النموذجية (استراتيجية وطنية) الّذي يُعنَى بإدارة ملف الأبنية المدرسية في العراق بوصفه مسؤولية تضامنية تخصُّ الجميع من دون استثناء ، وهو بلا شكّ يُمثِّلُ تحوّلًا نوعيًا في المنظومة التّعليميَّة وتجربةً رائدةً في المنطقة العربيَّة وعلاجًا ناجعًا للكثير من المشكلات الّتي تقف عائقًا أمامَ حركة التربية والتّعليم"، وأضاف "أمّا استراتيجية ( التعلم يقود النضج ) فهي استراتيجية معرفيَّة وتقعُ ضمن رؤانا المستقبلية في إعداد المناهج وتُمَثِّلُ مستوًى عاليًا من مستويات النّضج العقلي وهي – بعد ذلك - محاولةٌ للارتقاء بالقدرات العقلية لطلبتنا، والعمل جارٍ في تنويع التعليم على مستوى الفرع الأدبي والفرع المهني والتهيئة لافتتاح الاكاديمية الرياضية التي تبدأ الدراسة فيها من الصف الأول متوسط وصولًا إلى الصّف السادس الاعدادي وسيتم التركيز فيها على الجانب المهاري اعتمادًا على برامج تخصصية من اجل العناية بالمواهب الرياضية ورعايتها والارتقاء بمستوى الألعاب الرياضية ولاسيما الأساسية منها في عراقنا الحبيب"، وقال : "لأنَّ اطفالنا فلذات الأكباد هدفنا ومستقبلنا سعينا إلى أنْ تكون المدرسة اليوم جاهزة لاستقبالهم قبل ذهابهم اليها، ومن ذلك أن يكون هناك معلمان في صف واحد مشروع تربوي رائد هدفه متعة التعليم وجودته وهذا المشروع ستنطلق تجربته الأولى في العام الدراسي المقبل إنْ شاء الله، فضلًا عن مشروع المشرف التربوي للأول الابتدائي، كل ذلك لأنّنا نعتقد أنَّ الأول الابتدائي هي مرحلة الأساس نحو مستقبل أفضل".
وكشف اقبال عن "مشروعين الأول يخُصُّ إشراك المعلمين والمدرسين جميعا في دورات لطرائق التدريس واستعمال التكنولوجيا الحديثة ومشروع الإدارة والقيادة التربوية الذي سيبدأ باذن الله بتأهيل (2000) مدير دفعة أولى ومن المحافظات العراقية كافة ،أمَّا المشروع الثاني فهو إقامة منتدى الإبداع والتطوير التربويّ للعراقيين جميعًا لتقديم الأفكار الإبداعية والرّؤى المستقبليَّة مهما كانت".
أرسل تعليقك